الفصل السابع
ملك الملوك ورب الآرباب
أولاً – يهوه:
جاء فى الكتاب عن الله، "يهوه"، قوله:
C "لأن يهوه الهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب الآله العظيم الجبار المهيب"(1).
C "أحمدوا رب الأرباب لأن إلى الأبد رحمته"(2).
C "المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب"(3).
أى أنه ملك الملوك ورب الأرباب وإله الآلهة، العظيم، الجبار، المهيب، الرحيم، المبارك، العزيز، الوحيد.
ثانياً – يسوع:
ويقول الكتاب أيضاً عن يسوع المسيح:
C "وله على ثويه وعلى فخذه أسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب"(4).
C "وهؤلاء سيحاربون الحمل، والحمل سيغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك"(5).
C "ورب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء ونحن به"(6).
C "ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الاله المبارك إلى الأبد"(7).
C "الهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح"(

.
C "يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى أسمه عجيباً مشيراً آلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام"(9).
وإله الآلهة هذا هو، الواحد، والمبارك، والعظيم، والقدير أو الجبار (حرفياً) أى له كل ما ليهوه من ألقاب وصفات وبالتالى فهو يهوه ذاته.
1- الرب برنا:
ودعى السيد المسيح بـ "يهوه برنا" فقد تنبأ عنه أرميا النبى قائلاً: "ها أيام تأتى يقول الرب (يهوه) وأقيم لداود غصن بر فيمك ملك وينجح ويجرى عدلاً وحقاً فى الأرض… وهذا هو أسمه الذى يدعونه به "يهوه برنا"(10) وقد جاء المسيح من نسل داود بالرغم من أنه رب داود(11) "أنا أصل وذرية داود"(12) ولكنه فى نفس الوقت هو يهوه، رب داود والذى دعى "يهوه برنا" لأنه بررنا من خطايانا "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح"(13).
"لكن أعتسلتم بل تقدستم بل تبررتم بأسم الرب يسوع وبروح الهنا"(14).
2- المعبود:
قال الله فى شريعته فى القديم "يهوه الهك تتقى واياه تعبد وبأسمه تحلف"(15).
وقال الرب يسوع المسيح فى العهد الجديد "للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد"(16).
وهذا يبين أن الله وحده، "يهوه"، هو الذى تقدم له العبادة والسجود، وهو وحده الذى يحلف بأسمه.
ولكن الوحى فى العهد الجديد يبين لنا أن يسوع المسيح هو الذى تقدم له العبادة والسجود وهو الذى يعطى النعمة والقوة والغلبة وعصيانه خطيئة عقابها الهلاك الأبدى:
( أ ) الرب يسوع هو المعبود:
دعى تلاميذه أنفسهم عبيداً وقدموا له الأكرام وكل ما يتعلق ويليق به وعبادته كرب الكون المعبود.
قال له توما"ربى والهى"(17) وهذا يعنى عبادته كإله ورب العالمين.
وجاء فى أفتتاحيات رسائل الرسل أعلان أجماعهم على أنهم عبيد المسيح.
C "يعقوب عبد يسوع المسيح"(1

.
C "يهوذا عبد يسوع المسيح"(19).
C "بطرس عبد يسوع المسيح"(20).
C "بولس عبد يسوع المسيح"(21).
C "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح"(22).
C "بطرس الذى منكم عبد المسيح"(23).
يقول القجيس بولس بالوحى "لأن من دعى فى الرب وهو عبد فهو عتيق الرب. كذلك أيضاً الحر المدعو هو عبد للمسيح. قد أشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيداً للناس"(24).
الجميع يعلنون أنهم عبيد للمسيح ويقول الوحى بلسان بولس الرسول "لا تصيروا عبيداً للناس" مما يؤكد أن يسوع المسيح ليس مجرد أنسان ولكنه الرب الاله، المعبود، رب الكل، رب العالمين. والقديس يوحنا يقول بالوحى فى بداية الإعلان السماوى "إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه الله أياه ليرى عبيده ما لابد أن يكون مرسلاً بيج ملاكه لعبده يوحنا". فهو رب الملائكة والبشر.
وفى نفس الوقت يدعو فيه الرسل أنفسهم وبقية المؤمنين والخلائق عبيد للمسيح يدعون أنهم عبيد(25) الله،والشريعة تنص على أنه لا عبادة ولا سجود لغير الله، وهم كيهود، فى الأصل، يعلمون ذلك جداً مما يدل على إيمانهم بألوهية يسوع المسيح وأنه "يهوه"، رب العالمين كما قال بطرس الرسول بالوخى "يسوع المسيح. هذا هو رب الكل"(26) و "رئيس الحياة"(27). ويقول دانيال النبى بالوحى متنبأ عن ربوبية المسيح للكون:
فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً للتعبد له كل الشعوب والألسنة سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض"(2

.
( ب ) الرب يسوع هو المسجود له:
والمعبود بالطبع يقدم له السجود محرم لغير الله "للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد"(30) ولما حاول القديس يوحنا أن يسجد للملاك فى الرؤيا قال له الملاك "أنظر أنا عبد معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع المسيح أسجد لله"(31)، ولما حاول كرنليوس أن يسجد للقديس بطرس منعه قائلاً: "قم أنا أيضاً أنسان"(32). ولكن الرب يسوع المسيح قبل السجود له سواء قبل الصلب والقيامة أو بعد القيامة ولم يمنع أحداً من السجود له:
عند ميلاده جاء المجوس قائلين "أتينا لنسجد له"(33). وسجدوا له "خروا وسجدوا له"(34).
C "وأذ أبرص قد جاء وسجد له"(35).
C "وفيما هو يكلمهم بهذا إذا قد جاء فسجد له"(36).
C "والذين فى السفينة جاءوا فسجدوا له"(37).
C "وإذا امرأة كنعانية.. أتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنى"(3

