عرض مشاركة واحدة
قديم 24/04/2008   #1
شب و شيخ الشباب Abu ToNi
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Abu ToNi
Abu ToNi is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
العمى ليه هيك ؟
مشاركات:
5,248

افتراضي ابتعد عني وعد إلى ملكوتك


لست بحاجة لأن اكون شاعر متمرس في بحور الشعر وقوانينه
فانا انسان يكتب قصة رحلته التي لا تخضع لقوانين مادية

ابتعد عني وعد إلى ملكوتك

استمريت في حبك قرابة العشرين عام
احارب عقلي في سبيل حبك الإلهي
اقتنعت بأنك تبادلني الحب
فانت الذي خلقني
علمت انك رب الأرباب
إله الألهة
خالق السموات والأرض
بك كان كل شيء ومن تصدر كل فضيلة
كنت آخر من افكر به قبل نومي
وأول من أستقبل معه نهاري
تعلمت في صغري ان ازورك في بيتك
حاملا قلبي الصغير الممتلىء بنعمتك
عهدتك أبا محبا في صغري
عهدتك روحا حيا في قريبي
عهدتك رقما لا يخضع للمعادلات
رقما واضعا للقوانين والاعتبارات
قافزا فوق المعايير والتناقضات
رقما لا يمتلك قيمة معينة

كنت حيا في قلبي ومحاربا لعقلي
التمست السلام عندما رسمت لك رسما لوجودك
دعي بقمة الايجابية
دعيتك باللانهاية الموجبة

سيّر عقلي في تصور الكون
على انه لوح تتصارع القوى الخيّرة مع مقابلاتها الشريرة
في معادلة لا حل لها عندما تجمع النهايات العظمة السالبة ومقابلتها الموجبة


أحببتك في صغري وكتبت اسمك على صدري
مجّدتك في شبابي وخضعت لقوانينك واحكامك
لكنك لم تكن جديرا بالحب والولاء

عندما وقفت امام مفترق الطريق
التفت إليك كعادتي لاخاطبك
فرأيتك هاربا من جانبي تاركا قاربي وحيدا يتخبط في بحر الحياة

رايت الروح العظيمة تتداعى في خلودها
وقلبي يتمزق محاولا طرح فضلات حبك من احشائي
مصدر الحب ومولده بات رمزا للقتل والمصائب

يا ايتها الروح العمياء اتقتلين من دون سبب
ايشبعك منظر الدماء المتدفقة ؟!

تتوالى المصائب على قومي وعلى أرضي وعلى شعبي
ولا تحرك ساكنا وكأنك مستمتع بمنظر الدمار !!!

صورة الحب المزينة بالورود الحمراء
رايتها على حقيقتها
عرفت بأنها ورود بيضاء قد ارتوت من نهر دماء ضحاياك

كنت حينها فتيا يافعا
استسلمت للواقع الذي فرض علي
الواقع البغيض الذي يقول انني محدود القوى
فأنا رقم حيادي لا يستطيع التاثير بشيء
رقم معروف القدرات والأبعاد
تستطيع بعظمتك ابتلاعه بقوتك
فأنت اللانهاية
اما انا فرقم ينتمي إلى سلسلة انت بدايتها وأنت نهايتها
على اي ارض مشيت
وتحت اي سماء استلقيت
سأكون خاضعا لحكمك
ساكون نقطة في لوحتك العظيمة
لوحة بدأت الأساطير برسمها
وأنا مجبر ان أعاني من تأثيرها
أوقعت بحياتي المصائب المتتلاية
اغتصبت حق اقربائي بالحياة
من دون اي دافع سوى القتل الأعمى

لكن الحب الذي كنت أكنّه لك
الحب نفسه الذي جعلك سيدا علي
مسيرا لحياتي بطريق رسمته روحك المبجلة
جعلني أتخطاك
بالرغم من كونك واضع قوانين القضاء والقدر
وبالرغم من كوني رحّال في لعبتك
ساقف اليوم في وجهك
ساتخطاك
سافتح صفحة حياة جديدة
صفحة انا هو الإله فيها
صفحة حية
صفحة عادلة وواقعية
صفحة لمجموعة من الأرقام الملموسة
لن تكون في هذه الصفحة اي من الأساطير والمعتقدات
ستصبح بكامل عظمتك خرافة
أتجاهلها بدون أي ندم أو استياء
فلا تحاول العودة إلى كتابي من جديد

الطفل الذي عهدته خاضعاً ذليلاً لك ولحكمك
الغير متواقت والغير متوافق مع المنطق
استطاع اليوم ان يقف في وجهك
انت ومجموعة ملائكتك الخرافية المسدسة الأجنحة والمثمنة الأعين
صارخا في وجهك القذر بعد ان سقطت مجموعة الأقنعة عنه

ابعتد عني وعد إلى ملكوتك

رايحة تزور
كوخ مسحور
 
 
Page generated in 0.06160 seconds with 10 queries