09/05/2008
|
#2
|
مسجّل
-- اخ طازة --
نورنا ب: |
Apr 2008 |
مشاركات: |
6 |
|
ذكــرى الغـريب للشاعر ابن الأبقع محمد الجزائر
أجيء يا كسيرة الجفونْ
تحملني صبابتي
وللسنينْ
دفقه ترعد في دمي
وللهوى هديرْ
أجيء يا رفيقتي
وقد تنفس الخريفُ
في الغصونْ
وأُلْبِست براعمُ الشجرْ
كآبة الأسيرْ
يخاف من طلاسم المصيرْ
أجيء يا رفيقتي
أسير في الدروبْ
سيرة الغريبْ
أجهل الكثيرْ
عن مرابع الصِّبا
ومرتع الغرام والعبيرْ
أسير حاملا مشاعري
والأمس في يديْ
يحثني على المسيرْ
والذكريات كلما مشيتُ
أشرفت تطلُ
من مجاهل الأعماق تستثيرْ
سكون صدريَ القريرْ ...
فكم مضت بنا الأيامُ
كم عدت بنا السنونْ
ورغم سطوة الدهورْ
فحبنا القديمُ
ما يزال يعصر القلوبَ
في عيوننا
ويركب الجنونْ ...
كالشراع غاضبا يدورْ ...
وما تزال دفقة الصبا تفورْ ...
كأنها البركانُ
أو كأنها الرياحُ
زعزعت جوانح السعيرْ ...
أتعلمين ما الذي أضعته هناكْ ...
حيث نُؤينا القديمْ
وحيث بيتنا الذي نسجته من الغصون والصخورْ
أضعت صورتي ...
طفولتي ...
مزقتها مع الدروب مِزعا
زرعتها مع البذورْ ..
فكل ذرة من هذه البطاح والربى
تعيشني أنا ...
وكل زهرةٍ أو صخرةٍ أو نملةٍ أو طائرٍ أو جدولٍ
يُلحُّ في الخريرْ .. أو غيمةٍ في جوها تسيرْ ...
طبعتها أنا بقلبي الصغيرْ
وكل ربوةٍ ونسمةٍ تداعب الأثيرْ ...
تحمل لي في رِحْمها ذكرى التوهج الكبيرْ ...
ذكرى هوى لم تمحه الدهورْ
قد عاش كِلمةً تسبح في البياض راهبا يطيرْ
نحلة تذوب في الزهورْ ...
شاعرا يحفظ حبه الكبيرْ ...
|
|
|