.
C "حينئذ تقدمت إليه أم ابنى زبدى مع أبنيها وسجدت"(39).
C "وكذلك تلاميذه بعد القيامة "لما رأوه سجدوا له"(40).
C "والمريمتين "أمسكتا بقدميه وسجدتا له"(41).
C "والمولود أعمى الذى خلق له عينين "سجد له"(42).
وفى كل هذه الحالات لم توجد أى أشارة أو تلميح فى الكتاب على أن الرب يسوع قد رفض ولم يقبل السجود له بل على العكس تماماً.. فكيف يرفض السجود له وهو المكتوب عنه "ولتسجدوا له كل ملائكة الله"(43) وأيضاً يقول الكتاب: "لأننا جميعاً سنقف أمام كرسى المسيح لأنه مكتوب حى أنا يقول الرب أنه ستجثوا لى كل ركبة وكل لسان سيحمد الله"(44). وهاتان الآيتان تؤكدان أن كل الخلائق تسجد للرب يسوع المسيح، الإله الحى، رب العالمين "تجثوا بأيم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض"(45).
(جـ) وتقدم له الصلوات:
الصلاة لا تقدم لقير الله، والرب يسوع يطلب أن يٌصلى إليه:
C "حيثما أجتمع أثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك أكون فى وسطهم"(46).
C "ليس كل من يقول لى يا رب بدخل ملكوت السموات"(47).
C "لماذا تدعوننى يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله"(4

.
وصلت إليه الكنيسة عند أختيار متياس:
C "وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا أخترته"(49).
والقديس بولس يصلى غليه ضارعاً أن يخلصه من شوكة الجسد:
C "من جهة هذه تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقنى. فقال لى تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل. فبكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح"(50).
ويشكره لأنه قواه "وأنا أشكر ربنا الذى قوانى"(51).
والصلاة إليه تؤكد حضوره فى كل مكان وزمان "وها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر"(52).
( د ) الدعاء بأسمه:
وكما ترفع إليه الصلوات يدعو المؤمنين بأسمه:
C "كل من يدعو بأسم الرب يخلص"(53).
C "لماذا تدعوننى يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله"(54).
(س) العصيان عليه خطيئة عقابها الهلاك الأبدى:
C "الخطيئة هى التعدى"(55) على الله وعلى ناموسه، والخطأ ضد الله عقابه الهلاك الأبدى:
C "من أخطأ إلى أمحوه من كتابى"(56).
ويعرفنا أيضاً أن الخطأ ضد المسيح عقابه الهلاك الأبدى:
C "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله"(57).
والارتداد عنه يؤدى إلى عدم النجاة كما يؤدى إلى الهلاك الأبدى:
C "فبالأولى جداً لا ننجو نحن المرتدين عن الذى من السماء"(5

.
C "كيف ننجو نحن أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره"(59).
ويعتبر أن الخطأ ضد الاخوة هو خطأ ضد المسيح:
"وهكذا اذ تخطئون إلى الاخوة وتجرحون ضميركم الضعيف تخطئون إلى المسيح"(60).
كما يحذر الكتاب من تجربة المسيح ويقول ان الذين جربوا "يهوه فى العهد القديم جربوا المسيح ويذكر لقب المسيح بدلاً من "يهوه" فنالوا عقاباً شديداً:
"ولا نجرب المسيح كما جرب أناس منهم فأهلكتم الحيات"(61).
(ص) يسوع يعطى القوة والغلبة:
درسنا أن الرب يسوع هو يرسل الرسل والأنبياء والخدام والمبشرين كما يرسل ملائكته من السماء. وعندما يرسلهم يعطيهم القوة والغلبة على العالم:
C "فبكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح"(62).
C "وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذى قوانى"(63).
C "المسيح فيكم رجاء المجد… الذى لأجله أتعب أيضاً مجاهراً بحسب عمله الذى يعمل بقوة"(64).
C "أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى"(65).
C "وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذى قوانى أنه حسبنى أميناً جعلنى للخدمة"(66).
C "ولكن الرب وقف وقوانى لكى تتم لى الكرازة"(67).
وهذا يسواى ما قيل عن يهوه فى العهد القديم:
C "قوتى وترنمى الرب (ياه)"(6

.
C "الرب (ياه) قوتى ونشيدى"(69).
فالرب يسوع هو "يهوه" الذى يعمل الانبياء والرسل بقوته، يعمل فيهم وبهم:
C "لأنى لا أجسر أن أتكلم عن شىء مما لم يفعله المسيح بواسطتى"(70).
فهم رسله وخدامه وعبيده الذين يعملون كل شىء بأمره، وهم ليسوا رسل أو خدام بشر ولكنهم رسل وخدم رب العالمين "بولس رسول لا من الناس ولا بأنسان بل بيسوع المسيح والآب"(71) وأيضاً "أعرفكم أيها الأخوة الأنجيل الذى بشرت به أنه ليس بحسب انسان. لأنى لم أقبله من عند انسان ولا علمته. بل بإعلان يسوع المسيح"(72). ويسبق هذا بقوله أنه هو "عبد للمسيح"(73). أنه لم يقبل رسالته من انسان ولكن من الرب يسوع الذى هو "الله ظهر فى الجسد"(74). والذى اذ كان فى صورة ال لم يحسب مساواته لله أختلاساً لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس واذ وجد فى الهيئة كأنسان"(75). فهو رب الكل الذى "الكل به وله قد خلق"(76).
(ط) يسوع معطى النعمة:
يقول عنه الكتاب أنه الغنى والذى يعطى الجميع من غناه ونعمته. وكلمة نعمة فى اليونانية (Charis) خارس، وتعنى أيضاً فضل وأحسان ومنه. والرب يسوع يقدم دائماً فضله وأحسانه ونعمته تظهر فى الضعف.
وغنى نعمته فائق ولا حد له:
C "فأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع أن من أجلكم أفتقر وهو غنى لكم تستغنوا أنتم بفقره"(77).
C "نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم"(7

