عرض مشاركة واحدة
قديم 16/07/2007   #3
شب و شيخ الشباب syrianheart
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ syrianheart
syrianheart is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
اللاذقية
مشاركات:
105

افتراضي


معلومات خطيرة عن تحركات المخابرات المعادية في بيروت ( 3 ) ...

بقلم : خضر عواركة


كنت قد سردت في الجزء الأول من سلسلة المقالات هذه عن " جاك " الصحافي الكندي الذي يبحث في دور المخابرات العربية والغربية في بيروت ما بعد الخروج السوري . وهو هنا لم ينهي بحثه الذي سينشره في كتاب لهذ ا اتفقت وإياه على أن نشير إلى اسمه برمز جاك

لكي لا يمنع من زيارة بلاد قد لا يعجبها أن يتحدث إلى عربي عما ارادوا أن يتباهوا به أمام الرأي العام الغربي وهنا أعني النظام الأردني على الأخص

يقول جاك نقلا عن رون بن يشاي الصحافي الإسرائيلي الذي زار الضاحية الجنوبية وبنت جبيل بعد عدوان تموز بحماية المخابرات الأردنية وجهاز المعلومات التابع لجماعة الحريري :

كان من المفروض أن تتم عملية إنقاذ الأسيرين الإسرائيليين الذين حددت أجهزة وزارة الداخلية اللبنانية والمخابرات الاردنية مكانهم في منزل يقع على طريق المطار خلف مستشفى يديره حزب الله (الرسول الأعظم ) ولكن العملية فشلت .

المنطقة المكتظة بالسكان قريبة جدا من مخيم برج البراجنة الفلسطيني والمطار يبعد أقل من كيلومترين مع تواجد كثيف داخله للجيش اللبناني ما يضع مجموعة الإنقاذ في خطر كبير ، لم أكن على دراية بالخطة الكاملة يقول بن يشاي لجاك ويكمل، ولكني أقدر بأن القوى البحرية والجوية الإسرائيلية كانت ستساند الكومندوس بالقصف وبحزام من نار ثم ستهبط الطائرات المروحية لتقل الاسرى والكومندوس أما أنا فكان علي مرافقتهم إلى نقطة معينة مع عناصر الحماية والإسناد لتقلنا مجموعات الإنقاذ سويا فأكون شاهدا على بطولات جنود إسرائيل .

كنا نتواجد في شقة قدمها لنا الأردنيين في مبنى يلاصق القصر الفاخر للسيد سعد الحريري وضمن المربع الأمني المحمي جيدا كما قلت سابقا من أجهزة الداخلية اللبنانية بقيادة ضباط أردنيين يعملون بصمت وتخفي . حدد زعيم الزمرة المهاجمة على الخرائط موقع المنزل المستهدف وكان للأردنيين ولجهاز مخابرات الداخلية اللبنانية (بقيادة وسام الحسن) عملاء يراقبون المنزل على مدار الساعة بواسطة عنصر مدني يسكن قرب المنزل وبواسطة الدوريات التي تكثفت ليلتها في المنطقة من قبل رجال الأردن والمخابرات التابعة للداخلية في سيارات تشبه ما تستعمله قوى الأمن الداخلي اللبناني وبلباسهم وهي قوى خاضعة لنفوذ الحريري . لم أعلم عن الخطة إلا أننا سننتقل مع الفجر إلى موقع التنفيذ داخل عرين حزب الله في الضاحية الجنوبية على متن سيارات دفع رباعي أنزلتها الطائرات الأردنية في نفس اليوم على عجل لتترك كإثبات أن الأمن اللبناني لا علاقة له وأن الإسرائيليين موهوا إنزالهم بسيارات غير مسجلة في لبنان ، وقد تم تحضيرها لتتشابه مع سيارات الشرطة اللبنانية التي يقودها كولونيل يدعى " الحسن " ينسق مع الأردنيين والأميركيين بشكل كلي وهو زود عبر مخبريه طيراننا ببنك من الأهداف السرية التابعة لحزب الله بعد أن نفذ بنك الأهداف لدى الجيش الإسرائيلي في اليوم الرابع للحرب ولم يعد هناك ما نقصفه ، هنا تدخل الأميركيون والأردنيون مع الحريري وأجهزته فتم تحريك آلاف المخبرين في كل المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله والتابعين للكولونيل نفسه وهو كان سكرتير خاص لرئيس وزراء لبنان المغدور رفيق الحريري ، هؤلاء تواصلوا عبر قيادتهم مع طيراننا فكانوا والعملاء الاردنيين يستلمون الأجهزة الخاصة بوضع العلامات على المواقع المقصودة فتأتي طائراتنا وتدمرها .(مجازر الشياح والرويس والدوير وغيرها)

كانوا من أبناء القرى والبلدات والمدن الشيعية ، وكان من السهل عليهم التحرك بعكس عملائنا فهم مزودون ببطاقات تسهيل مهمة عسكرية لبنانية صادرة عن وزارة الداخلية وبعضهم كان باللباس العسكري للشرطة فكيف سيوقفهم حزب الله المنهك والمنشغل بملاحقة الإنزالات الجوية والبحرية لقواتنا التي كانت تقض مضجعهم .

