القوانين التي تدعم الأقلية الجنسية
و انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب الميل الجنسي والهوية الجنسية
لمحة عامة حول مبادئ يوغياكارتا
تتناول مبادئ يوغياكارتا عددا واسعاً من معايير حقوق الإنسان الدولية وتطبيقها على قضية الميل الجنسي والهوية الجنسية. وتقدم هذه اللمحة العامة بياناً موجزاً لهذه المبادئ وعدداً من الأمثلة على تطبيقها.ترجى العودة إلى نصوص المبادئ للاطلاع على النص التفصيلي
المقدمة: تقرر المقدمة وجود انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب الميل الجنسي والهوية الجنسية. وهي تنشئ الإطار القانوني الخاص بها، وتقدم تعريفاتٍ للمصطلحات الأساسية.
- الحق في الانتفاع من حقوق الإنسان دوليا، والحق في المساواة وعدم التمييز، وحق الاعتراف بالشخصية القانونية: تضع المبادئ من 1 إلى 3 أسسَ عالميةِ حقوق الإنسان وتطبيقها على جميع الأشخاص دون تمييز، إضافةً إلى حق جميع الأشخاص في الاعتراف بهم أمام القانون.
مثال:
- إن القوانين التي تجرّم المثلية الجنسية تنتهك الحق الدولي في عدم التمييز (قرار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة).
- الحق في الأمان الإنساني والشخصي: تتناول المبادئ من 4 إلى 11 حقوق الإنسان الأساسية في الحياة وفي عدم التعرض للعنف والتعذيب، وفي الخصوصية، وفي الوصول إلى العدالة، وفي عدم الاحتجاز التعسفي.
أمثلة:
- مازالت عقوبة الإعدام مطبقةً في حالات النشاط الجنسي الرضائي بين البالغين من جنس واحد رغم قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على عدم إنزال عقوبة الإعدام في "العلاقات الجنسية بين بالغين متراضين"؛
- اعتقل 11 رجلاً في حانةٍ للمثليين، واحتجزوا لأكثر من سنة. وخلصت مجموعة الأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي إلى أن احتجاز هؤلاء الأشخاص خرقٌ للقانون الدولي مشيرةً بقلقٍ إلى أن "أحد السجناء توفي نتيجةً لاحتجازه تعسفاً".
- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية: تقرر المبادئ من 12 إلى 18 أهمية عدم التمييز في التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فيها حق العمل، والسكن، والضمان الاجتماعي، والتعليم، والصحة.
أمثلة:
- إن النساء السحاقيات ومن يجمعن بين نوعي الجنس يتعرضن لخطر التمييز المتزايد، وإلى الحرمان من المسكن، والعنف (تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن الكافي)؛
- تواجه الفتيات اللواتي يظهرن ميلاً إلى بنات جنسهن التمييز والإقصاء من المؤسسات التعليمية (تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في التعليم)؛
-عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلقه جراء القوانين التي "تحرّم إجراء جراحة تغيير نوع الجنس على من يجمعون بين نوعي الجنس، أو تفرض على من يحملون صفات الجنس الآخر الخضوع لهذه الجراحة خلافاً لإرادتهم".- الحق في حرية الرأي والتعبير والاجتماع والتنظيم: تؤكد المبادئ من 19 إلى 21 على أهمية حرية المرء في التعبير عن نفسه، وعن هويته وميله الجنسي، دون تدخلٍ من جانب الدولة بسبب ميله الجنسي أو هويته الجنسية، بما في ذلك حق المشاركة السلمية في التجمعات والمناسبات العامة، وحق التواصل مع الآخرين في المجتمع.
مثال:
- حظرت السلطات تجمعاً سلمياً يدعو إلى المساواة في مجال الميل الجنسي والهوية الجنسية، وقامت الشرطة بمضايقة المشاركين وتخويفهم. كما راح متطرفون قوميون يطلقون شعارات مثل: "فلنضرب هؤلاء المثليين" و"سنفعل بكم ما فعله هتلر باليهود". (تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأشكال المعاصرة من العنصرية والتمييز العنصري ورهاب الأجانب، وما يرتبط بها من عنف).
- الحق في حرية التنقل وفي التماس الملجأ: يشدد المبدآن 22 و23 على حق الأشخاص في التماس الملجأ فراراً من الاضطهاد بسبب الميل الجنسي أو الهوية الجنسية.