.
C "النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"(79).
C "فقال لى تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل"(80).
C "تكون معكم نعمة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح"(81).
C "ليظهر فى الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا فى المسيح يسوع"(82).
C "ولكن أنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر"(83).
الرب يسوع هو الغنى بالنعم الذى يعطى الجميع من نعمة وغناه أنه المنعم، مصدر النعم وواهبها، والله وحده، "يهوه"، هو المنعم، ويسوع هو المنعم.
(ع) القسم بالرب يسوع:
كان الحلف فى العهد القديم لا يجوز إلا "بيهوه" وحده "يهوه الهك تتقى واياه تعبد وبأيمه تحلف"(84). والسيد المسيح قال "لا تحلفوا البتة"(85) ولكن الرسل أشهدوا الرب على كلامهم وأعمالهم، وهذا يدل على أنه الموجود فى كل مكان وزمان، الموجود دائماً "ها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر".
C "أقول الصدق فى المسيح ولا أكذب".
C "فأقول هذا وأشهد فى الرب"(86).
"وحرف الجر فى "فى – In – En" فى الآيتين هو فى طبيعة القسم مثل عبارة "بالله" العربية، وكأنه يقول أنى أشهد الرب يسوع على صدق ما أقول ويستخدم الكتاب كلمة "أناشدك" أى "أشهدك" فيقول القديس بولس لتيموثاؤس:
C "أناشدك أمام الله والرب يسوع والملائكة المختارين"(87).
C "فكر بهذه الامور مناشداً قدام الرب"(8

.
C "أنا أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته"(89).
C "أوصيك أمام الله الذى يحيى الكل والمسيح يسوع"(90).
فى الآيتين الأولى والثانية يعنى أنه يجعل الله والرب يسوع وأيضاً الملائكة شهوداً على ما يقوله له، وفى الثالثة يشهد الله والرب يسوع كديانن الكون، كشاهد على ما يقوله والذى يسدينه بحسب عمله الذى أشهد الرب عليه، وفى الرابعة يستخدم كلمة "أوصيك" وتعنى الشهادة على هذه الوصية، شهادة الله، شهادة الرب يسوع.
واذا كان الكتاب يجعل القسم بيسوع، الرب يسوع الميسح، وشهادته على أقوال وتصرفات البشر، ويشرك الآب معه فى ذلك، فهذا يدل على أنه رب العالمين وأن كان قد أشرك الملائكة فى الشهادة فهذا يدل على أن الملائكة كائنات روحية تعمل بأمر الرب والتى قد تكون حاضرة هذه الشهادة.
(م) يسوع هو الرحيم:
أتصف الرب يسوع بالرحمة "لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف"(91) والرحمة والرحيم من صفات الله وحده الذى قال عنه الكتاب "الرب الرب (يهوه يهوه) إله رحيم ورؤوف بطيىء الغضب وكثير الاحسان والوفاء"(92). وكان الرسل فى أفتتاحيات رسائلهم يطلبن رحمة يسوع للمؤمنين كما كانوا يطلبون نعمته وسلامه:
C "تكونه معكم نعمة ورحمة من الله الآب ومن الرب يسوع"(93).
C "نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والرب يسوع مخلصنا"(94).
C "ليعط الرب رحمة لبيت انسيفورس"(95).
C "منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية"(96).
أنه الرحيم معطى الرحمة والذى يرحم ويترأف على شعبه وقد أرتضى أن يتجسد "لكى يكون رحيماً"(97). الجميع محتاجون إلى رحمته وهو يرحم الجميع ولا يخيب رجاء أحد.
(ن) يد الله (يهوه) ويد يسوع:
وردت كلمة يد فى العبرية (يد – Yad) بمعانى كثيرة منها "القدرة" ولذلك جاءت كلمة "يد الرب بمعنى قدرة يهوه(9

