لك رصدتني الايام
هي امرأة وُلِدَتْ من رَحِم الحياة لتُزَيِّنَ حياتكَ أنت.
لكَ أنتَ كانت مرصودة، بحجم حُبِّكَ وأحلام انتظاركَ وشوقِكَ.
مولودة حديثاً، لا وجود لها خارج الـ"أنت". فـ"كُنْ أنتَ أنت" لتكونَ "هي".
تلك "الأخرى" لم تَكُنْ.
وهْماً؟ حلماً؟ عذاباً؟ لم يكن لها وجود.
منكَ أنتَ وُلِدَتْ، بكَ أنتَ تعيش، في قلبكَ تنمو وتكبُر، وعلى بيادِرِكَ تُزهِرُ وتُثمِر.
تلك "الأخرى"، خارج أنفاسِكَ أنت، لا وجود لها. وكيف يكون لها وجود إن لم تُولَدْ من رئتيكَ أنت؟
أخطأتْ برسم الصّورة. كثيراً أخطأَتْ.
لستُ أنا مَن في داخلها. ولن أكون أنا من تُزَيِّنُ أيّ رَسمٍ لستَ أنت من وضع خطوطه.
لستُ أنا من ستُقيم في أي مكان لن تكون فيه.
لستُ أنا من تُجيد اختيار الكلمات، لكنني أجيد سماعها وعيشها حتى آخر حرف فيها.
دَعْ دميتك معلّقة بين الأرض والسّماء.
كسَرْتَها في منتصف الطريق.
دع وردتك تذبل وتعود الى الأرض. لا يقطفُ وردةً ميتةً أحد.
أيتها الصغيرة، يا طفلةً بحجم قبضة يد ، بحجم قلب، ما أسهلَ اغتيالَكِ.
كلمة واحدة كانت كافيةً لإسقاطِكِ من عليائك، لإيقاظك من حلمك، لتحويلك مساحة حزن ولا جميع الأحزان.
يا طفلة استسلمتْ للرّيح تداعب خصلات شعرها ولم تفهم أنْ بعد الرّيح تأتي العاصفة.
يا قلباً بالحب استسلم للحب ولم يدركْ أنَّ في الحب كلاماً دخيلاً.
ها انتهت الحكاية.
وعاصفة الألم اقتلعت الشَّعر عن الكتفين، واستفرد الكلام بالبراءة ليعلن لها أنْ لا براءة بل كل الأخطاء.
كالدّمية يسهل كسري.
وأنتَ كسَرْتَني.
كوردةٍ لم تتفتّح بعد، تموت إن لم نَرْوِها.
كيف تقرّر، عني، أنْ يمكنني الإرتواء بغير مائك؟
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|