عرض مشاركة واحدة
قديم 07/04/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي لماذا يقتل المفكرون العرب


خالص جلبي مفكر اسلامي سوري

في 21 يونيو 2005 تم اغتيال الزعيم الشيوعي (جورج حاوي) في بيروت، بلغم نسفه وسيارته فمزق شر ممزق، وهو الثاني من زعماء الحزب الشيوعي، فقد سبقه إلى مصير أبشع (فرج الله الحلو) مذابا في الأسيد، وقبل مصرع الحاوي بـ19 يوماً في 2 يونيو قتل الكاتب المرموق والناقد السياسي (سمير القصير) غيلة، بنفس طريقة النسف فجمعت جثته مزعا إلى القبر؟ ومن قتل الثلاثة ليس غبيا، بل فاجر مستهتر يهدف الترويع، فليس مثل الخوف قدرة على ضبط الناس.

وسلسلة القتل في لبنان طويلة، ففي الثمانينات تم اغتيال رئيس تحرير مجلة «الحوادث»، وكنت يومها في ألمانيا الاتحادية، وكنا نتمتع بكتاباته حتى خرج علينا في عددين لاحقين مشؤومين; فأما العدد الأول فكان رسماً كاريكاتورياً في صفحة الغلاف الرئيسية لزعيم عربي وتحته جملة واحدة: (لماذا يكذب النظام؟)، وأما العدد الثاني فكان غلافاً كامل السواد ينعي للقارئ موت سليم اللوزي؟
وقيل في سبب مقتله إنه أجرى مقابلة مع رئيس الاستخبارات الأمريكية، فأظهر أنه يعلم أكثر مما يجب أن يعلم، والعلم خطير؟ وعرفنا أنه ذهب إلى بيروت إلى جنازة والدته فلم يرجع، ولحق بأمه مشوهاً حريقا سحيقا، فقد هشموا أصابعه التي بها يكتب قبل حرقها، وفجروا دماغه الذي به يكتب وينطق.
وهذه المشاهد كانت من لبنان، وأما في العراق ففي الثمانينات تم اعتقال باقر الصدر وأخته أم الهدى، وبعد ثلاثة أيام سلم رجال المخابرات العالم الفيلسوف صاحب المؤلفات (فلسفتنا واقتصادنا ونحو بنك لاربوي والتفسير الموضوعي للقرآن)، لأهله جثة منتوف اللحية محروقاً بأعقاب السجائر، وأما أخته أم الهدى فالأفضل أن نصمت.
وهذا المنظر لا يخص لبنان والعراق، بل يمكن أخذ نماذج وعينات من كثير من البلدان العربية، فمحمود طه تدلى من حبل المشنقة، وقطب أعدم في مصر، والطاهر بن جلون يكتب من باريس (تلك العتمة الباهرة)، كما كتب الزوجان العراقيان رفعت الجادرجي وبلقيس شرارة (بين جدارين)، فلم يبق في الغابة إلا الضواري تسرح، وأما المثقفون فداخل أقفاص الغابة بين متهم وعميل ومشترى ومنسحب وخائف على نفسه يترقب ان يخرج من اعتقال إلى إقامة جبرية إلى ملاحقة قانونية، وأحيانا ضربا باليمين على الوجوه والأدبار.

طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02703 seconds with 11 queries