، وجاءت فى بداية الانجيل للقديس لوقا(99) بمعنى قوة الرب (مع يوحنا المعمدان).
وأستخدمت كلمة يد الرب فى العهد الجديد، لتعنى "يد الرب يسوع" أو قوته، القوة الخارجة منه، من يديه، وكانت يد الرب معهم (التلاميذ الرسل) فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب"(100). ويد الرب هنا تعنى قوة الرب يسوع. وكان تعبير"فمد يسوع يده ولمس" يعنى خروج قوة منه وإجراء قوات وعجائب ومعجزات، فلمس المصابين بالبرص وشفاهم(101)، وشفى حماة بطرس بمجرد "لمس يدها"(102) وأقام أبنه بايرس من الموت بعد أن "أمسك يدها"(103). وهذا ما أذهل جميع من الذين شاهدوا لمسه يده متعجبين كيف "تجرى على يديه قوات مثل هذه"(104).
الخلاصة أن كل ما نسب إلى "يهوه" نسب إلى يسوع مما يدل على أن يسوع هو "يهوه".
الفصل الثامن
أنا.. أنا يهوه
"أنا هو"
1- يهوه وأنا هو:
أستخدم الله للإعلان عن ذاته إلى جانب "يهوه" و "أهيه" الدالين على وجوده الثانى المستقل كواجب الوجود الدائم الوجود وعلة الوجود وسببه تعبيرى "أنا" و "أنا هو".
أولاً – أنا:
أستخدم الله ضمير المتكلم "أنا" وهذا الضمير عندما يصدر من الذات الإلهية ويخرج من الفم الإلهى –اذا جاز التعبير- يعلن عن ذاته وعن سلطانه المطلق وعن وحدانيته وعن كونه الخالق الوحيد للكون، الفاعل الذى لا يمكن أن يكون مفعولاً، حر الارادة فيما يفعل ويقول ولا راد له ولا من يدرك أفكاره، فلا إله غيره ولا مثيل له ولا شبيه ولا شريك:
C "أنا يهوه وليس آخر. لا إله سواى"(1).
C "أنا أنا يهوهوليس غيرى مخلص"(2).
C "أنا يهوه صانع كل شىء ناشر السموات وحدى وباسط الأرض من معى"(3).
C "من اليوم أنا هو ولا منقذ من يدى. أفعل ومن يرد"(5).
C "أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب"(6).
C "أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلى"(7).
ثانياً: أنا هو:
وتعبير "أنا هو"، أنا + ضمير الغائب "هو"، "أنى هو" بالعبرية عندما يخرج من فم الله يعبر عن كينونة الذات الإلهية ويتساوى مع "يهوه"، أى الكائن، ومع "اهيه الذى اهيه"، أى أكون الذى أكون، وتعنى "أنا، أنا الله، أنا الاعلى، أنا الذى يستطيع وحده أن يقول أنا كالخالق والمبدع والموجود الدائم عله كل وجود، وهو "هو" أى الذى يكون، "الكائن، أنا هو الله، أنا هو الكائن. وقد فهم ذلك علماء اليهود، الخبراء بالعهد القديم واللغة العبرية، فترجموا "أنا هو، مساوية لـ "أنا يهوه" ومساوية لـ "اهيه الذى اهيه، فى اللغة اليونانية:
1- فترجموا "أنا هو" "أنى هو" إلى "Ego Eimi – I am" أى "أنا أكون= أنا هو= أنا يهوه".
2- وترجموا "أنا يهوه" مرتين "Ego Eimi – I am" أى "أنا أكون= أنا يهوه= أنا هو".
C أنا يهوه "I am – Ego Eimi" وليس آخر"(

.
C "أنا يهوه (Ego Eimi Ego Eimi Kyrios) متكلم بالصدق ومخبر بالاستقامة"(9).
وفى الآية الأولى ترجموا "أنا يهوه" أنا أكون، أنا هو، وفى الثانية ترجموا "أنا يهوه" أنا أكون، أنا أكون الرب" أى أنا هو، أنا هو الرب.
3- كما ترجموا "اهيه الذى اهيه" (I am – Ego Eimi) أى "أنا هو الكائن".
أى أن تعبير "أنا هو= أنا أكون= أنا يهوه= أكون الذى أكون= أنا هو الرب أو أنا أكون الرب. وهذا ما توضحه الآيات التالية: "أنا أنا هو وليس إله معى.. أنا أميت وأحيى. سحقت وأنى أشفى وليس من يدى مخلص. أن أرفع إلى السماء يدى وأقول حى أنا إلى الأبد(10).
والمتكلم هو الله، يهوه، الإله الواحد، الذى يحيى ويميت القادر على كل شىء الحى القيوم الدائم الوجود، السرمدى، الخالق، والاسم المستخدم هو ضمير المتكلم "أنا" وضمير المتكلم وضمير الغائب "أنا هو"، أى أنا الذى أكون، الكائن، الوحيد، المحيى والمميت، الخالق، الحى القيوم.
وقد فسر ترجوم Joll الآية الأولى من هذه الآيات الثلاث مثل تفسيره للنص الالهى "اهيه الذى اهيه" تماماً وبنفس الكلمات:
C "أنا أكون الذى يكون والذى كان، وأنا أكون الذى سيكون ولا يوجد إله سواى"(11).
2- يسوع وأنا هو:
أستخدم الرب يسوع تبيرات "أنا" و "أنا هو" و "انى هو" بنفس الطريقة والأسلوب والمعانى التى أستخدمت بها وعبرت عنها على فم الله فى العهد القديم مع فارق واحد هو أن الله تكلم فى القديم بصورة مباشرة بإعتباره الله يهوه المتكلم، بينما فى العهد الجديد الذى تكلم هو يسوع، يسوع المسيح، الرب يسوع المسيح، الإله المتجسد والذى كان مستمعيه يجهلون ألوهيته والتى كان يحاول أن يعلن عنها بشكل غير مباشر من خلال نسب صفات وأسماء وألقاب وأعمال الله إلى ذاته.
أولاً – أنا:
أستخدم الرب يسوع المسيح ضمير الـ "أنا" بنفس القوة والمعانى التى أستخدمت بها فى العهد القديم، ومن أقوى وأروع وأعظم ما أستخدم به هذا الـ "أنا" هو وقوفه بالمقابلة مع أقوال الله فى العهد القديم، اذ يقول "قيل لكم"، "أما أنا فأقول لكم" والقائل فى القديم هو الله، وهو يضع نفسه فى مقابلة مع الله ويضع أقواله فى مقابلة مع أقوال الله ولا يجرؤ على ذلك سوى الله نفسه:
"قيل للقدماء لا تقتل… وأما أنا فأقول لكم… قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه.. قيل للقدماء لا تحنث… أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة… قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر… قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم"(12).
أنه يقابل الجديد بالقديم وأقواله بأقوال الله ويعدل هذا القديم ويضيف إلى أقوال الله، فيعدل الشريعة القديمة ولعطى شريعة جديدة "قيل للقدماء… وأما أنا فأقول لكم" أنه يسواى نفسه بالله والكتاب يقول أن هذه المساواة هى حق له وليست أختلاساً "الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله أختلاساً"(13). ويستخدم ضمير الـ "أنا" بنفس القوة التى تكلم بها الله فى القديم كالذى يفعل ولا يوجد من يرده الفاعل الوحيد، وهذا ما يدل على أنه هو معطى الشريعة فى القديم والحديث والمتكلم سابقاً والآن ولاحقاً، وهو وحده الذى يستطيع أن يتكلم عن نفسه هكذا، ولا يمكن أن يتكلم عن نفسه هكذا، كما لا يمكن أن يساوى نفسه بالله أن لم يكون هو ذاته، الله.
ويقول للروح النجس: " أنا آمرك. أخرج منه ولا تدخله أيضاً"(14).
يكلمه بلهجة الأمر وبضمير "أنا" الإلهى الخلاق، مع أنه يقول لتلاميذه: هذا النجس لا يمكن أن يخرج بشىء إلا بالصلاة والصوم"(15) والرسل والانبياء صلوا فى القديم وصاموا(16) ولكن الرب يخرج الشياطين بكلمة الأمر والشياطين تصرخ أمامه معترفة بألوهيته قائلة "مالنا ولك يايسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا"(17).
كما يستخدم الرب يسوع المسيح ضمير الـ"أنا" كالحى القيوم، السرمدى، الموجود فى كل زمان ومكان، الغير محدود والغير المحوى، غير الزمنى، وكمعطى الحياة ومرسل الروح القدس، رب العرش، رب السماء والأرض، العالم بالغيب، الحى القيوم:
C "أنا أرسلتكم كغنم وسط ذئاب"(1

