16 تشرين الثاني
هناك نوعان من التواصل يختلف أحدهما عن الآخر في مضمونه . الأول هو المشاركة في المشاعر أو العواطف و نسميه حواراً . أما الثاني فهو المشاركة في الأفكار و القِيَم و التخطيط و التقرير ، و كلها أمور يطغى عليها الطابع العقلاني . و أود أن أسمي ذلك جدالاً . قد لا يوافقني بعضهم في هذا التمييز ، و هو قد ينطوي في الواقع على شيء من المزاجية . و لكن ما يهمني حقاً هو أن أوضح ما أنا في صدده و هو في نظري بالغ الأهمية .
ما أود أن أقول هو أنه من الضروري أن تحدث بين شريكين في الحب عميلة " غسل قلوب " ( الحوار ) قبل أن يتمكنا من الدخول في التفكير معاً ( الجدال ) حول مخططات و قرارات و قِيَم فالفرضية التي تكمن وراء هذا التمييز ، و إعطاء الأولية للحوار هما أن المشاكل التي تخرب علاقة الحب إنما هي دائماً عاطفية . يمكن علاقة الحب أن تستمر و تنمو بين شخصين و أن يكون بينهما تباين في وجهات النظر حول أمور متعددة . فالتباين في القناعات العقلانية لا يشكل عائقاً في وجه علاقة الحب إلا إذا بدأ أحد الطرفين يشعر بأنه مهدد عاطفياً .