قبل ساعات من لحظة الصفر حضر إلى مكاننا الضابط الأردني المسؤول عن التنسيق مع الكومندوس مصطحبا معه رجلا في أواخر الثلاثين من العمر بثياب مدنية كان هذا هو الرائد هوسام تنوكي ، كان ذاك هو الضابط الخاص لشؤون الأمن وأقرب المقربين من سعد الحريري رجل الأعمال السعودي اللبناني الأصل الذي يحكم لبنان فعليا عبر واجهته السنيورة وهو نفسه الذي يقود بشجاعة الآن حرب العالم الحر ضد إرهاب حزب الله الإيراني السوري ، أبلغ الرائد تنوكي قائد الوحدة بأن رجال حزب الله أوقفوا للتو دورية من الدرك بحجة منطقية لا تلفت النظر وتأكدوا من هويات رجالها عبر تعمد إطالة الحديث معهم لكشف لكنتهم وفي نفس الوقت دخلت مجموعات كبيرة من قوات النخبة الخاصة في حزب الله إلى الحي وطوقته ربما بقصد نقل أو حماية الأسيرين ، بصريح العبارة ..العملية كشفت وكان تقدير ضباطنا الخبراء بعقلية حزب الله أنهم ربما لاحظوا تكثيف الدوريات وتمركزها في نفس الحي ( بن يشاي أكد لجاك الباحث والصحافي الكندي بأنه لم يكن يحضر اللقاءات بين الضباط بكل تأكيد ولكنه عرف بالتفاصيل من مصادر عدة بينها من رجال الكومندوس )، أو أن أحد مخبري الأردن والداخلية اللبنانية أوصل الأمر لهم وهو المرجح .

