الموضوع: هامش حب..
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/08/2008   #13
شب و شيخ الشباب i m sam
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ i m sam
i m sam is offline
 
نورنا ب:
Jul 2008
مشاركات:
1,245

سوريا اللقاء الثالث


على ضفاف طاولة مطعم مطل على واد اخضر يتموج فيه نهر العشق يسقي بساتين دمشق , بردى أو ما كان يسمى قديما بردى.
هناك ........ تموضع فنجانا قهوة فرنسيان تظهر على احدهما –رغم لونه الناصع- السنين التي قضاها بين الأنامل , وللآخر همة كهمة الشباب أو ربما لأنه كان من نصيب ملاكي.
بكل هيبة الخبير ناداه: اثبت بين أنامل سيدتك كفاك ترجف كمولود ينادي ثدي أمه جوعاً.
-عماه ..هي التي ترجف خوفا من أعين الناس أن يرونها معه رغم أن أحداً من هؤلاء لا يعرفها لكنها تخافهم لا ادري لماذا؟؟ حيث ولدنا يا عماه يلتقي العشاق دون خوف ...لا يحاولون سرقة الدقائق بعيدا عن الناس...لايخفون عشقهم لا يخافون أن يمسكوا بأيدي بعضهم .أن تتعانق أعينهم أمام الناس أن ...وأن ....وأن....!!! لكن هنا ..
أتدري يا عم إن شفاه سيدتي تذكِّرني بحبات الفراولة المزروعة في جنوب فرنسا , حمراء بلون الشغف و ممتلئة بالرغبة تشتهي لو تبقى دهرا تنظر إليها متدلية ثم تعميك الشهوة لتتذوقها فما إن تلامس شفتيك حتى تسكب ما خلق فيها من لذة عليهما تتمنى لو تبقيها بين شفاهك تتحسس ملمسها ليعميك مرة أخرى عصيرها الهطال على لسانك فتقضم ...ولا تدري أكان يجب أن تبقى متأملاً إياها متدلية ,أم فقط تتحسس ملمسها أم يجب عليك أكلها.
-وماذا قالت لك تلك الشفتان....
-ويحي إنهما مذ جلسا هنا لم يتكلما أبدا ..أوتظن أنهما أخرسان؟
-آه من الشباب وطيشهم !! لو أنك أنصتَّ قليلا لعلمت ما كان منهما وما سيكون...
يا ولدي صمت العشاق هنا في الشرق جمال و كلام وغزل يقول شاعرهم:
الصمت في حرم الجمال جمال
شفاه سيدتك كما وصفتها حبتا فراولة حمراء شهية وقد أحسنت الوصف
أما عن صاحبي فمن الرشفة الأولى أحسست بالعشق يفيض منهما , حنان ممزوج بلهفة , لطف وأعاصير مكبوتة .
رغم انه لقائهما الثالث إلا انه ما قبل شفتاها من قبل فطعم العنب البلدي ما زال مخزونا ومعتقاً في شفتيه لم يمتزج بعد بنكهة الفراولة , لكنها قريبة ....
فصاحبي يحب أن تكون القبلة الأولى مسروقة ... فلا شفتاها تعلم بوقتها ولا شفتاه ..كصياد يتحايل فريسته ليقتنصها وسهمه في قوسه فالفريسة لا تعلم بالسهم والسهم يُطلق في لحظة يظن انه لن يُطلق بها وفي لمحة تكون نهاية كل المناورات
-هنا...؟؟؟؟
-بل ستكون في اللحظة الأخيرة لهذا اللقاء لتكون ختامه وتبقى الشفاه في تيه بعدها
سيلامس كفه كفها وتتشابك الأنامل بعد خروجهم , يحاول الآن استجماع كل قواه ليمد يده إليها عندما يخرجان بعيدا عن الناس, ربما وهم في طريق العودة ربما عندما ستجلس بجانبه في مقعد السيارة.
انتظر طويلا هذه اللحظة وسيحققها
رغم شكِّه القتَّال بحبها له, إلا انه يحبها, رغم علمه بعدم الجدوى من حبهما فهي ستعود لولدها ومجبرة أن تعود لزوجها بعد طلاقها منه , وهو سيعود لزوجه وبناته رغم ذلك كله إلا أن الأمل يُبقي حبه متَّقدا , سيُغيبها الزمن عن عيونه فترة ربما تطول أو قد تقصر لكنه واثق من لقياها وواثق رغم ما يُعرف عن الدهر من غدر انه سيجمعهما . يا ولدي أجمل الحب ما تخلله البُعاد. واحمل الحب ألا تكون فيه أنانيا... ولو أنهما أنانيان لجمعهما بيت الحب قريبا .
ولو شاءا لبنيا قصرهما اليوم... لكنه سيبنى على دموع من تعلقت مصائرهم يهما شاءا ذلك أم لا.
-والعمل إذا...؟
-الصبر ..الصبر مفتاح الفرج
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
-أتدري يا عماه..أتمنى لو اقفز عن الطاولة الآن فأتحطم قطعا!!!! فقد سمعت أنهم في الشرق يحطمون فنجان قهوة إذا شرب منه عزيز القوم..وما أظن أن شفاها ألذَّ أو أشهى أو اعزَّ من هذه ستشرب مني .
هلَّا مشينا يا حبيبتي ...برعبٍ استعجلتها فلولا قليلا ستفضحنا الفناجين
في الطريق بدأت بالتفكير بكل ما قاله العجوز وليس بالتفكير فحسب.....بالتطبيق ايضا
وعندما عدت إلى متجري تفكرت مرة أخرى بكلمات ذاك الفنجان العجوز ....هل كان يعلم ما سأفعل أم انه كان يخبرني بما يجب أن أفعل . في كلتا الحالتين شكرت العجوز وشكرت الله أن جعلني أنصت قليلا لأصواتِ ما حولي فأحيانا همس الأشياء حولنا تلهمنا أكثر من أي شيء آخر.
لكنَّ الذي لا يعلمه ذلك العجوز أن قبلتي المسروقة لن تكون آخر المشوار بل بداية سيل من اللذة القاتلة بدأت تتجمع في قمم الجبال وهي قادمة في القريب العاجل.... فانتظر مني خبرا أيها العجوز..

اذا لم نعش جميعا متآخين كشعب واحد ....
فان كل واحد منا سيموت وحيدا

بجيب الريح تتلعب معك

www.3tbatt.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.10010 seconds with 11 queries