عرض مشاركة واحدة
قديم 01/11/2008   #21
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


سلامٌ عليكم من جديد...

اقتباس:
العرق، يا صديقي، هو أكبر كذبة اخترعها الإنسان و كل من يفتخر بأصالة عرقه و مجد نسبه و قحطانيته و عدنانيته، هو إنسان مسكون بالعنصرية، فنحن بالنهاية عرق واحد هو العرق البشري! لذلك، ما يحدد هويتي ليس هو عرقي و لا من أي شجرة أنحدر (لأني و كما سبق و أن قلت، لا أحد يستطيع أن يجزم ، إثنيا على الأقل،بأنه عربي أو آشوري أو بربري مائة بالمائة، لأنه لحسن الحظ، أنه على مر العصور، قد اختلطنا و تزوجنا و أنجبنا ثقافات مختلطة

لستُ أرى رأيَك يا صديقتي فإن افتخرَ أيٌّ منّا بعرقِه فهذا لا يعني البتّة احتقاره أو التقليل من أهميّة الأعراق الأخرى! وإن كنتِ يا عزيزتي تعانين من مسألةٍ كهذه فالأمرُ شخصيّ لا يُمكنه أن يندرج في الإطار العامّ... أذكر أنّك سألتِ مرّةً سوريويو عن نسبِه! نسبي وعائلتي بحسب التاريخ يعودان إلى أكثر من أربعمئة عام ولديّ إثباتات ووثائق تؤكّد ذلك! وهذا أيضاً لا يمنعُ احترامي ومحبّتي لمن كانَ بلا نسب!
أن نتّهم من يفتخر بقومِه بالعنصريّة فهذا اتّهامٌ باطل لأنّ الاتّهام يكون للعار لا للافتخار.
أمّا إذا كان المفتخرُ هذا يكيل العداء إلى الأعراق والأقوام الأخرى وينتقص منها فسأسبقك إلى اتّهامه بالعنصريّة!

اقتباس:
إما انقرضت و إما ظل استعمالها مقصورا على وظيفة لغوية معينة (الوظيفة الدينية مثلا للسريانية عند طائفة مسيحية معينة).أعتقد أن هذه هي الوضعية باختصار (و أرجو التصحيح إن كان فهمي خاطئا)

سبقني الفتى الرّهاويّ إلى الردّ مشكوراً، فالسريانيّة يا صديقتي حيّة بأدبها الدنيويّ وقد ذكرتُ ذلك في المشاركة السّابقة وأرجو منك أن تقرأي برويّة وتمعّن حتّى لا نعيد السّابق! وما أضافه الزّميل أورهوي يدرأ عنّا تعب الكلام.

اقتباس:
إذا كانت كذلك، هل من من الحكمة أن أرفض لغتي (التي أتكلمها الآن) لأعود إلى لغة جدي الأول (الذي لا أعرفه)، هل من المعقول أن تتيح لي هذه اللغة (التي هي ليست لغتي الأم) أن أعبر بها عن حياتي اليومية، عن غضبي، عن مزاجي، عن مزاحي؟

أرجوكِ يا بيرسونيتا أن تميّزي بين دعوات الكاتب المتطرّفة وبين دعواتنا نحن! فإنعاشُ لغة قومٍ مضطهدين (وما زالوا كذلك) لا تعني نكران لغة الحاضر ورذلها!
وأنا من بين الذين يعشقونَ لسانَهم الأمّ (العربيّة) فهو لسان الأمّ ولا أحسبُ موجوداً من هو أغلى منها! ومع ذلك فقد واظبتُ على تعلّم لغة قومي (السريانيّة) وعشقتُها إلى حدٍّ بلغت عندَه منّي مبلغاً لا يوصف... ولهذا فسؤالك أعلاه سبقتْ الإجابةُ عنه!

اقتباس:
تتعدد الآراء حول هذا الموضوع، لكنها ربما سُنة اللغات، فهناك من يجزم بأن اللغة العربية الفصحى، مع نتاجها الأدبي الهائل، و حضورها في الثقافة و الإعلام، و تأقلمها مع تطورات العصر،هي لغة ميتة، لأنها غير حاضرة في حياتنا اليومية، و أن اللغات الحقيقية إنما هي اللهجات المحلية التي نتحدثها في الشارع!