، أى مرسل النبياء والرسل الذى قال عنه الكتاب:
C "الذى نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات لكى يملأ الكل، وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين"(19).
C "أنا يسوع أرسلت ملاكى لاشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس"(20). فهو مرسل الملائكة "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه"(21).
C "ها أنا أرسل لكم موعد أبى"(23) مرسل الروح القدس "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى"(24).
وهنا يطلب الايمان به ويعلن "أنه" مقيم الموتى، معطى الحياة فى الدنيا والحياة الأبدية.
C "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق"(25).
C "أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم"(26).
وهنا مقابلة بينه وبين المخلوق، بين الخالق والمخلوق الذى من فوق والذى من أسفل، السمائى والأرضى.
C "أنا أعلم الذين أخترتهم"(2

العالم "يا رب أنت تعلم كل شىء"(29) العليم بالخفايا.
C "أنا حى فأنتم ستحيون"(30)، "وفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس"(31) الحى القيوم.
ثانياً – أناهو:
أستخدم الرب يسوع المسيح ضميرى "أنا هو" كما أستخدمنا فى العهد القديم وخرجا من الفم الألهى وأن كان قد أستخدمهما بثلاثة معانى هى:
1- أنا هو الشخص المطلوب أو المتحدث عنه أو المقصود.
2- أنا هو المسيا، المسيح الموعود أو المنتظر.
3- أنا هو، الكائن، يهوه، اهيه، الحى القيوم.
(أ) أنا هو الذى تطلبونه:
عندما جاء اليهود للقبض على يسوع فى بستان جسيمانى قال لهم "من تطلبون؟ أجابوا يسوع الناصرى، قال لهم: أنا هو (Ego Eimi)(32) أى أنا أكون هو الذى تطلبونه(33) لكن الشىء غير المتوقع أنهم "رجعوا للوراء وسقطوا على الأرض"(34) وبرغم أنه كرر عليهم عبارة "أنا هو" "أنى أنا هو" ومع ذلك وقف الجميع فى خوف وهيبة ورهبة أمام شخصه الألهى "أنا هو" ولم يجرؤ أحد منهم أن يقترب إليه أو يلمسه بل سقطوا على الأرض. فقدم نفسه وأسلم ذاته بنفسه.
(ب) أنا هو المسيح المنتظر:
وعندما تساءلت المرأة السامرية عن المسيا، المسيح المنتظر والموعود قال لها "أنا الذى أكلمك هو (Ego Eimi)(35)، فهو يعلن لها أنه هو المسيح المنتظر، المسيا، ولكن يتعدى إلى حقيقة وعمق تجسده ويكشف عن ذاته الإلهية، يكشف عن كونه الإله المتجسد، معطى الحياة الأبدية "لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب لطلبت أنت منه ماء حياً… من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد"(36)، أنه الرازق والمعطى، معطى الحياة، ومعطى ماء الحياة الأبدية، الكائن، "يهوه".
(جـ) أنا هو الكائن:
ومن أكثر أستخدمات الرب يسوع لعبارة "أنا هو" هو أستخدامها بمعنى أنا هو المسيا، أنا يهوه، أنا الكائن، أنا هو الذى يكون الكائن المبارك إلى الأبد، أنا هو القدير، النازل من السماء، نور العالم، الرب، صورة الله غير المنظورة:
1- أنا هو.. ابن الله
سأل رئيس الكهنة الرب يسوع وقال له "هل أنت المسيح ابن الله؟" فقال له يسوع "أنا هو
(I am – Ego Eimi) وسوف تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة وآتياً فى سحاب السماء"(3

