الجهاد الإسلامي المنهج
حركة الجهاد الإسلامي لم يرد لها مفكرها أن تكون مجرد رقما إلى جوار الأرقام الأخرى على الساحة الفلسطينية ، وهو الذي آمن بأن هذا المشروع هو طفرة في الوعي الإسلامي الذي عانى من إشكالاته الخاصة على مستوى الوعي ، لقد كان الدكتور جزءا من حركة الإخوان المسلمين التي لم ير فيها أكثر من اجتهاد تقليدي لن يكون له أي مستقبل بعيد عن فلسطين ، وكأنه أراد أن يقول للاجتهادات الإسلامية الأخرى أن العالمية الإسلامية الجديدة لن تأتي إلا من خلال إدراك أهمية فلسطين في هذا الصراع الكوني الذي ستصبح فيه القدس مركزا للصراع الكوني ، لمشروعين نقيضين ، القدس في الوعي الصهيوني هو الذي يمنح دولة إسرائيل مشروعية لوجودها ، وفي المقابل القدس هي من تمنحنا مشروعية لوجودنا ، الصراع من وجهة نظر الدكتور فتحي يحدد أهمية القوى الأخرى العربية والإسلامية والتحررية كقوى إسناد فاعلة للقضية المركزية ، ويعتبر أن جدلية الصراع تدفعنا للإرتباط مع القوى الأخرى على قاعدة اقترابها أو بعدها من فلسطين ، وكأنه يريد أن يقول ببساطة انظروا إلى مركز الشر في العالم " إسرائيل" ،إن القوى الغربية جميعا تجعلها في مركز الصراع ، وهي قوى إسناد داعمة لها على كل المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية ، إن فلسطين ضمن تصور منهج الجهاد لا تصلح لأن تصبح جزءا من أجندات أخرى أو ورقة ضغط بيد هذه القوة أو تلك ،لا يمكن أن تصبح المعادلة معكوسة لأن هذا مخالف للمنهج وحرف للصراع سيؤخر العالمية الإسلامية الثانية إلى أجل غير مسمى .ولأن المفكر فتحي الشقاقي كان يؤمن بأن فلسطين هي ساحة الفعل لكل الإسلاميين ، فهو الذي أعاد إنتاج نماذج تاريخية شبيهة ، أبرزه انموذج عز الدين القسام الذي زاوج بين الإسلام والبندقية على قاعدة الواجب فوق الإمكان ، وعلى أرضية القرآن الذي تناول جزءا من هذا الصراع عبر سورة الإسراء ،وكأن اكتمال الدين لا يتم إلا بالربط الجغرافي لمكة بالقدس عروجا إلى السماء من هذه الجغرافيا بالذات .
حركة الجهاد في بداياتها لم تكن مجرد رقم ، بل تحولت إلى ظاهرة التف حولها الكثير من المفكرين الذين فتحوا باب الاجتهاد السياسي على مصراعية أمام جيل إسلامي دوختهم فيه الاجتهادات الإسلامية الأخرى التي اقتربت من كل شيئ عدا فلسطين ، جيل كان مغرما بالأسئلة والأدب والشعر والفقه والسيرة ، جيل أصر على إلقاء حجر في البركة الراكدة لتوالد الزلازل فيما بعد .
منهج الجهاد ببساطة كان قريبا من وعي الشباب المتعطشين للعمل العسكري انطلاقا من فلسطين وبالتالي أعتقد أنه من الإنصاف عدم إغفال الدور الذي قامت به للتهيئة للأحداث التاريخية المقبلة التي ستعرف عالميا بالإنتفاضة .
اغتالت إسرائيل الدكتور فتحي لأنه مثل خطرا وجوديا عليها ولأنه وضع المشروع الإسرائيلي في الزاوية ، ولأن طرح القضية الفلسطينية كقضية مركزية تعني توجيه كل طاقات الأمة باتجاه واحد ، هو القدس
جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
|