مثال:
-يجب منح الحماية الممنوحة للاجئين إلى الأشخاص الذين يواجهون ما يدعو إلى الاعتقاد بخطر تعرضهم إلى الاضطهاد بسبب ميلهم الجنسي (توجيهات مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين).- حق المشاركة في الحياة الثقافية والحياة الأسرية:تتناول المبادئ من 24 إلى 26 حق الأشخاص في المشاركة في الحياة الأسرية، وفي الشئون العامة والحياة الثقافية في مجتمعهم، وذلك دون تمييزٍ بسبب الميل الجنسي أو الهوية الجنسية.
مثال:
-يقع على الدول واجب عدم التمييز بين العلاقات التي تقوم بين أشخاصٍ من جنسين مختلفين أو من جنسٍ واحد من حيث منح المزايا الناجمة عن الشراكة، مثل حق الشخص في تلقي الراتب التقاعدي بعد وفاة الشريك (قرار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة). - حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان: يقرر المبدأ 27 الحق في الدفاع عن حقوق الإنسان وتشجيعها دون تمييزٍ بسبب الميل الجنسي أو الهوية الجنسية. ويقرر أيضاً واجب الدول في كفالة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان العاملين في هذه الميادين.
مثال:
- إن المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون على قضايا الميل الجنسي والهوية الجنسية في عددٍ من البلدان والمناطق حول العالم "يتعرضون للتهديد، وتتعرض بيوتهم ومكاتبهم للهجوم. ويجري الهجوم عليهم وتعذيبهم والإساءة إليهم جنسياً وتهديدهم بالقتل؛ بل يجري قتلهم فعلاً. ومما يثير قلقاً كبيراً بهذا الصدد الغياب شبه الكامل لجدية تعامل السلطات المعنية مع هذه الحالات". (تقرير الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة حول المدافعين عن حقوق الإنسان).
- الحق في التعويض والإنصاف والمحاسبة: يؤكد المبدآن 28 و29 على أهمية محاسبة منتهكي حقوق الإنسان وكفالة التعويض والإنصاف المناسبين لمن تنتهك حقوقهم.
مثال:
- عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقه بشأن "الإفلات من العقاب في جرائم العنف ضد المثليات والمثليين وثنائيي الجنس ومن يحملون صفات الجنس الآخر" و"مسئولية الدولة عن توفير الحماية الفعالة". وأشار المفوض السامي إلى أن "استبعاد المثليات والمثليين وثنائيي الجنس ومن يحملون صفات الجنس الآخر من هذه الحمايات خرقٌ واضح لقانون حقوق الإنسان الدولي، وهو أيضاً خرقٌ للمعايير العامة للإنسانية التي تشملنا جميعاً".
- التوصيات الإضافية: تورد هذه المبادئ 16 توصية إضافية موجهة إلى مؤسسات حقوق الإنسان على المستوى الوطني، وإلى الهيئات المهنية، والممولين، والمنظمات غير الحكومية، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، ومنظمات الأمم المتحدة، وهيئات المعاهدات الدولية، والمقررين الخاصين، وغيرهم.
مثال:
-تنتهي المبادئ بإشارةٍ إلى مسئولية عدد واسع من الجهات المعنية عن تشجيع حقوق الإنسان وحمايتها، وعن إدخالها في عملها. وعلى سبيل المثال، وجّه بيانٌ مشترك قدمته في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة 54 دولة من أربعةٍ من مناطق الأمم المتحدة الخمس في 1 ديسمبر/كانون الأول 2006 دعوةً إلى المجلس من أجل "إيلاء الاهتمام الكافي لانتهاكات حقوق الإنسان بسبب الميل الجنسي والهوية الجنسية". ونوّه البيان بعمل المجتمع المدني في هذا الميدان. ودعا "جميع المقررين الخاصين وهيئات المعاهدات إلى مواصلة إدخال الاعتبارات الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان بسبب الميل الجنسي أو الهوية الجنسية ضمن مهمة كلٍّ منهم". وكما يقرّ هذا البيان، ومثلما تؤكد مبادئ يوغياكارتا، فإن الحماية الفعالة لحقوق الإنسان هي من مسئوليتنا جميعاً في الحقيقة.
من موقع "يوغياكارتا"