كعادتي اليومية أنتظر زيارته المسائية التي أستقبله فيها على مضض كان موعده قبل نومي بساعة ولكنها تطول أحيانا فتطول سهرتي معه حتى الصباح ,كثيرا ما نسي أن يلقي التحية ليبدأ بأسئلته التي أحسها تخنقني و أجاباتي عليها مختصرة لعله يعي اني لا اريد الحديث و كثيرا ما كنت أتملص من أسئلته منشغلا باشعال لفافة تبغ أو متظاهرا بالشرود إلا أنه يلح علي بأسئلته إلى حد كنت معه أفقد أعصابي .
في إحدى المساءات بعد أن أثقلني ضجيج الأهواء جاء ليقول لي : رأيتك كيف كنت تنظر إليها فقدت الأحساس بالوقت و الجهات و الأشخاص حتى خُيل إلي أنك تموت واقفا .
اليوم ولأول مرة تأخر تأخر عن موعده المسائي أو لعله لن يأتي بدون وعي أجد نفسي أرتدي ثيابي لأخرج أبحث عنه في الشوارع الفارغة إلا من قناديل تشارك القمر سهرته و تؤنس وحدتي نسمة باردة جعلتني اعيد التفكير بطريقة ارتدائي لمعطفي .
حملتني صورتها إلى رحلة لا اعرف لها بداية أو نهاية ومن بين الاف التخيلات أتت النجوم تشاركني الصلاة للتي لا أعرفها كل ما أعرفها عنها أنها هناك تنتظرني عند تلاقي السماء و الارض عند أفق بيننا هو موعد و متلقى .
نسيت أن اقول أن هذا الزائر هو ذاتي
الحياة محببة والموت هادئ ولكن المشكلة هي الانتقال
حرية التعبير وحرية الفعل هما بلا معنى من غير حرية التفكير. ولا حرية في التفكير من غير شك.
|