عرض مشاركة واحدة
قديم 20/08/2008   #15
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


العارف 2

مختارات


21

قديما قبل تربية الأفاعي تحت سقف القلبْ

وقبل ( الناسُ منفى الناسِ ، والدنيا غنيمةُ حربْ )

أتى ولدٌ إلى الدنيا ، تظلِّلُهُ غمامةُ حبْ !!

22

تهجأ كِلْمةَ الدنيا ، بمعتمها ، بمُشْرِقَها

بمبهجها ، بِمُحْزِنها ، بملهمها ، بِمُقْلِقَها

فلا تتكونُ الساعاتُ إلا من دقائِقها


23

أنا هو ذلكَ الولدُ المصابُ بكبرياءِ الريحْ

كثيرًا ما يُرى خَشِنًا ، وممتلئاً أسًى وجموحْ

فإنْ أبحرتِ داخِلَهُ ، تَكَشَّفَ عن حنانِ مسيحْ


24

أكادُ أضئُ ، يقتلني ، ويُحييني بك العرفانْ

يصافحني الذي سيكونُ ، ما هو كائنٌ ، وما كانْ

سَكِرْتُ بما .. ، سَكِرْتُ وما .. ، سَكِرْتُ ؛ فقبِّليني الآنْ

25



قرأتُ فضاءَ أيامي ، كما قرأ السما عصفورْ

كلانا ، يجتلي قمر الحقيقةِ من وراءِ السورْ

نخافُ الليلَ أحيانا ، وأحيانًا تخافُ النورْ !!

26


رأيت الكائنات هناكَ تكتبُ شِعْرهَا العالي

وترفعُ وجهها للهِ ، في صمتٍ ، وإجلالِ

وكنتُ على ضفافِ الناي أشربُ دمعَ موَّالي


27

تقول شجيرة للريح

: جرِّب مهنةَ الأشجارْ

أنا آثرتُ أن أرضَى ، وأنت اخترتْ أن تختارْ

إذا أوغلتْ في الأعماقِ ، تعرفُ لذةَ الإثمارْ

28

يقولُ الريحُ للأشجارِ

: ذوقي لذةَ الإبحارْ

رأيتُ ابنَ الترابِ يقيمُ حَوْلَ ثماركِ الأسوارْ

ضربتُ شراعَهُ ، فمضَىا ، وجرَّبَ ، واصطفَىا وأنارْ

29

وتهمسُ وردةٌ للشوكِ

: ما أقسَاك ! .. ما أقساك !!

أقابلُ زائري بالعِطْرِ ، تجرحُ أنتَ مَنْ يلقاكْ

لماذا يصبحُ الوخز الأليمُ هوايةَ الأشواكْ ؟ !

30


يقولُ الشوك

: يا أختاهُ لم تتفهمي لُغْزِي

فليستْ حِرفةُ الآلامِ شرَّاً فاشْكُرِي وخْزِي

فالقبحِ الجميلِ حرستُ عجزَ الحسنِ ، لا عَجْزِي !!


31

رأيتٌ الشمعةَ الخرساءَ ترفعُ قلبَها المشبوبْ

وتهمسُ في سبيل النورِ هذا القلبُ حين يذوبْ

فأنت اخترت لِيْ يا حبُّ ، أن أُهْدِي السنا ، وأغيبْ


32

رأيتُ زواجَ عصفور الصباحِ ، بطلقةِ الصيادْ

وناياً صادقاً كالموت ، يعزفُ كِذبةَ الميلادْ

وحقلاً بامتدادِ العُمْرِ ، يشكُرُ منجلَ الحصَّادْ

!!

33

رأيتُ الصمتَ ، والنسيانَ ، يجتهدانِ دونَ ضجيجْ

وأبواباً بلا معنى ، دخولٌ مرةً وخروجْ


فقلتُ

: أخلِّدُ البستانَ يا ليلى ببعضِ أريجْ



وقلتُ

: أعلِّمُ الفخار شيئاً من ذكاءِ الماءْ

وأوقظ غفلةَ الأشياءِ كي تتكلمَ الأشياءْ

لعلَ زجاجةَ المصباحِ تحفظ حكمةَ الأضواءْ



35
ذهبتُ لرفِّ مكتبتي ، تهاوتْ كلُّ أصنامي

كبرتُ بداخلي ، كبرتْ على كتفيَّ أحلامي

فهل صارَ الزحامُ


( أنا ) أم الأوراق أيامي ؟



36

دخلت ُمقاهيًا ، ومنافياً ، وخنادقاً ، وسجونْ

وجاء لغرفتي قَتْلَيا ، وعشاقٌ ، وصوفيونْ

وثوارٌ ، وأزلامٌ ، وأبطالٌ ، ومهزومونْ

37

وجاؤ الشِّعْرُ ، كالضيفِ الغريب يدقُّ في استحياءْ

فتحت له فأطفأْ شمعتي ، وأضاءني ، وأضاءْ

ومنذ لبستُ خِرْقَتَهُ ، عرفتُ الرقصَ فوق الماءْ

38

وفيه عرفت أنَّ

( يكونَ) ، تعني أنه قد كانْ

وأنَّ الآنَ لا معنى لها في لعبةِ الأزمانْ

وأنيِّ في غدٍ سأكونُ شخصاً لا أراه الآنْ

39

إذا قبضت يدي الأمواجَ ، تخسر كبرياءَ الماءْ

إذا عبرت خطايَ الرملَ ، تهتك عفةَ الصحراءْ

هل العرفانُ ، قتلٌ ما ، نمارسه بغير دماءْ

!!

40


جرعتُ الكأسَ يا أختاهُ ، ثَمَّ خُطًى ، وثَمَّ صراطْ

ويا أختاهُ يحتاطُ الظلامُ ، النورُ لا يحتاطْ

بهذي الكأسِ يعرفُهُم ، ويعرِفُ نَفْسَهُ سقراطْ


شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04159 seconds with 11 queries