فأعتبره رئيس الكهنة مجدفاً "فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف"(39). وهنا نجد حقيقتين:
1- أنه "ابن الله" وابن الله كما فهم اليهود وأكد الكتاب المقدس هو مساوى ومعادل لله، أى أنه إله من نفس جوهر الآب "قال أن الله أبوه مساوياً نفساً بالله"(40)، لأنك وأنتا أنسان تجعل نفسك الهاً"(41). ولهذا مزق قيافا رئيس الكهنة ثيابه وظن أنه مجدفاً لأنه ينسب لنفسه الأولهية والمساواة مع الله. والمسيح ذاته يؤكد هذه المساواة ولكن فى وحدة اللاهوت والذات الألهية لله الواحد بقوله "أنا والآب واحد"(43)، "أنا فى الآب والآب فى"، "من رآنى فقد رأى الآب"(44).
2- يؤكد بتعبيره "أنا هو" المعنى الالهى للتعبير بتأكيد أنه ابن الله وأنه الجالس على العرش الألهى، رب العرش، والآتى على السحاب كالديان ورب الكون.
2- أنا هو.. لا تخافوا (القدير)
وأستخدم الرب يسوع المسيح تعبير "أنا هو" مقترناً بإستخدام قدرته الكلية كرب الكون والطبيعة. كل تلاميذه مع آخرين فى السفينة، والسفينة كانت فى وسط البحر معذبة فى الامواج والرياح المضادة وكان هو على الجبل يصلى فجاءهم ماشياً على الماء فى الهزيع الرابع من الليل تخافوا"(45). ولكى يطمئن بطرس الرسول أنه الرب طلب منه أن يأمره أن يمشى على الماء ونزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ولما دخل السفينة سكنت الريح "والذين فى السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله"(46) وفى هذا الموقف تظهر لنا أربع حقائق:
1- علم وهو على الجبل وحده بما صارت إليه السفينة والخطر الذى يتعرض له تلاميذه فهو العبيم، العالم بكل شىء علام الغيوب.
2- مشى على الماء مسافة طويلة وهذا يدل على أنه فوق الطبيعة ونواميسها، فهو رب الطبيعة، ثم هدأ الريح التى كانت مضادة للسفينة وهذا تأكيد أنه رب الطبيعة.
3- جعل بطرس أيضاً يمشى على الماء، أعطاء قوة للتغلب على نواميس الطبيعة.
4- جعل الذين فى السفينة يعترفون بأنه ابن الله لما رأو ما لا يمكن لبشر أن يفعله.
وبعد قيامته من الموت دخل على تلاميذه والأبواب مغلقة أختترق الحوائط والحواجظ والجدران بالرغم من أتخاذه لجسد مادى ووقف فى وسط تلاميذه مما جعلهم مرة أخرى يظنوه أنه روح أو خيال أو شبح فهدأهم قائلاً "أنا هو I am – Ego Eimi"(47)، وهذا يبين سلطانه على الطبيعة مرة أخرى وبشكل عجيب جداً اذ تخطى الحواجظ والجدران- دخل ووقف فى وسط التلاميذ بالرغم من عدم وجود أى فتحة ينفذ منها، تخطى نواميس الطبيعة كرب الطبيعة، ثم قال لتلاميذه "أنا هو". بدد خوفهم سابقاً فى السفينة. أنه يقول لهم أنا هو يسوع، أنا هو الرب، رب الطكبيعة، أنا هو مبدد الخوف، القدير، فلا تخافوا كما قال يهوه فى القديم لموسى "لا تخف"(4

وكما قال ليعقوب "أنا الله إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر"(49) وكما قال فى سفر أشعياء النبى "لا تخاف لأنى معك. لا تتلفت لأنى الهك.." أنا يهوه الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك"(50).
وهو الذى قال للقديس يوحنا الانجيلى والرائى عندما سقط عند رجليه كميت:
"لا تخف أنا هو الأول والآخر والحى وكنت ميتاً وها أنا حى إلى أبد الأبدين أمين"(51) أى أنا الذى لا إله غيرى، الواحد، الحى، القيوم، رب الحياة والموت.
3- أنا هو.. النازل من فوق (الرازق)
بعد أن أشبع خمسة الاف رجل ومن كان معهم من نساء وأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين وفاض عنهم اثنتا عشرة قفة مملؤة من الكسر(52) نزل تلاميذه فى السفينة فى المساء فهاج البحر وهبت عليهم ريح عظيمة فجاءهم يسوع ثانية ماشياً على الماء فخافوا وطمأنهم قائلاً "أنا هو" I am(53) Ego Eimi لا تخافوا" وللوقت صارت السفينة على البر إلى الأرض التى كانوا ذاهبين إليها"(54).
وفى الغد كلمهم قائلاً: "أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش أبداً.. أنا هو I am – Ego Eimi خبز الحياة… أنا هو I am – Ego Eimi الخبز الحى الذى نزل من السماء"(55).
وهنا نجد عدة حقائق:
1- أنه الرازق، المعطى، الواهب، الخالق، فقد خلق من خمسة أرغفة وسمكتين ما يكفى أكثر من خمسة آلاف نسمة وفاض عنهم، أثنتا عشرة قفة مملؤة من الكسر.
2- قدرته الكلية، القادر على كل شىء، وسلطته على الطبيعة فقد مشى على الماء واختصر الزمن.
3- أنه ليس من العالم ولكنه نزل من السماء ونزوله يدل على وجوده السابق، كالأزلى الذى لا بداية له أنه "الرب من السماء"(56). رب السماء والأرض، ونزوله من السماء هذا تعبير مجازى يدل على تجسده ولكنه موجود فيها معاً، فى السماء وعلى الأرض بلاهوته:
C "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الانسان الذى هو فى السماء"(57).
C "وكما نقول فى القداس الالهى "وعند صعودك إلى السموات جسدياً اذ ملأت الكل بلاهوتك"(5

