لست بحاجة لأن اكون شاعر متمرس في بحور الشعر وقوانينه
فانا انسان يكتب قصة رحلته التي لا تخضع لقوانين مادية
ابتعد عني وعد إلى ملكوتك
استمريت في حبك قرابة العشرين عام
احارب عقلي في سبيل حبك الإلهي
اقتنعت بأنك تبادلني الحب
فانت الذي خلقني
علمت انك رب الأرباب
إله الألهة
خالق السموات والأرض
بك كان كل شيء ومن تصدر كل فضيلة
كنت آخر من افكر به قبل نومي
وأول من أستقبل معه نهاري
تعلمت في صغري ان ازورك في بيتك
حاملا قلبي الصغير الممتلىء بنعمتك
عهدتك أبا محبا في صغري
عهدتك روحا حيا في قريبي
عهدتك رقما لا يخضع للمعادلات
رقما واضعا للقوانين والاعتبارات
قافزا فوق المعايير والتناقضات
رقما لا يمتلك قيمة معينة
كنت حيا في قلبي ومحاربا لعقلي
التمست السلام عندما رسمت لك رسما لوجودك
دعي بقمة الايجابية
دعيتك باللانهاية الموجبة
سيّر عقلي في تصور الكون
على انه لوح تتصارع القوى الخيّرة مع مقابلاتها الشريرة
في معادلة لا حل لها عندما تجمع النهايات العظمة السالبة ومقابلتها الموجبة
أحببتك في صغري وكتبت اسمك على صدري
مجّدتك في شبابي وخضعت لقوانينك واحكامك
لكنك لم تكن جديرا بالحب والولاء
عندما وقفت امام مفترق الطريق
التفت إليك كعادتي لاخاطبك
فرأيتك هاربا من جانبي تاركا قاربي وحيدا يتخبط في بحر الحياة
رايت الروح العظيمة تتداعى في خلودها
وقلبي يتمزق محاولا طرح فضلات حبك من احشائي
مصدر الحب ومولده بات رمزا للقتل والمصائب
يا ايتها الروح العمياء اتقتلين من دون سبب
ايشبعك منظر الدماء المتدفقة ؟!
تتوالى المصائب على قومي وعلى أرضي وعلى شعبي
ولا تحرك ساكنا وكأنك مستمتع بمنظر الدمار !!!
صورة الحب المزينة بالورود الحمراء
رايتها على حقيقتها
عرفت بأنها ورود بيضاء قد ارتوت من نهر دماء ضحاياك
كنت حينها فتيا يافعا
استسلمت للواقع الذي فرض علي
الواقع البغيض الذي يقول انني محدود القوى
فأنا رقم حيادي لا يستطيع التاثير بشيء
رقم معروف القدرات والأبعاد
تستطيع بعظمتك ابتلاعه بقوتك
فأنت اللانهاية
اما انا فرقم ينتمي إلى سلسلة انت بدايتها وأنت نهايتها
على اي ارض مشيت
وتحت اي سماء استلقيت
سأكون خاضعا لحكمك
ساكون نقطة في لوحتك العظيمة
لوحة بدأت الأساطير برسمها
وأنا مجبر ان أعاني من تأثيرها
أوقعت بحياتي المصائب المتتلاية
اغتصبت حق اقربائي بالحياة
من دون اي دافع سوى القتل الأعمى
لكن الحب الذي كنت أكنّه لك
الحب نفسه الذي جعلك سيدا علي
مسيرا لحياتي بطريق رسمته روحك المبجلة
جعلني أتخطاك
بالرغم من كونك واضع قوانين القضاء والقدر
وبالرغم من كوني رحّال في لعبتك
ساقف اليوم في وجهك
ساتخطاك
سافتح صفحة حياة جديدة
صفحة انا هو الإله فيها
صفحة حية
صفحة عادلة وواقعية
صفحة لمجموعة من الأرقام الملموسة
لن تكون في هذه الصفحة اي من الأساطير والمعتقدات
ستصبح بكامل عظمتك خرافة
أتجاهلها بدون أي ندم أو استياء
فلا تحاول العودة إلى كتابي من جديد
الطفل الذي عهدته خاضعاً ذليلاً لك ولحكمك
الغير متواقت والغير متوافق مع المنطق
استطاع اليوم ان يقف في وجهك
انت ومجموعة ملائكتك الخرافية المسدسة الأجنحة والمثمنة الأعين
صارخا في وجهك القذر بعد ان سقطت مجموعة الأقنعة عنه
ابعتد عني وعد إلى ملكوتك