[السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
*من أين جاء ماء الأرض؟
يؤكد الباحثون في علوم الأرض أن كل الماء الذي نراه في هذا الكوكب قد خرج أصلاً من الأرض نفسها، ولم يأت من مصدر خارجي.
ففي بداية خلق الأرض كانت الحمم البركانية تتدفق من كل مكان تقريباً على سطح الأرض. استمرت هذه التدفقات لملايين السنين.هذه الحمم الملتهبة تحمل معها كميات معتبرة من بخار الماء الذي كان يصعد لطبقات الجوّ الباردة ثم ما يلبث أن يتكاثف ليعود على شكل أمطار غزيرة تتجمع على الأرض.
ولولا خروج هذه الكميات الضخمة من الماء ما كانت الحياة لتبدأ على الأرض. فالحياة بدأت في الماء واستمرت حتى يومنا هذا بوجود الماء، ونحن أمام حقيقة علمية وهي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة.
لذلك نجد علماء الفلك اليوم الذين يبحثون عن آثار للحياة في الفضاء خارج الأرض، إنما يقومون بالبحث عن آثار ماء في هذا الفضاء، لأن وجود الماء هو أقوى مؤشر على وجود الحياة.
وهنا نجد النظرية القرآنية تحدثنا عن هذه الأشياء بدقة تامة، فالقرآن يؤكد أن الماء خرج من الأرض بقوله تعالى: (أخرج منها ماءها ومرعاها) [النازعات: 31]، وأكد أيضاً أن الحياة خرجت من الماء من خلال قوله تعالى

وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 21/30].
كما أكد القرآن أن كميات الماء على الأرض تتوزع بنظام محسوب وليس عشوائياً، يقول تعالى: (ولقد صرفناه بينهم ليذّكّروا) [الفرقان: 25/50]، والعلم يخبرنا بأن كميات الأمطار تتوزع بنظام وكميات المياه تتوزع بنظام. وانظر معي إلى كلمة (صرّفناه) والتي تدل على وجود نظام لتصريف الماء على سطح الأرض.
الأمر العجيب أن القرآن أشار إلى أن الماء الذي ينْزل من الغيوم يكون ماءً طهوراً خالياً من الجراثيم والمواد الضارة. يقول تعالى (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) [الفرقان: 25/48]، وقد ثبت علمياً أن طبقة الأوزون في الغلاف الجوي تقتل الجراثيم الموجودة في ماء المطر. كذلك الأشعة فوق البنفسجية تقوم بتطهير الماء مما علق فيه من بكتريا أو أحياء مجهريه فينْزل الماء طاهراً إلى الأرض.
إذن القرآن يتحدث عن منشأ المياه على سطح هذا الكوكب، ويتحدث عن توزع منظَّم لهذه المياه على الأرض من خلال كلمة، ويتحدث عن مواصفات هذه المياه. أي أن الحديث شمل: منشأ وتوزع ومواصفات المياه، ألا يدل هذا على أن القرآن كتاب مُحكم علميَّاً؟