الموضوع: وليد معماري
عرض مشاركة واحدة
قديم 29/04/2008   #13
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي



اليوم خمر ..!


حدثني صديقي سحبان بن سرحان فقال: تعودت كلما وصلت إلى مكان عملي صباحاً، أن أترك غرفتي، إلى الغرفة المجاورة كي أشرب القهوة مع صديقي طافش المستوي.. فطافش هذا صاحب روح مرحة، وهو يحفظ الكثير من الحكايات الظريفة، والطرائف اللطيفة.. والأمثال الشعبية، والمأثورات التراثية.. والنكت السياسية.. بحيث يجعل يومنا يبدأ بالابتسام، فننسى ضنك عيشنا، وقلة رواتبنا.. وجهنمية الأسعار من حولنا..
وصباح أمس، تركت غرفتي، وتوجهت إلى غرفة صديقي، ووجدت فنجانَي القهوة على طاولته.. لكن سحنة طافش المستوي كانت متجهمة.. أو كما يقال: يرتدي وجهه بالمقلوب.. وكان من الطبيعي أن أسأله عن سبب عبوسه، وتقطيب جبينه، وتعكر مزاجه.. وبعد إلحاح مني، قال: رأيت في نومي حلماً مزعجاً لا يبشر بالخير.. إذ وجدت نفسي على شاطئ بحيرة كبيرة في ظهيرة يوم شديد الحرارة.. وأغرتني المياه الرائقة، والمويجات الخفيفة بالسباحة، فخلعت ملابسي، ونزلت.. وما إن توغلت أمتاراً قليلة، حتى انبثق من جوف الماء تمساح ضخم.. وبدأ بالتهامي.. أو قل هو ابتلعني بلقمة واحدة.. وأضحيتُ في حجرة معتمة، لا شك أنها معدة التمساح!.. وتفسير المنام: لا بد أن مصيبة تنتظرني!..
هززت رأسي، وقلت لصديقي طافش: كبِّرْ عقلك يا رجل!.. أنت رجل متعلم، ومثقف، وخريج فلسفة من التعليم المفتوح.. ولا بد أنك درست نظرية (فرويد) في تفسير الأحلام.. فكل أحلامنا هي من انعكاسات الماضي والحاضر علينا.. ويبدو أنك ليلة البارحة أثقلت في العشاء.. ثم سمعت نبأ (تعديل!!) أسعار البنزين.. ونمتَ بعد ذلك..
قفز طافش من مقعده وصاح فرحاً متهلل الأسارير: هل حقاً رفعوا أسعار البنزين؟؟!!.. والله لم أسمع بهذا الخبر إلا منك!...
سألته: ولكن أنت (على شو فرحان) من رفع سعر البنزين؟!..
قال، وهو في قمة البسط: لقد (انفدى) منامي يا سحبان..
ثم جلس، وارتشف رشفة من فنجان قهوته، وتنهد كمن يتنفس الصعداء، وقال: سأحكي لك قصة الشاعر الملك الضليل امرئ القيس بن حجر أمير قبيلة كنده.. وقد طرده أبوه لشدة لهوه.. وفي إحدى المعارك، طعنَ رجل الأمير، ولم يجهز عليه.. واستطاع المطعون، قبل أن يلفظ أنفاسه، كتابة وصية يوصي فيها أولاده بالثأر، وأوصى الرسول ألا يعطي الرسالة لمن يجزع منهم من خبر موته.. وقد جزع الابن الأكبر، فالأوسط..ووصلت الرسالة لامرئ القيس الأصغر بينهم.. وكان يعاقر الخمر، ويلعب النرد مع نديم له.. وقرأ وصية أبيه، واستمر في شربه ولعبه... وقال قولته الشهيرة التي حفظها التاريخ: "اليوم خمر.. وغداً أمر!"..
قلت لطافش: وما علاقة قصتك بما نحن فيه؟..
وبدأ طافش يضحك.. ومن خلال ضحكه الذي وصل إلى الطابق السابع، حيث غرفة الوزير.. قال لي: ولو... هذه مثل تلك.. اليوم خمر وغداً أمر، تشبه: اليوم بنزين.. وغداً مازوت!...



العدد 173 (1694)10 ــ 17تشرين الثاني 2007

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03794 seconds with 10 queries