الموضوع: شواطىء....
عرض مشاركة واحدة
قديم 14/05/2008   #111
صبيّة و ست الصبايا وهج البراءة
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ وهج البراءة
وهج البراءة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
وداعاً .... أخوية
مشاركات:
966

افتراضي مذكرات بنت السلطان




مذكرات بنت السلطان
لااعلم كم سنة عاطفية ستبعدك عنى هذه الاعترافات
لكننى قررت ارتداء ثوب الصراحة والبدء معك منذ البدء
منذ ذلك اليوم الذى خرجت به لهذه الحياة
منذ ان استقبلونى بالحرير
ووضعوا فى فمى ملعقة من ذهب
وزينوا جسدى الصغير بالحلى والجواهر واحجار كريمة
كان لايجذبنى اليها سوى لمعان الوانها!!


وكبرت ياسيدى
كبرت وانا اسمعهم ينادوننى بـــ ( .....)
فسألت امى يوما ..لما يسبق اسمى لقب (......)؟؟
فحدثتنى عن ابى واخوتى واعمامى
والطبقات الاجتماعية وعلية القوم و .... و .... و .... و ....إلخ
واشياء غبية تحولت مع مرور الوقت الى قيد يتسلق رقبتي
فيخنقنى بقسوة!!



فمنذ ان كنت طفلة لقنونى
من يجب ان اصادق
ومن يجب ان اخالط
ومع من يجب ان العب
وفجروا فى وجهى الكثير من الممنوعات و ( الاءآت )
لا
ولا
ولا
ولا
فكرهت لاءاتهم ..
واعترف لك ..انى ارتكبتها كلها على غفلة منهم !!



ففى الروضة كانت المعلمة تسحب الخاتم الثمين من يدى
كنت استوعب جريمتها واصمت !!
كنت اخاف ان اخبر والدتى كى لاتؤذى معلمتى
لاننى كنت احب المعلمة كثيرا لانها كانت تقدم لى بالمقابل
الحلوى التى لااحصل عليها فى القصر
وفى حصة اللعب كنت اغافل معلمتى واجلس فى حوض الرمل اطول فترة ممكنه
لانه فى القصر لايسمح لى سوى بالجلوس فى حوض السباحة الفخم
الذى كانت صورة والدى مرسومة على ارضيته الرخامية !!


وبعد الروضة انتقلت الى المرحلة الابتدائية
فكانت خادمتى تصاحبنى الى المدرسة
كى تحمل لى كتبى واوراقى واحتياجاتى المدرسية
وكى تقدم لى الطعام حين اجوع وتسكب لى العصير حين اظمأ
كنت الطفلة الوحيدة التى تصاحبها الخادمة الى المدرسة وتجلس معها بالفصل
...كنت اشعر بالحرج حين يسألنى احد الاطفال لماذا تأتى الخادمة معك؟؟
فكانت معلمته تنهره كانه ارتكب جريمة بشعه بهذا السؤال!!
وفى حصة التغذيه كنت اتمنى ان اتذوق مايتذوقه الاطفال من طعام
لكن الخادمة كانت تمنعنى تذكرنى بحديث والدتى
عن عدم تناول الطعام من خارج القصر
فكنت انظر الى الاطفال وهم يتناولون وجبتهم المدرسية
احسدهم فى الوقت الذى يحسدوننى فيه على وجبتى الخاصة
كم كنت اتوق الى تذوق طعامهم
فاتفقت مع صديقتى الصغيرة يوما ان نغافل الخادمة
فامنحها قطعه من الحلوى التى معى مقابل قطعه من الحلوى التى معها ..ففعلت ..وفعلت
ويومها فرحت كثيرا وانا اخترق وصايا امى وابى !!


وعندما اصبحت فى سن المراهقة
عشقت القراءة كثيرا ...فكنت اتسلل الى مكتبة جدى الفخمة على غفلة من الحراس
..اتجول بين الكتب والروايات العاطفية ..
وكنت اتمنى ان اقرأ روايه حب قبل ان انام.
.لكن قوانينهم لم تكن تسمح بان اسرب اى روايه حب لغرفتى ...
فكنت اسربها بعد جهد جهيد ...وعندما ينام الجميع كنت استخرجها
وأختبىء تحت السرير لقراءتها على ضوء خافت ..
وكنت اسافر باحداثها...افرح لفرح ابطالها ..
وابكى حين تنتهى الرواية نهاية حزينه ...


