الموضوع: لحظة فرح
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/08/2007   #1
شب و شيخ الشباب ملاح
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ ملاح
ملاح is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
14

افتراضي لحظة فرح


انزوى بعيدا .. كان المكان الذي انزوى فيه يلفه الظلام.. نكس رأسه ولم يعد ينظر للآخرين .. غير أنهم استمروا في مرحهم .. واحد يعانق آخر ، وآخر يصيح ، وآخر .. يتعالى الصياح .. يعم المكان صياح مدوّ .. وهو لا يرفع رأسه .. تحتدم بداخله صور وكلمات لا يكاد يتبينها .. إنها حتما أشباح الماضي . البحر ساكن .. والأشباح تكبر.. لا شيء يقف أمامها ، يمنعها من أن تلتهم كل شيء .. لا معنى للأصوات .. لا شوق في القلوب لشيء .. لا أحد يقترب منه ، يهتم له ، يسأله .. صمت الشتاء لا يحركه في الجو غير ما في النفوس من قلق . الدائرة صغيرة .. والقلق يحاصرنا .. كلنا ندور.. قلق قديم وقلق جديد .. متأصل فينا ، تائه حاضر وآخر غائب .. ضعيف ، قوي قلق أعمى يدفعنا لأن ندخل الدائرة ، ندور و ندور.. والدائرة لا أحد يتركها. الدقائق لا شيء يوقفها .. يقف من مكانه يقترب منهم .. يصيح فيهم .. ينظرون إليه .. يخيم الصمت.. ينظر إليهم واحدا واحدا.. ينتظرون كلماته فلا تأتي .. وينتظرون.. يرفع رأسه ثم يغادرهم ، دون أن يحدث أي صوت .. يقترب من مكانه ويمد بصره.. مازال قلبه ينبض وشفتاه تتحركان.. انتابته لحظة فرح مفاجئ .. الشمس بدأت تنسل خلف الأغصان .. أخذ الاصفرار عينيه وأخذت نشوته تتسع لم يعد يحس بما حوله منذ ألف سنة جلس هنا .. لأول مرة ينتابه هذا الشعور الغريب. يقف معهم ، يشاركهم صياحهم ، رقصاتهم.. يتأملونه.. يهدأ الجميع .. يتوقفون عن الحركة.. ويبقى وحيدا يرقص ويصيح وهم ينظرون إليه في حيرة وصمت . لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا لكن ليس يسمعه

آخر تعديل butterfly يوم 21/09/2007 في 04:26.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05948 seconds with 11 queries