البعث / 1932
قد بعثتُ اليوم أحيا من جديد
............... فهو بعث من حياة خامدة
مر نصف العمر أو كاد يزيد
.................. لهف نفسي – في حياة راكدة
،
في حياة لم أجد فيها حياة !
بلغَ العقم بها أقصى مداه
وتبدت بلقعاً مثل الفلاة
،
ثم لاحت تتراءى من بعيد
................ شعلة من نار حب واقدة
تلهب الحس وتستوحي القصيد
................... والأناشيد العذاب الخالدة
***
شاعر قد صيغ من فيض الشعور
.............. ملهم الفطرة منهوم النظر
نابض بالعطـف حساس الضمير
............... يدرك الهمسة تسري في حذر
،
كيف يحيا – وهو هذا – في عماء
مغلق الإحساس مطموس الرجاء
مقفرا كالكهـف محجوب الضياء ؟
،
هكذا عشت كسكّـان القبور
........... في ربيع العمر. في العهد النضر
آه لو أسطيع للماضي الحسير
............. رجعة ، من بعد ما جاء ومَر !
***
كنتُ أحييهِ كما يحيا الشباب!
............. نابضا بالحب جياش الأماني
ممسكا أهدابه خوف الذهاب
..................مستعزّا فيه حتى بالثواني !
،
طافراً أمرح فيه كالطيور
حينما تشدو بألحان البكور
بعدما تنفحها ريح الزهور
،
نصف عمري قد تولى في اكتئاب
................. فلأقض النصف نشوان الأغاني !
هائما ألهو بمعسول الرغاب
................... أو غني بالأمانيّ الحسان !