[yass]

-12-

الصباح


رسالة تطمينية من الولايات المتحدة إلى سوريا تتعهد بها بعدم الاعتداء على الأراضي السورية مجددا..
هذا ما أعلنه مصدر دبلوماسي سوري في تصريح له للصحافة, أكّد فيه تلقي هذه الرسالة عن طريق الجانب العراقي, و اعتبر فيه انتصار للمنطق و الحق القائل بأنه عدوان غاشم لا يمكن أن يكون له تبرير ما.

لا أنكر ذلك, لا يوجد تبرير من أي نوع, و لكن هل يكفي التعهد بعدم الرد كمخدّر؟ هل يا ترى يتم العفو عن مجرم عندما يتعهد بعدم تكرار جريمته؟

هل يحق للشعب السوري السؤال عن الإجراءات القانونية التي اتخذتها الحكومة السورية؟ حتى لو كانت هذه الإجراءات مجرد رسميات قد لا تؤدي إلى شيء؟

أم أن عليه أن يقتنع بأسلوب "التوبة ما بقا عيدا"؟

هل من جواب؟




الظهر


و في سياق الحديث عن جيراننا الأميركان, الذين يبدو أنهم وصلوا إلى عقد مراضاة مع أصحاب البيت الذي يستأجرونه كي يتم إخلاؤه عام 2011.

قرأت اليوم تقريرا عن هذه الاتفاقية الأمنية.. و لا أعلم ما هو رأيي.. لا أعلم إن كانت ستنفّذ أم لا.. و لا أعلم إن كنت أفضّل أن تنفّذ أم لا...

هل يا ترى تستطيع الحكومة العراقية الحالية تحمّل مسؤولية بلاد ممزقة الأوصال تتنازعها طوائف و قوميات مختلفة قد تتحدث لهجات و لغات مختلفة لكنهم جميعا يتقنون لغة مشتركة و هي العنف؟ أم أن الولايات المتحدة سوف تلعب على هذا الوتر كي تبرر بقائها بحجة عدم استقرار الوضع..

لا أعلم.. و أريد أن أعلم.. و لا أريد أن أعلم...

لكن كل ما أتمناه أن يجيء بسرعة... اليوم الذي ينام فيه أطفال العراق دون كوابيس




العصر


و في حلقة جديدة من حلقات المهنية الصحفية للدكاكين الاعلاكية "الحيادية", أتحفتنا هذا الأسبوع بعض من المذكورات آنفا بتصريح "منطقي جدا" لمصدر قضائي سوري ينفي أن تكون محكمة النقض قد أصدرت قرارا بإخلاء سبيل ميشيل كيلو و محمود عيسى, و إنما "طلبت لجنة الدفاع عنهما إخلاء السبيل, و الطلبات قد توافق أو لا, تقديم الطلب لا يعني شيئا" .

المضحك في الأمر أن هذه الدكاكين تنشر التصريحات و كأنها دحض لكل ما يتم تناقله و تبيان الحقيقة المطلقة.

طيب..

على اعتبار أن صحفيي هذه الصروح الصحفية الكبرى يتأكدون من أخبارهم, فهلاّ شرحوا لقرائهم سبب دعوى المخاصمة التي أقامها النائب العام للجمهورية ضد القاضية التي أصدرت القرار, طعنا به, و المنشورة رسميا و العلنية أمام جميع الجهات القضائية و فرق الدفاع ؟ هل لأنه انزعج من تصفيفة شعرها مثلا؟

بانتظار جواب لن يأتي..




المغرب


أهتم مؤخرا بالأيام التي تحددها الأمم المتحدة للقضايا المختلفة, مثل اليوم العالمي لمرضى داء معيّن, أو اليوم العالمي للجوع. و ليس لأنني أعتقد أن هذه الأيام تفي هذه القضايا حقها, إنما مجرد فضول, و اكتشاف قضايا قد أكون لم أفكر بها من قبل.

أمس, السابع عشر من تشرين الثاني, تم تحديده كيوم عالمي لذكرى ضحايا حوادث السير.

سنويا, يموت الآلاف في حوادث سيارات يبدو أنه لا يمكن تلافيها بسبب كثرة السيارات و بسبب العامل البشري الذي لا يمكن السيطرة عليه, فيكفي طائش واحد لقتل العشرات, و ليس دائما الضحية هو المسبب كما يعلم الجميع.

قرأت منذ فترة إحصائية عدد قتلى حوادث السير في سوريا, و كان رقما جعلني أرتعد, فهو رقم أعلى من القتلى في اسبانيا, مع العلم أن عدد سكان اسبانيا أكثر من ضعف عدد سكان سوريا, و عدد السيارات في اسبانيا يفوق 3 أضعاف عدد سيارات سوريا.

عوامل كثيرة, سوء الطرق, معايير الأمان المفقودة في السيارات المستوردة في سوريا, و المرغوبة لرخص ثمنها ليس إلا.. و قد لا يعلم البعض أن الكثير من أنواع السيارات المتوفرة بكثرة في سوريا يمنع سيرها في الاتحاد الأوربي بسبب انعدام شروط الأمان فيها.

تم تعديل قانون السير منذ فترة في سوريا, و أعتقد أنه تعديل موفق لو كان يشمل تعديل من هو قائم على تطبيقه كذلك...

و رحمة الله على الضحايا...




الليل


فجر...

الشمس تنفض عن أشعتها آثار غطسها في بحر العتمة..

حبيبات الماء المتجمّد تزيّن حجر الطريق و كأنها حلي عروس جميلة..

برد شديد.. و قطرات من الماء شبه المتجمد تؤذن بعودة المطر بعد يومين من الهدنة..

افتح الباب لأخرج من دفئ البيت...

و بعد أمتار قليلة.. أرى تلك الشجرة الدائمة الخضرة التي طالما تمنيت أن نجلس تحتها..

و أتذكرك...

ليبدأ قلبي بعزف...

السيمفونية الثانية.... تحت الصفر




Yass

طفينا الضو.. و سكّرنا الباب