.
4- أنه خبز الحياة، الخبز الحى، فهو الحى القيوم، الحى إلى أبد الأبدين، فيه كانت الحياة"(59).
C "أنا هو I am – Ego Eimi" الطريق والحق والحياة"(60).
C "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة العالم"(61).
C "أما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"(62).
C "هكذا تملكت النعمة بالبر للحياة البدية بيسوع المسيح ربنا"(63).
C "ومن له الابن له حياة ومن ليس له ابن الله فليست له حياة"(64).
أنه الحى القيوم، واهب الحياة ومعطيها. الحياة فى الدنيا، والحياة فى الآخرة.
4- أنا هو.. نور العالم
وقف الرب يسوع المسيح أمام الجموع ونادى بأعلى صوته:
C "أنا هو I am – Ego Eimi" نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة".
C "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق (Ego – Eimi). أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم".
C "لأنكم أن لم تؤمنوا أنى أنا هو I am – Ego Eimi تموتون فى خطاياكم".
C "فقالوا له من أنت؟ فقال لهم أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به".
C "متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو I am – Ego Eimi".
"من منكم يبكتنى على خطية".
"الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن فرفعوا حجارة ليرجموه"(66).
وفى هذا الخطاب الالهى يستخجدم تعبير أناهو خمس مرات مقترنة بكثير من صفاته الألهية التى تعبر عن لاهوته وكونه الله، يهوه، الكائن على الكل، رب الكون.
1- يقول أنه نور العالم، هو النور، نور العالم، يهوه نورى وخلاصى"(67).
C "الرب نور لى"(6

والقديس يوحنا يقول بالوحى "الله نور"(69)، والسيد المسيح يقول عن نفسه:
C "أنا هو نور العالم"، "أما أنا فقد جئت نورا إلى العالم"(70). "أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير"(71).
يهوه هو النور والسيد المسيح هو النور، أنا هو، أنا أكون النور= من فوق= أنا يهوه النازل من السماء.
2- ويقول أنه من فوق وليس من هذا العالم، أنا هو، أنا أكون من فوق= أنا يهوه النازل من السماء.
3- يطلب الإيمان أنه هو "تفهمون أنى أنا هو، أى أنا الذى أكون. ولما سألوه من أنت؟ قال "أنا الذى من البدء أنا، الزلى، أنا الكائن، أنا يهوه. وإن كان قوله "إن لم تؤمنوا أنى أنا هو" يحتمل أن يكون "أنا هو" أى المسيا، المسيح المنتظر" أنا هو الشخص الآتى كسؤال تلاميذ يوحنا له "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر"(72)، إلا أن نسبة الصفات الألهية لذاته وتعبيراته فى هذه الآيات وأستخدامه لفعل الكينونة مع الضمير "أنا" وقوله "أنا هو" مع أطلاق الصفات الألهية على ذاته، يدل بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو، يهوه، اهيه، الكائن، الله، فهو على الأقل يعنى معنى مناظر ومساوى ليهوه، اذ ينسب إلى نفسه كل ما ليهوه، الله، كقوله "كل ما للآب هو لى"(73)، ولا يساوى الله أو يناظره سوى ذاته، هو وحدة الذى يساوى ويناظره ذاته.
4- ثم يقول صراحة وبجلاء ووضوح "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن"(74) ويستخد تعبير "أنا هو، I am – Ego Eimi أنا أكون، أى أنا موجود قبل إبراهيم وهذا يدل على أزليته ويستخدم الزمن الحاضر، المضارع، وليس الماضى "قبل أن يكون إبراهيم أنا أكون" أى أنا موجود دائماً فى الماضى والحاضر والمستقبل، الأزلى، الحاضر الآن، الأبدى، الدائم الوجود فى كل زمان، الذى فوق الزمان، غير الزمنى السرمدى.
وقوله "أنا أكون I am – Ego Eimi= أنا هو" يساوى قول موسى لله:
"منذ الأزل وإلى الأبد أنت الله"(75) وترجمت إلى اليونانية "You are-su ei" "أنت تكون". وأستخدم المرنم بالوحى الألهى نفس التعبير:
"أما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور… وأنت يا رب فى البدء أسست الأرض والسموات هى عمل يديك كلها تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت (You are)" وسنوك لن تفنى"(77)
مما يؤكد أن ماطبق على يهوه طبق على الرب يسوع. وما نسب ليهوه نسب للرب يسوع، أن يسوع المسيح هو يهوه، رب الكل، رب العالمين.
5- أنا هو.. الواحد مع الآب
بعد أن فتح عينى المولود الاعمى وخلق له عينين من الطين قال للجموع: "أنا I am – Ego Eimi باب الخراف… أنا هو I am – Ego Eimi الباب… أنا هو (I am – Ego Eimi) الراعى الصالح… أما أنا فأنى الراعى الصالح"(7