سالت فيما بعد ضابطا اردنيا في العقبة يقول جاك عن الحادثة ولماذا برأيه لم يخفي حزب الله تحركاته ويوقع بالكومندوس فقال أن تقديراته تشير إلى أن حزب الله يدرك بأن أي كشف لتورط جماعة الحريري في التحالف ضده مع إسرائيل سيؤدي إلى حرب طائفية يعمل نصرالله المستحيل لمنعها ولأن للسيد سعد الحريري نفوذا داخل طائفته رغم وجود قيادات تعاديه يجعل من الرأي العام الموالي له يقبل التحالف حتى مع الشيطان إن كان ضد المذاهب الأخرى ، إنه لبنان الفسيفساء الطائفية التي تعيد إنتاج حروبها منذ قرون يقول جاك معلقا ومستغربا مثلا لو أن عميلا فرنسيا للنازية كان من البروتسانت فهل سيتركه الكاثوليك في المقاومة الفرنسية خوفا من حرب أهلية طائفية ؟
الغيت المهمة يقول بن يشاي وخيرت بين العودة مع الكومندس إلى الديار فورا أو البقاء لساعات أطول تكفي لتحقيق نصر معنوي يهز نفسية حزب الله المتأزمة بشدة نتيجة للضربات الجوية الساحقة لمراكزهم السرية والعلنية ونتيجة لشعورهم بأن العالم العربي وشركائهم اللبنانيين وأقربهم دينيا لهم كانوا قد عزلوهم لا بل وشمتوا بهم . كان ذلك يتطلب مني أن أقوم بالامر على مسؤوليتي وتطوعا . ولكن تأكيدات الرائد تنوكي والضابط الأردني لسلامتي ولقدرتهم على حمايتي جعلتني أقبل أن اساهم ولو بصورة فوتوغرافية في نصر نحتاجه معنويا و يخفف من وهج نصرالله الذي كان أخشى ما يخشاه الطقم القيادي في إسرائيل هو خروجه من مخبأه بعد الحرب حياً ليعلن انتصاره .
كانت حياتي بين يدي رجال سعد الحريري والذي تبناه جورج بوش سياسيا، ونفذت من أجل توطيد سلطته الدول العربية المعتدلة ودول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مشروع مارشال أمني مصغر، مكنّه من بناء جهاز أمن وميليشيا مسلحة أغرب ما فيها أنها تتدرب على الاغتيالات في أسفل طابق في قصره حيث يوجد طابق تحت الأرض حوله الحريري لميدان رماية مجهز من الفرنسيين بأحدث أجهزة المحاكاة الالكترونية يمكن الدخول إليه من القصر ومن مبنى يطل على شارع راقي يحاذي جامعة لبنانية اميركية ، كان رجال سعد الحريري يتدربون على العمليات الخاصة في هذا المكان الذي زرته بعد تحول مهمتي من مهمة مرافقة كومندوس إنقاذ إلى سياحة في مناطق حولها جيشنا إلى رماد .
رجال سعد هم بأغلبهم من المعبأين طائفيا ضد حزب الله لدفاعه عن سوريا المتهمة من قبلهم باغتيال زعيمهم رفيق الحريري، ولكن الكثير من قياداته الأمنية والسياسية هم شيعة مثل مساعديه الإعلاميين الذين يلجأ إليهما حين يريد مهاجمة حزب الله الشيعي وهما السبع ( باسم السبع ) ( وسعود المولى ) المولى.
المكان يملك حصانة الزعيم والنائب والقائد الطائفي لذا كان من المستحيل أن يأتي في أي يوم الجيش اللبناني إلى سرداب قصر قريطم البالغ مساحته هكتارات عدة ليفتش عن قتلة محتملين يتدربون كل يوم بإحتراف الجيوش على العمليات الخاصة وخصوصا ضرب السيارات المصفحة إفتراضيا وهي في سرعة فائقة بصواريخ أميركية وفرنسية وبلجيكية ، قال لي مرافقي إلى السرداب (حقل الرماية والتدريب المجهز بحهاز محاكاة الكتروني ) وهو من آل العرب يدعى عبد يرافق سعد الحريري منذ أيام دراسته في لوس أنجلوس ولا يفارقه ابدا لا ليل ولا نهار :
نحن نستعد للمعركة الفاصلة وقد نحتاج للتخلص من الرأس الكبير وحينها تفرحون معنا دون أن تعانوا ، كان يقصد بالتأكيد نصرالله الذي يضعون التخلص منه في رأس أولوياتهم ولا أدري لمصلحة الأميركيين أم لمصلحتهم الخاصة .
يوم ذهبت إلى الجنوب يقول بن يشاي لجاك:
خيرني الضابط الاردني بين الذهاب مع مجموعة من الصحافيين ممن له علاقة ببعضهم أو مع رجال البطل وهو اسم كودي لأقرب ضباط الداخلية لسعد الحريري ويتمتع بشخصية غريبة وهو لحسن الحظ من الطائفة الشيعية ومن بلدة الخيام التي حاولنا دخولها وفشلنا ، لقد كان البطل مكلفا بالتعاون مع الأردنيين وحلفائهم الدوليين باصطياد نصرالله وهو نجح لمرتين في تحديد موقعه وإبلاغنا بذلك ولا أدري صراحة كيفية التواصل ولكن نصرالله نجا وأخطأه طيراننا في التوقيت فقط لأنه كان يتحرك بسرعة وباستمرار من مكان إلى آخر . بعد أن تسلموني منه ومن الضابط الاردني المسؤول قاصدين أخذي إلى بنت جبيل عاصمة حزب الله والتي سقط على تخومها وفي بيوتها ضباطنا وجنودنا صرعى وجرحى للأسف الشديد قال لي رجال الرائد هوسام تنوكي ( لا يوجد ضابط بهذا الإسم من الخيام وأظنه ملتبس أو أني لم أعرف الاسم الصحيح لفروق اللفظ باللغة) أنه المرشح الأول لقتل نصرالله لأنه يعرف حزب الله جيدا ويعرف كل رجال نصرالله المهمين وكيف يفكرون وهو الرجل الأول في الهرم الأمني لوزارة الداخلية فعليا لأنه يحظى بثقة سعد وصداقته ولأنه أثبت جدارة افتقدها وسام الحسن الذي رغم جهوده لم يفلح في تحديد مكان نصرالله رغم أنه شخصيا وسيلة التواصل ما بين الحريري ونصرالله ، وقد رفض الأخير مقابلته في وقت الحرب بحجج مختلفة ولو فعل لكان سيحمل واحدا من أشد الأجهزة صغرا وتعقيدا وتطورا لتحديد مكان تواجد نصرالله وهم توقعوا كما قال لي الرجال الذين رافقوني بهيئتهم المحلية المدنية بأنهم يعتقدون بإن الحريري يحتفظ بهوسام التنوكي لتزعم جهاز مخابرات الداخلية لحظة تحين الساعة للتضحية بوسام الحسن زعيم الجهاز الحالي المكروه من حزب الله لصلته المكشوفة مع الأف بي آي .

يتبع . . .

"The true revolutionary is guided by a great feeling of love "

Che Guevara
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05988 seconds with 11 queries