فصل حياة - الجزء السابع
حقيقة الأمر
أنها رؤيا صادقة للعباد في عناصرهم ومحيطهم ثم أفعالهم وكل ما عداها جعبة أحلام وأضغاث أوهام وأجساد للسكارى وجثامين تحركها أرواح خبيثة...أنها مسألة معقدة ومتشعبة تنتج عن خطيئة ولا يبصرها الا من أرتبكها وقلة حكيمة وفقيهة, ويبقى لمعظم الكون كل ما عداها ,وللحقيقة أوجه مختلفة وسأتحدث عن الوجه الذي قلما تحدث عنه أحد والوجه الذي لم تدركه العقول التافهة والصغيرة.
أضرب مثلا لروحين ترومان بصري نزهة العشاق ويدوسان خشمي بعبير الوداد والهوى, وعجوزة تقية تتلو لهم كلام الرب ليعم السلام والهناء عمرا سيمضونه, وأرى أفواههم المتبسمة وعيونهم المتراقصة لغبطة ينشدها مستقبل ينتظرهم. ولكن مهلا ثم مهلا فتلك ليست الحقيقة...فالحقيقة أن الروح الأولى فضت بكرة الأخرى قبل شرع يقصدونه ولم تجد مهربا لخطيئة الا لزواج بشرعة يليها طلاق بشرعة أخرى...ولم تجد الروح الأخرى مهربا لمصيبة فرجها المقلوع ولشرف عترتها المنزوع الا بزواج وطلاق مشروع وهكذا لم يعلم بحقيقة الأمر الا مرتكبي الخطايا ولكنهم لا يعلمون أنني أيضا بعالم فيما يخفون.
وفي فصل حياة وربيع عمر أجدني جزءا من مرارة الحقيقة...أأقول لذلك الرجل بأن من قضيت معه عشرون عاما زوجا وحبيبا جاءني متوسلا لأشباع حاجته الجنسية, ولولا أرادة الخلق التي زرعها الناصر في كياني لهتكت بحرمتك هتكة الافاعي والوحوش...أأقول له أن نصف عمرك قضيته كان جهلا والنصف الآخر كان كذبة...ثم أأذهب وأقول لفتى طيب وبريء يختلف وضعه عن مثل ضربته في أعلاه أن معشوقتك وخطيبتك كان تحادث الأباحية عبر الهواتف وتعرض جسدها من أجل الواجبات الجامعية. وفي فصل هذه الحياة ورغم مرارة الحقيقة ورغم خوفي منها لأنني سأظل جاهلا بأمرها مهما توصلت لأسرارها ورغم رعبها وهولها أجدني تواقا أليها مستعدا لمواجهتها..وفي خواتم شقشقة أنا لم أعد أجد طعما للحياة مع الحقيقة أو بدونها...تتراءى لي كأرض خصبة تتغذى بغوط الحيوانات ثم تنبت لنا أزهارها يضنيني عجزي عن الكف من رؤية هذا الغوط ويضنيني عجزي في تأمل تلك الأزهار...ويضنيني عجزي عن التغاضي لمرارة تحيطني ولولاها لكانت حياتي أكثر صعوبة
|