حتى لو تعددتْ فلدينا الميدان يكشف زيفها من حقيقتها! وليست كلُّ نظريّة تحوز رضى العقل والمنطق فأصحابُها بشر والبشر معرّض للخطأ وهذا يبان في امتحان المعرفة ومدى اتّساعها!
فأمّا عن اللهجات فمهما بلغتْ لن تصلَ ما وصلتْ إليه الفصحى! لأنَّ العاميّة تقتصر على مفردات ضئيلة لا قواعد لها وكما تعلمين إنَّ النحوَ أهمّ ركنٍ من أركان اللغات وبدونه لا يُمكن اعتبار لهجة أو لسان ما لغةً!

اقتباس:
ممكن الإيضاح أكثر حول هذا النقطة؟ فقد وجدت في بعض المواقع استعمال مصطلح السيريانية كمرادف للآرامية بينما في أخرى وجدت مصطلح "الآرامية السريانية"، فأرجو الإيضاح أكثر.

اللغة الآراميّة هو المفهوم الأوسع، وضمنه يُمكن لنا أن ندرجَ اللغة السريانيّة، وهذه الأخيرة هي أفصح لهجات الآراميّة ولغة مملكة الرّها (إديسّا)! الأسماء جاءت بسبب ترجمات الكتاب المقدّس فكلّما وجدَ الناقلُ اليونانيّ كلمة "آراميون" أو "آراميّة" نقلها إلى "سريان" (سوريّون) و"سريانيّة"!
الموضوع شائك ومن الصّعب شرحه في كلمتين ولكن علوم الاستشراق تميّز بين الكلمتين فالآراميّة هي الكلمة المطلقة على جميع اللهجات المدرجة تحت هذه التسمية فأما السريانيّة فهي امتداد الآراميّة حتى اليوم!
ولتوضيح ذلك سأعطيك مثلاً عن العربيّة... وكما تعلمين إنَّ العربيّة ليست لغةً واحدة ولا لغة قبيلة واحدة، ولهذا تجدين أئمّة اللغة مختلفين في قبول رأي هذه المدرسة أم تلك... فالبصريّون يجيزون أشياء يحرّمها الكوفيّون... والقرشيّون يحرّمون ما يجيزه التميميّون وهلمّ جرا.
عربيّة اليوم هي لهجة أهل قريش التي فرضتْ نفسها فرضاً دينياً لا أكثر ولذلك ترين مرجع اللغة الوحيد هو القرآن المكتوب بلهجة القرشيّون التي سادت العربيّة حتّى اليوم.
العلوم اللغويّة لا تعتمد الإيمان مصدراً للتصنيف والأحكام بل تنظر إلى جمالِ اللغة ووقعها وتركيبها... إلخ.

اقتباس:
لا قول لدي إلا أنه، إذا كان الأمر فعلا كذلك، فهو بطبيعة الحال شيء مشين! لكن مع ذلك، و برغم هذه السياسات التعسفية التي يمارسها الأقوى دائما، التاريخ يتحدث عن تعريب طبيعي تدريجي في أكثر من منطقة، نتيجة الاحتكاك و ليس الفرض

نعم هو كذلك! وقد حفلتْ الكتبُ التاريخيّة بسياسة التعريب (بالسّيف) وسياسة اضطهاد بقيّة الأقوام واللغات. وأخالفك في ما نقلته عن ابن خلدون حول "الاحتكاك" إذ لم يكن هذا أمراً واقعاً إلا ما قبل التاريخ! فاليونان والرّومان والفرس فالعربُ جميعهم فرضوا بالسّيف لغاتهم على عيوبِها! ولو أتيح للسريانيّة ما أتيح للعربيّة اليوم لتفوّقت على أختها هذه بسبب تاريخها العريق في الثقافة والمعرفة... وبرهاني هو العبريّة التي ما أن عادت إلى الحياة (يتكلّمها عدة ملايين) حتّى تفوّقت خلال أقلّ من قرن على العربيّة (يتكلّمها عشرات الملايين)!


أخيراً أحيي جميع المتحاورين وإليكم مني القبلات والورود وخاصّة بيرسونيتا .

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com

آخر تعديل ooopss يوم 01/11/2008 في 06:09.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05116 seconds with 11 queries