تشَهدُ صُحفنا المَحلية قفزة نوعية في الحِوارات الأدبية " الأخيرة " وَ المُتميزة
وَ خاصة ً مَع الأدباء الراحلين
يَرحلُ الأديب وَ نشَـهَد ُ في اليوم الثاني أو الثالث لا أدري
وَ في العناوين الرئيسة " المُقابلة الحصرية وَ الأخيرة مَع الراحل الأديب الكبير .... " !.
عِندما نقرأ عن قرب هذه المُقابلة الحَصرية وَ الأخيرة
نجدُ بـِ أنَ هذا الأديب لم يكنْ يفعل في فترة احتضاره
سِـوى وَهبَ الحَسَـنات للصحفيين وَ الأصدقاء
على شَـكل ِ مُقابلاتٍ حَصرية يَتصدقُ بها على الأدباء وَ المَسـؤولين
وَ السـائلين وَ عابري السَـبيل !.
وَ ما أجدهُ غريباً سادتي أنَ المرحوم الذي أمضى حَـياته أديباً عاقِلاً وَ مُتزناً
يَبدو في حِواراتهِ الأخـيرة " والتي أجرى مُعظمها بعدَ مَوتهِ على الأرجَـح " !.
مُجردُ رجـل ٍ عابثٍ ثرثار يَتفوهُ كلاماً لا مَغزى له
لا يقلُ سُـخفاً عنْ تلكَ الأسـئِلة المُعدة مُسبَقاً مِنْ أؤلئكَ الصَحفيين
وَ الأغرب مِنْ ذلك أنَ جميع " المراحيم " الكِبار الذينَ تركوا أثراً وَ رؤى وَ مَدارس
اتفقوا جَميعاً على لغة واحِدة وَ وصايا ساذجة
وَ كلمات إنشائية وَ مُجاملات ترضي الجَميع !.
ما السِـر وراءَ هذهِ البادرة الجَميلة يا تـُرى ؟
وَ هل احترفتْ الصَحافة تحضير أرواح الأدباء الراحلين وَ اسـتنطاقهم في قبورهم ؟!.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "