ولم يكن صاحبنا حتى هذه اللحظة قد أعلن شيئا يخافون منه، كان مازال يناجى نفسه:
"إذا كان هذا زيف كله . . . فأين الصواب؟".
وبنفس متمزقة مع قاموس الألفاظ حاول أنيلم أجزاءه لدبر أمره، فلم يستطيع، وسكت، وطال سكوته، ولم يكن هذا غريبا عليهم منه، ألم يكن من طبعه الهدوء، فلابد أنه زاد بالسن هدوءاً . . . وعقلا (!), والهدوء عند واضعى القاموس ومؤرخى الصفات من علامات العقل الكامل. ثم جاء النذير. . .
فقد انصرف صاحبنا عن الدرس والاجتهاد المعهود فيه، فابتدأ الانزعاج مع الدهشة، وتصوروا أنها عين حسود حاقد. ألم يكن تحفة غالية تعرض دون معناها المفروض على الحبيب وغير الحبيب، ألم يكن وجهه يخطف الأبصار فى صالة العرض الاجتماعى؟ لماذا خفت البريق؟
وحاولوا أن يزيحوا التراب حتى تزهو التحفة مرة ثانية أمامهم وأمام الضيوف، ولكنهم وجدوا أن انطفاء البريق ليس نتيجة تراب يزاح، لقد ذهب فعلا من الجوهرة، هل يعقل أن تكون جوهرة مزيفة وقد خدعوا فيها؟ وحاولوا أن يعزوا ما كان لسبب من الأسباب غير الأسباب التى كانت مدعاة فخرهم حين كان موضع فخرهم، فهم السبب فى الوهج والأصالة والجمال. . . طالما هناك وهج وأصالة وجمال، وغيرهم هو السبب فى غير ذلك، وهم لن يعدموا أن يجدوا سببا يفسر استبدال نظرات الإعجاب بمصمصة الشفاه، فبعد الحسد يمكن اتهام المدرسة، أو إخوان السوء أو حتى العادة السرية - قالوها همس وتردد.
قال الفتى:
- وهل قالوا عنه حينئذأنه مريض؟
قال الحكيم:
- لم يكن الأمر سهلا عليهم كما تظن، فلو أن حى أصابته لأعلنوا النبأ بلا توان لأن السبب معروف، وهو خارج عن إرادتهم قد بجلب الشفقة أكثر مما يجلب اللوم، ولكنه بالنسبة لهذه الأمراض شئ آخر. فإن خشية اللوم - ولو حتى لوم أنفسهم - يجعلهم يترددونويتلكأون فى إعلان مايلاحظو، أو هم ينكرونه حتى يفرض نفسه عليهم فرضاً.
يتبع...
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|