وذات يوم غفوت تحت السرير ...
وفى الصباح اكتشفت والدتى ارتكابى جريمة القراءة تحت السرير...
ونلت العقاب الذى استحق
لكن عقابها لم يردعنى عن ممارسة هوايتى التى احب واعشق...
فكنت اتظاهر بالنوم حسب توقيتهم المقرر للنوم...
فالاميرة يجب ان تنام باكرا
الاميرة يجب ان تحافظ على بشرتها
الاميرة يجب ان تستيقظ متفتحه كالوردة
الاميرة يجب ان لاتقلق ولايعرف لها الارق طريقا
الاميرة يجب ان لاتتعب عينيها بالقراءة
الاميرة يجب ان لا تقاسم ابطال الحكاية احزانهم
الاميرة يجب ان لا تتذوق طعم الحزن...


وعندما ينام الجميع كنت استيقظ لامارس دورى
كانسانة عادية لها حق الحياة كما تراه هى ..
وكما مارست هذا الحق على غفلة منهم
مارست الكثير من الحقوق وهم لايعلمون
اكلت من الطعام الذى نهونى عنه
صادقت فتيات الطبقات الوسطى
تجولت فى السوق بلا حماية
تحررت من ملابسى الفخمة الممله
وارتديت ملابس صديقاتى الانيقة البسيطة
لعبت بالماء والرمل فوق شاطىء البحر
وركضت حافية القدمين تحت المطر


ثم جاء بك القدر الي
اهدتنى اياك الايام ذات رحمة .....
واحببتك !!
احببتك كما لم احب شيئا فى حياتى ...
ونسيت كل شى يتعلق بشخصيتى الاخرى
هجرت لاجلك البرج العالى
نزلت اليك من عليائى...


تسرب حبك إلي كالروح ...فأعادنى كالميت الى الحياة
لم يستطع حراسهم الوقوف فى وجه حبك
لم يتمكنوا من منعه من التسلل الى قلبى
فاحببتك ايضا على غفلة منهم
فكل الاشياء التى احببتها ارتكبتها على غفلة منهم
وعشتك فى خيالى كاجمل مايكون الخيال
حلمت ان اسرقك من هذا العالم كله
تمنيت ان اجلس عند قدميك بالماء الدافىء والملح


لااعلم لماذا احببتك انت من بين كل فرسان الواقع الذين يحيطون بى ..
ربما لاننى منذ صغرى عشقت حكاية ابنه السلطان التى عشقت بن الحطاب ...
كنت اتخيلها انا....فعشت عمرى كله أبحث عن رجل لايمت لعالمهم بصلة ..
رجل لايمنعنى من السهر ...ولا القراءة....ولاالسير فى الزحام بلا حماية !!
رجل يمنحنى فرصة تذوق كل انواع الحلوى دون رقيب
رجل يسمح لى بالذهاب الى المدرسة بلا خادمة مملة
رجل يتيح لى حرية اختيار هواياتى ولايرغمنى
على ركوب الخيل او ممارسة الرياضة الصباحيه !!!
رجل لايبهره جمالى ولايطيل النظر فى وجهى برهبة
لان احدهم همس فى اذنيه هذه فلانة بنت فلان !!


احببتك ....
وحين احببتك فقط......اخرجت ملعقة الذهب من فمى
وغيرت عاداتى وهواياتى
فاصبح انتظارك اجمل عادة وامست الكتابة اليك اروع هواية
وهجرت اليك عالمى المخملى التى ولدت به بلا ذنب !!
وهجرت الخيول التى عشقتها منذ صغرى
وتحولت الى امرأة عادية .....
وتذوقت معك طعم البكاء...والانكسار...والعذاب ...والشقاء!!
وبدات اذبل معك ....كالورود
واخفيتك فى داخلى كالسر
وحفظتك كالعرض ..

فكان حين يأتى والدى ..الرجل المهاب ...كعادته كل مساء...ا
هفو اليه كقطة صغيرة...اضع راسى على ركبتيه..
واحدث عن احداث يومى ....وهو يلعب بضفائرى الطويلة ....
لكنى حين اصل بالحديث الى محطتك ..أتوقف...انظر إلي عينيه....ارتعب...
اخاف ان انا اخبرته..ان ينتزعك كالروح منى ....
وحين يضعنى والدى على سريرى...
ويغطينى بحب..ويطبع على وجنتى قبلة حنان...ويمضى ....
استيقظ انا كالمجنونة ..أهفو بحب إليك.....اتناول جهازى ..
امارس معك طبيعتى كانثى عاشقه
واتحول معك الى فتاة عادية لها حق الحب والحلم والخيال ..
وكلما حاولت الاقتراب من عالمى ...
كنت ابعدك ..كنت اخاف ان اخسرك...ان ترتعب من سماع اسمى ..
فتمضى فلا تعود....وتخلفنى خلفك كالمدينة المهجورة لاتزورها عصافير الفرح ابدا ...



كنت بالأمس كلمة صامته في خاطر الليالي
فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام
وقد تم هذا كله في دقيقة واحدة مؤلفة من نظرة وكلمةو تنهدة وقبلة

(الرائع جبران خليل جبران)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07324 seconds with 10 queries