عرض مشاركة واحدة
قديم 28/01/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا saba n
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ saba n
saba n is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
عالم الرؤى
مشاركات:
597

إرسال خطاب Yahoo إلى saba n
افتراضي شيخ بغداد.. يشكو الوحدة والفاقة


إذ ما الذي سيراه، وأي مصير مشؤوم سيكتب له، لكن علينا أن نطرق علي حديد المحنة عند هذه النقطة.. أن نصر علي الحياة والنماء والديمومة في بغداد المحروسة وخصوصاً في مجال الثقافة. الثقافة الآن هي خط الدفاع الأخير للعراقيين... فقط (السيّاب ونازك والبيّاتي والجواهري) مثلا لا نسأل عن انتماءاتهم المذهبية...
وحين ندخل معرضاً تشكيلياً (لمحمد مهر الدين) أو (شداد عبد القهار، أو سميرة عبد الوهاب) مثلاً لا نتساءل عن مذهب اللون وطائفته. يحاول الغزاة إقناعنا بأن العراق يطفو علي بحيرة من الذهب الأسود لإشغالنا عن حقيقة أن العراق يطفو علي بحيرة من ذهب العقول المصفي. يشغلوننا بتصفية الذهب الأسود في حين ينشغلون هم بتصفية ذهب العقول قتلاً وتهجيراً وإهمالاً، ومن ذهب العقول بل لؤلؤة العقل العراقي المبدع الجبّار هو العلاّمة الشيخ "حسين علي محفوظ" الذي نحتفي هذه الأيام بعيد ميلاده الثاني والثمانين. وقد سرت، ومنذ احتلال بغداد المحروسة بالله علي تقليد الاحتفاء بالمبدعين العراقيين أحياءً وأموات. وأقول ابتداءً إن هناك شعوباً تحسدنا علي وجود علاّمة عظيم مثل "حسين علي محفوظ" الذي تمسّك بتراب حبيبته بغداد في حين (هجّ) المثقفون العراقيون إلي الخارج زرافات ووحداناً.
"لمحفوظ" ألقابٌ كثيرة، لكنه يفضل لقب "عاشق بغداد"، وما أن يذكر اسم بغداد حتي تسيل دموع هذا العاشق التي وصفها أحد الكتّاب بأن دموع "محفوظ" تكفي لتطهير العالمين جميعاً.
لقد وصفته مجموعة من المؤرخين الأجانب بأنه (موسوعة بقدمين) أو (موسوعة تمشي علي قدمين). يكفي أن نقول إنّ "محفوظ" قد وضع كتاباً هاماً قبل سنين هو (الوفاق بين المذاهب) أثبت فيه إحصائياً - وهو المولع بالإحصاء - أن الخلافات بين المذاهب المختلفة -.. إلخ هو (6%) وأكرر (6%) فقط في حين أن الاتفاق بينها هو (94)%. انظر كيف جعل الاحتلال العراقيين يتقاتلون علي (6%) فقط وينسون اتفاقهم علي (94)%، أليس الآن الوقت المناسب لإصدار هذا الكتاب بطبعة شعبية (وأعتقد أن مؤسسة الزمان وراعيها الأستاذ "سعد البزّاز" مؤهلان لذلك فهما الوحيدان اللذان احتفلا بعيد ميلاد هذا العلاّمة هذا العام من خلال قناة الشرقية).
عندما كان الدكتور "صفاء خلوصي" يدّرس في إحدي جامعات لندن طرق عليه الباب ذات صبح وحين فتحه وجد شخصاً بزي احتفال رسمي يحمل باقة ورد سلّمها له وهو يقول هذه باقة ورد من أعلي رمز في بريطانيا بمناسبة عيد ميلادكم.
تصور مقدار صدمة الدكتور "خلوصي" الذي أنسته الغربة يوم ميلاده، وفي موسكو ذهب أحد الباحثين العراقيين إلي المتحف لتصوير وثائق فوجده مغلقاً وكان لا يستطيع الانتظار وحين قال لهم إنه من جانب الدكتور "حسين علي محفوظ" فتحوا أبواب المتحف وقالوا له: خذ ما تشاء.
"محفوظ" مقدّر ومقيّم في موسكو أكثر من بغداد.. فيا للمفارقة المميتة.. وإلي أين تسير بنا قافلة هذه الثقافة العراقية -وهي القطة التي تأكل أبناءها - تصوروا أن الشيخ "محفوظ" لقب في موسكو أثناء تدريسه في جامعة لينينغراد بـ"أستاذ المستشرقين" وهو عضو في مجامع علمية كثيرة منها المصري والهندي، ولكن المجمع العلمي الوحيد الذي لم يمنحه عضويته هو المجمع العلمي العراقي.
أستاذ الأجيال هذا، علاّمة العراق والأمّة الإسلامية، الشيخ العابد الزاهد، عراقي الوجه واليد واللسان.. اتصل به الصحفي "سلاّم الشمّاع" قبل أيام ليهنئه بعيد ميلاده وسأله: كيف حالك الآن؟ فأجابه نصاً: أعيش الوحشة والوحدة والفقر.. وأعيش في الخريف القادم"..
آهٍ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. يا شيخنا.. في عيد ميلادك الحزين.. أحييك
وكل عام والعراق العظيم وبغداد المحروسة "ومحفوظ" عاشقهما بحزن وخير.
حسين سرمك حسن

ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03365 seconds with 11 queries