رائعة الشاعر مظفر النواب "قصيدة من عالم القطط":
قطة عشق في الشارع تنتظر الليل
تكشف عن فخذ وتغطي، ستر الله علينا وعلى القطة، بالذيلٌ
تستدعى للمخفر، ينكحها القسم المختص بتدعيم بنانا التحتية.
شاهدت القطة من شق الحائط قطا وطنيا ينفخ بالغاز الوطني الفاخر
رفعت يدها لتحي المنفوخ وغنت: "وطني حبيبي.. وطني الأكبر.."
يوم وراء يوم والقطة تضحك، والضحكة تنتحب
وقيل لها كان يشاع بأن السلطات بها جرب
خرج الغاز الوطني الفاخر من عينيه ولم يتكلم
دون في المحضر ايضا، أن القطة بقيت صامدة يومين وإن قطع الذنب
سعل المأمور وطار التحقيق، وكان الجلاد له شنب طار وعاد إلى موضعه الشنب
أي سعال هذا؟ ماذا أكل المأمور وماذا رتبته؟
ما دام السلطة في السلطة فالضرطات لها رتب.
بعض المنارين، اعترفوا بحياء أن القطة بالأصل بلا ذنب
ذنب ذنب رتب رتب.. عجب عجب
في تلك الليلة من شهر شباط القارص
تأنق تحت السروال، وزجج حاجبه
نام بجنب زوجته المسكينة، لا يمكن أطلاقا!
عبثا ظل الشيء كما ذنب القطة ينسحب
تف بأصبعه حاول أن يفتل شاربه
ظل الشارب مكسور الخاطر لا ينتصب.
عنتر عنترةً، ضرب، غرّب ، بدل، شرق
فما بالشارب، بل بالروح العطب.
شاهد في الحلم ذيولا، شاهد أفعى ميتة، بغلا يخصى
حوبة ذيل القطة يا مأمور هو السبب
لم يك في الشارع إلا حاوية الزبل وهر محترم
لاحظ أن القطة تخرج من باب الدولة في خفر
عدل جلسته، ترك الافطار، ومد خيوط الشارب يلتقط الأخبار
تسلق حاوية الزبل ولكن خانته الركب
أغلق إحدى عينيه، تعوذ بالله
محال، لا يمكن هذا، ليس لها ذنب يستر عورتها
ودنى حذرا، قال: مياو سيدتي
أطرقت القطة لو تنشق الأرض وتبلعها
نغّم والشبق الشرقي بعينيه: مياو عيني مياو عيني
سلامة رأسك لم يقطع سيدتي...
لاحظ أن الجلاد يسير حزينا، لا يرفع عينيه وفي مشيته عطب
ركض الهر ومن خلف البرميل تجشأ: أخرج للجلاد فحولته
وتمايل كالرقاص مياوه واه مياوا واه
أفرغ فيه مسدسه قتل الهر عليه الرحمة
والصحف الرسمية قالت: لم يقتل، وافاه الأجل
الصقت النعوة بالحيطان وبالأبواب وحاوية الزبل
"لقد دهس المغفور له في ريعان صباه"
رئيس نقابة جرذان الزبل نعاه
وتوالى الخطباء وصاحت قطط الحارة: وهراه.
عوقب مأمور السجن بترفيع شواربه.
ويقام عزاء في حاوية الحارة إنشاالله.
تلك علامات الساعة،.. قالتها الكتب
الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...
العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!
كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!