تابع //الشاعر في وادي الموتى " / 1934
وجلجل صوت الشيخ يدوي كأنه
..................... يحدّث من كون قصي المعابر !
" أيا ويلها تلك الحياة وأهلها
.................... تكشف عن بلوائها كل ساتر "
" وتطلب أسباب الشقاء لنفسها !
................ فتضرب في تيه من الشك غامر "
" وتسأل عن " سر " وليست بحاجة
........... إلى السر تشريهِ بأنفس حاضر ! "
" لقد أغمض الموت الرحيم جفوننا
...................وهدّأ في أفكارنا كل نافر !
" نسينا سؤالا لم يزل كل كائنٍ
............... يردده حيران في حرز " حازر " !
" نسيناه فارتحنا من الحيرة التي
.................. خسرنا بها الأعمار جد نواضر "
" وهاأنت ذا تذكيه ، يا لك جائر
................. ويالك مخدوعا بسر المقابر "
أريت لو ان الهول صور منظراً
.................. تجلله الأخطار جد غوامر ؟
كذلك ساد الصمت بين الحفائر
.................. وران على أرواحهم والضمائر
وأذهل هاتيك النفوس فخفضت
...............ز من البهر والإعياء دقات طافر
***
وعاد أخو الأحياء بعطو بحسرة
............... ولهفة محروم ، وإعياء خائرِ
لقد كان في الموتى وفي الموت مأمل
................ يعلله بالكشف عن كل ضامر
فألفى سرابا ثم لا ينقع الصدى
............ فوا ندما عن بحثه المتواتر !
فقد كان خيرا أن يعيش على المنى
.............. ويأمل بعد الموت كشف الستائر
ويا ليت هذا الموت يسرع خطوه
................. فيطوي حيّا عمره ربح خاسرِ !