عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2007   #10
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


فصل تمهيدي للعصور الجنسية الحديثة

نقلتنا المؤسسة الدينية إذن إلى الجنس الحديث و تغير عالم الجنس تماما ونهائيا.
وظهر للجنس شريك خطير. انه الحب. الحب الذي هو رغبة روحية وثقافية واجتماعية وجسدية أحيانا . وما يميز الحب عن الجنس هو عدم ارتباطه المطلق بالجسد الذي لا يمثل بالنسبة له سوى تتويج أي ترفا أخيرا وان بقي الجسد حافزا.
أولا لنتساءل لماذا دخل الحب مسرح الأحداث في هذه اللحظة فقط.؟
لقد حوصر الجنس السهل من كل الجوانب. وأصبح الجنس نادرا فهو إما في فراش القرين أو تحت طائلة سلطة دينية في المعبد أو وضعية في الماخور تفقده جوهره الاشباعي. ومع هذه الظروف الأليمة كانت التربية الأسرية تقيم تمييزا مبكرا بين الأنثى والذكر يتعلم فيه كل جنس خصائصه الذاتية ويوجه إلى قدر معين. فيمرر إلى الأنثى جدوى الحياء وتقنع أن الممانعة هي سلاحها أمام الجنس المقابل والذكر يتعلم أساليب الخطاب الاندفاعي في خضم خروجه المبكر للحياة الاجتماعية وتكون أول استفاقته العاطفية على بنت من سنه أو أكبر منه قد تعلمت درسها جيدا وفطنت أن تعلقه بها رهين تمنعها. لنقف قليلا أمام هذه الخطة الأنثوية الأبدية ولنحاول أن نعرف منبعها. تقول القاعدة الأنثربولوجية أن العضة هي أصل القبلة وتفسير ذلك أن نمط الجنس الذي عرفه الإنسان غير المتحضر هو الاغتصاب علما أن لا الذكر والأنثى كان يطلب متعة من الجنس ولكن الرجل نظر إلى التناسل كما قلنا كمشروع مربح فكان الاغتصاب هو الجنس لديه. كانت المرأة كائنا مهزوما ومحتقرا في ظل نظام الصيد الذي يقوم فيه الرجل بكل متطلبات العيش ولكن تطور الجماعات الاقتصادي أسعفها فوجدت لها دورا ولم تعد ترضى باحتقار الرجل فكانت إحدى أخطر الثورات وهي الامتناع عن الرجال. خلق هذا التمرد ارتباكا على الحياة الجماعية وحاول الرجل استرجاع مكاسبه فتودد للمرأة التي وجدت في هذا التودد متعتها وأفهمت الرجل أن هذه هي الوسيلة التي عليه أن يستعملها من الآن فصاعدا للتمتع بجسدها وهكذا قدمت امرأة العصور القديمة لنساء البشرية من بعد ورقة مؤثرة جدا في الصراع المبيت بين الجنسين وفي الوقت نفسه حققت تهذيبا كان ضروريا للرجل كي يصبح مواطنا ومدنيا . ألا يوضح هذا ما يدور في عقول نساء الألفية الثالثة في رفضهن الجنس مع أزواجهن لتلبية الحاجات الجسدية فقط فيطلبن التغزل بالكلمات والتقبيل في مواضع أبعد ما تكون عن الإثارة الجنسية المباشرة كالرقبة والأذنين. ألا ما أعظم النساء في حفظ تراثهن.
لقد أوقفت النساء هذا المولود الجديد على قديميه وصار الشريك الذي زاحم الجنس في مملكته الحب الذي لم يستطع أن يظهر إلا بعد أن أصبح الجنس نادرا ومقيدا وأصبحت الرغبة المضغوطة لدى الرجل شعرا غزليا أو أغنية متوسلة أو رسوما في الحيطان.
فكيف سيكون الجنس مستقبلا. هل تزول سيطرة الرجل نهائيا أم أنه قادر دائما على استرجاعها وهل تستطيع النساء المحافظة على مكاسبهن فوق الفراش حين لا يؤمن الرجال بفضلهن على الحياة المشتركة؟
لا ننسى أن هدف هذه الدراسة هو التأريخ للجنس وقد تطرقنا إلى الحب فقط لنعلن عن هذا الطارئ الخطير الذي سيقف كخلفية دائمة في جميع العصور الأزمنة الجنسية المقبلة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03193 seconds with 11 queries