الغد المجهول /1934
يا ليت شعري ما يخبئهُ غدي ؟
..................إني أروح مع الظنون و أغتدي .!
وأجيل باصرتي بها وبصيرتي
................ أبغي الهدى فيها وما أنا مهتد !
حتى إذا لاح اليقينُ خلالها
................ أجفلتُ من وجه اليقين الأسود !
وأشحتُ عنه ولو أطقتُ دعوته
.............. وطرحتُ عني حيرتي وترددي !
فكأنني الملاح تاهَ سفينهُ
................... ويخاف من شطّ مريب أجرد !
***
ماذا سيولد يوم تولدُ يا غدي ؟
............... إني أحس بهول هذا المولـد !
سيصرّح الشك الدفينُ بمهجتي
.................... فأبيتُ فاقد خير ما ملكت يدي !
ستروع من حولي عواطف لم تزل
.................. تًضفي عليّ بعطفها المتودد
ستجف أزهار يفوح عبيرها
..................... حولي ، وينفحني بها الأرج الندي
والمشعل الهادي سيخبو ضوءهُ
................... ويلفني الليل البهيمُ بمفردي !
***
ماذا تخلف يوم تذهبُ يا غدي ؟
............. لا شيء بعد الفقد للمتفقد !
ستخلف الأيام قاعا صفصفاً
............... تذرو الرياح بها غبار الفدفد
لا مرتجى يُرجى ، ولا أسـف على
............ ماض يضيع كأنه لم يوجد !
أبدا ولا ذكرى تجدد ما انطوى
............. حتى التألم لا يعود بمشهدي !
رباهُ إني قد سئمتُ ترددي
.......... فالآن ، فلتقدم بهولك يا غدي !