.
"أنا والآب واحد. فتناول اليهود حجارة ليرجموه.. قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فأنك وأنت انسان تجعل نفسك الهاً"(79).
وهنا ينسب لنفسه الصلاح الذى لا يكون لغير الله وحده "ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله"(80)، كما ينسب لنفسه أنه الباب الوحيد إلى السماء كما قال أيضاً "أنا هو I am – Ego Eimi" الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى"(81). أنه الصالح والباب الوحيد، أنه الحياة ذاتها، الطريق القويم، الصراط المستقيم المؤدى إلى الحياة الأبدية. أنه الراعى، الراعى الصالح الذى يبذل نفسه عن الخراف والراعى الصالح هو الله نفسه.
"هوذا السيد الرب (أدوناى يهوه) بقوة يأتى وزراعه تحكم له. هوذا أجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود المرضعات". ويقول المرنم: "يهوه راعى فلا يعوزنى شىء"(83).
ثم يقول "أنا والآب واحد" مؤكداً وحدته فى الذات الألهية، وحدته فى الجوهر الألهى والطبيعة الألهية التى لله الواحد. ولما فهم اليهود أنه يقول عن نفسه أو يجعل نفسه الهاً" حاولوا رجمه ظانين أنه مجدف: "فأنك وأنت انسان تجعل نفسك الهاً" والعجيب أنه يلومها على أفكارهم وعدم إيمانهم بهذه الألوهية فيقول لهم: "أتقولون لى أنك تجدف لأنى قلت أنى ابن الله، أن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى. ولكن أن كنت أعمل فأن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال لكى تعرفوا أن الآب فى وأنا فيه"(85).
من أجل ذلك طلبوا أن يمسكوه ويرجموه لأنه صرح بألوهيته وساوى نفسه بالله.
6- أنا هو.. الرب (الكائن)
قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه "أنتم تدعوننى معلماً وسيداً (رباً Kyrios) وحسناً تقولون لأنى (Ego Eimi) كذلك"(86)، ثم يعلن عن حقيقة كينونته الألهية "أقول لكم" الآن قبل أن يكون حتى متى كان ترمنون أنى أنا هو I am – Ego Eimi"(87).
وفى هاتين الآيتين يعلن بوضوح أنه الرب فعلاً، الكائن أنه "الرب" كما أنه هو "أنا هو يهوه، آهيه، الكائن الذى يكون.
7- أنا هو.. صورة الآب وبهاء مجده
قال السيد لتلاميذه معزياً بعد العشاء الربانى ومعلناً لاهوته ووحدته مع الآب فى الجوهر. "أنا هو (I am – Ego Eimi) الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى ألاب إلا بى. لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. قال له فيلبس ياسيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زمانا هذا مدته ولم تعرفنى يا فيلبس الذى رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن إلى فى الآب والآب فى… صدقونى أنى فى الآب والآب فى. وإلا فصدقونى بسبب الأنعمال نفسها"(8

.
وهنا حديث صريح عن لاهوت المسيح، أنه هو، الذى يكون، هو الكائن، هو الطريق الوحيد والحق الوحيد والحياة الدنيا والآخرة. ولا يمكن لأحد أن يأتى إلى الآب إلا به. لأنه كلمة الله، الله متكلماً، صورة الله غير المنظور، الذى رآه فقد رأى الآب لنه واحد مع الآب "أنا والآب واحد"(89) وأنه فى الآب والآب فيه، لاهوت واحد، جوهر واحد، طبيعة الهية واحدة، إله واحد لا سواه ولا شريك له. فهو "بهاء مجده ورسم جوهره"(90)، الله معلناً، الله متجلياً، الله ظاهراً "أنا معكم زماناً هذا مدته ولم تعرفنى يا فيلبس الذى رانى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟" فهو يلوم على فيلبس لأنه طلب أن يرى الآب بينما هو معهم، ويقول لتلاميذه ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه فهم قد رأو الرب يسوع "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خبر"، فهو الله ناطقاً وظاهراً "الله ظهر فى الجسد"(91)، صورة الله وبهاء مجده ورسم جوهره، الذى رآه فقد رأى الآب لأنه والآب واحد، فهو أهيه، الكائن الذى يكون، يهوه، الله معنا، الله الظاهر فى الجسد، الله ناطقاً، كلمة الله، نطق الله العاقل، عقل الله الناطق، هذا هو الأله الحق والحياة الأبدية"(92)، "الكائن على الكل الأله المبارك إلى الأبد"(93).
الخلاصة
الرب يسوع هو يهوه الكائن على الكل
"الله المبارك إلى الأبد"
تبين لنا من دراستنا هذه أن يسوع المسيح، الرب يسوع المسيح هو الله، يهوه، الوهيم، ايل، الرب، أدوناى، يهوه ليلوهيم، يهوه أدوناى، فقد نسب إليه ونسب إلى نفسه كل أسماء وصفات وألقاب وأعمال الله، وأقتبس العهد الجديد، وأشار هو نفسه إلى آيات ونصوص العهد القديم الخاصة بالله فى جميع أسمائه وألقابه وصفاته وأعماله وبصفة خاصة ما يخص يهوه أسم الله الوحيد المعلن كأسمه والمعبر عن كينونته ووجوده السرمدى الذاتى المستقل وطبقها على نفسه وطبقها الكتاب عليه بإعتبارها تخصه هو كيهوه فى العهد القديم والرب يسوع فى العهد الجديد.
"هذا هو رب الكل"(94)
يهوه فى القديم
أكون الذى الاكون أكون.. يهوه(95).
(أنا هو الكائن)(97).
الكائن والذى كان والذى يأتى القدير(99)
منذ الأزل وغلى الأبد أنت الله(101).
أنت هو وسنوك لن تنتهى(103).
أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر(105).
أنا هو قبلى لم يصور إله ويعدى لا يكون(107).
أنا الأول والآخر ولا إله غيرى(109).
أنا يهوه وليس آخر. لا إله سواى(110).
أنا الله وليس آخر(111).
يهوه نورى وخلاصى ممن أخاف(113).
لأن يهوه شمس ومجن(116).
لا تغيب بعد شمسك وقمرك. لا ينقض لأن يهوه يكن لك نوراً أبدياً(11

.
اذا جلست فى الظلمة فيهوه نوراً لى(120).
الله نور وليس فيه ظلمة البته(127).
يسوع فى العهد الجديد
قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن(96).
ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن الكل الله المبارك(9

.
الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شىء(100).
يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد(102).
وأما عن الابن كرسيك يالله إلى دهر الدهور.
أنت أنت وسنوك لن تنتهى(104).
أنا هو الألف والياء(106).
أنا هو الأول والآخر(10

.
أنا هو اللف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر(112).
أنا هو نور العالم(114).
أنا هو لا تخافوا(115).
أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير(119).
لذلك يقول أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضىء لك المسيح(119).
كان النور الحقيقى الذى ينير كل أنسان آتياً إلى العالم. والنور يضىء فى الظلمة والظلمة لم تدركه(122)
سيخرجونكم من المجامع, بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله
[url]www.christpal.com[/url]