1
إنهُ رجـُلٌ غيرُ سَـعيد ، يُخفي حَسـرة ً عَميقة ً في قلبِه
شَـفتاهُ مُطبقتان ِ كـَ أمنية
لـِ درجةِ أنَّ الأنات وَ التنهدات لو عبرتْ من خلالِهما
سَـتُسمَعُ وَ كأنها موسـيقى عَذبة.
قدرهُ كـَ قدر ِ أولئكَ الذينَ يُعذبونَ بـِ بطءٍ وَسـطَ َ حَشـدٍ ناقم
صيحاته ُ لو وصلتْ إلى أذنيّ عالم ٍ لـَ ألحَـقتْ بهِ الألم
بـِ النسـبةِ إليهم هيَ تُسـمَعُ وَ كَأنها موسـيقى .
الناسُ يَتحَـلقونُ حَولهُ وَ يَهتفون : "غـَن ِ لنا مَرة ً أخرى وَ لا تتأخر"
وَ كأنهم يَقولون : ألحقَ بـِ روحِكَ خيباتٍ جَـديدة لتسكَبها عَلى وَرق
وَ لتبقى شَـفتاكَ مُطبقتان ِ كـَ شَهوةٍ هاربةٍ إلى مَنفى
النقادُ يلتفونَ حَـوله ُ قائلين :
" هكذا يقولُ جَهابذة ُعلم ِ الجَـمال هكذا يَجبُ أنْ تغني ."
الناقدُ يُشـابه ُ الشـاعِرَ جداً
ماعدا أنهُ لا يَحضنُ أسَـىً في قلبِه وَ لا موسـيقى تلهِبُ شَـفتيه.
هَكَذا .. هَكَذا رأيتـُني أدندِنُ هامِسَـاً.
أفضلُ أنْ أكونَ راعي خـَنازير يُفهَمُ بينَ تلكَ الخـَنازير
على أنْ أكونَ شـاعِراً لا يَفهمهُ البشـر.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "