الموضوع: زعماء الاسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 19/04/2008   #10
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


ولما قرب منها وبلغه سقوطها قصد موقع بلونه لمتانته ولكونه ملتقى الطرق العسكرية الموصلة بين سوال الطونة وغيرها من البلاد إلى مضايق جبال البلقان وعسكر فيه واهتم في تشييد الاسحتكامات لصد هجمات الروس الذين هاجموه فيها دفعتين الأولى في20 يوليو تحت قيادة الجنرال شيلدر SCHILDER والثانية في30 منه تحت قيادة الجنرال كروندنر فارتدوا خائبين.

وكانت قوّتهم في الهجوم الثاني تزيد عن ثلاثين أورطة بيادة وقدرها من السوارى ومدافع الطوبجية تزيد عن مائتي مدفع وبعد رجوع الروس من أمام بلونه مقهورين وصلت الإمدادات إلى العثمانيين فتمكنوا بها من الاستعداد لحركة التعرض والهجوم وانقسم الجيش إلى ثلاثة أقسام الأوّل انضم إلى فرقة الغازي عثمان باشا وبقي في مواقع بلونه للدفاع عنها وتقدم بالثاني السردار محمد علي باشا لمحاربة الجيش الروسي الذي تحت قيادة البرنس الكسندر ولي عهد القيصر والثالث انضم إلى جيش سليمان باشا الذي دعى من حدود الجبل الأسود بجيشه لاستخلاص مواقع شبقه من يد الروسيين فتقابل مع الجنرال غوركو وانتصر عليه انتصاراً عظيماً باسكي زغرة.


ولما انهزم غوركو إلى البلقان تعقبه سليمان باشا وسعى في الاستيلا على مضيق شبقه وبينما كان جيش محمد علي باشا منصوراً في واقعة صارى نصوحلر التي اشترك فيها الجيش المصري تحت قيادة الأمير حسن باشا قسم الغراندوق نيقولا قواه إلى فرقتين وجه إحداهما لمقابلة جيش محمد علي باشا وجعل الأخرى مدداً له عند اللزوم أو إلى ردّ عثمان باشا الذي كان يهدّد الخطوط الروسية بالانتصارات التي حازها محمد علي باشا وسليمان باشا وعثمان باشا وقرب اجتماعهم معاً للإحاطة بأجنحة بعض الفرق الروسية أصبح شأن الجيش الروسي حرجاً للغاية.


وعند ذلك تقدّم أمير رومانيا بجيشه البالغ عدده مائة ألف مقاتل لمساعدة الروسيا واجتاز به نهر الطونة وصادف حضور قيصر الروس بنفسه لميدان القتال لتشجيع جيشه مع بعض الامتدادات فتقوّت الروس بذلك وانتصروا في بعض المواقع على الجيوش العثمانية وكان الجنرال زمرمان عبر بفرقته نهر الطونة من حوالي ايساقجي ودخل أراضي دوبريجه وقصد بازارجق حيث القوّة المصرية بعد عدة وقائع تقهقر راشد حسني باشا ومات في تلك الواقعة اللواء زكريا باشا المصري وعادت الجيوش إلى وارنه اتباعاً للأوامر التي أصدرها الأمير حسن باشا بعد عودته بالجيش المصري من واقعة صارى نصوحلر التي انصتر فيها محمد علي باشا على جيش الروس كما سبق.


ثم اقتدت الروس بنصائح المارشال مولتك الألماني حيث قال إن حصار القلاع القوي أفضل من الهجوم عليها لأن بالحصار يسهل الاستيلاء والانتصار سيما وأن أركان حرب الجيش الألماني هم الذين رسموا معظم خطوط السير للجيش الروسي وشجعوه على مقاتلة العثمانيين وهم الذين نصحوه على عبور نهر الطونة بكل ما يمكن من السرعة وغير ذلك من المساعدات الأدبية التي قامت بها ألمانيا للروسيا في هذه الحرب فصمموا على محاصرة بلونه من كل جانب وأناطوا أمر هذه الحركة بالجنرال طوطلبن TOTLEBEN فرتب حولهاالعدد الكافي من الجيوش وشيد ثلاثة خطوط من الاستحكامات كل خط بعد الآخر لتمكين الحصار.


ولما تم هذا العمل 24 أكتوبر سنة 1877 م صار وصول المدد إلى عثمان باشا من رابع المستحيلات ولبث مدافعاً عن مركزه حتى نفد كل ما ادّخره من الأقوات وعند ذلك عزم على الخروج بجيشه وخرق صفوف الأعداء فإن فازوا وكان ذلك غاية المراد وإن ماتوا ماتوا مدافعين عن شرف الدولة شهداء مؤدين للواجب عليهم كما تفرضه الواجبات نحو الدولة والدين.


ثم استعدّت الجنود 5 ذي الحجة سنة 1294هـ-10 دسمبر سنة 1877 م وأخلت المواقع العسكرية وخرجوا مرة واحدة مستميتين واستمروا في سيرهم يقصدون الاستحكامات التي أقامهاالروس ولا يبالون بالمقذوفاا المتساقطة عليهم وكانوا قبل خروجهم بأربعة أيام لا يتناولون من الغذاء غير القليل من الدقيق الذي بقي في بعض المخازن ومع ذلك فإنهم اقتحموا الخط الأوّل والثاني وكادوا يستولون على الخط الثالث لولا أن أصيب قائدهم البطل الشهير الغازي عثمان باشا برصاصة في فخذه ولما سقط هذا الشجاع الأرض ظنت عساكره أنه استشهد واستولى الرعب والفضل عليهم وأراد بعضهم الرجوع إلى المدينة التي كان احتلها الروس بعد خروجهم منها ولما رأوا أنفسهم بين نارين رأى قوّادهم أن الصواب التسليم فرفعوا علامته وتوقف الروس عن إطلاق النيران.


ثم ذهب اللواء توفيق باشا رئيس أركان حرب الجيش العثماني وهو الذي بمهارته شيد القلاع والحصون حول بلونه وطلب مقابلة القائد الروسي العام وهو الجنرال جانتسكي ثم ذهب الجنرال استروكوف مع توفيق باشا قابلاً عثمان باشا في المكان الذي وضعوه فيه بعد جرحه وطلب الجنرال من عثمان باشا أن يأمر أوّلاً جنوده بإلقاء السلاح ثم تكون المكالمة فيما بعد لأن ذلك الجنرال لم يكن لديه تعليمات من القائد العام الروسي وهو الغران دوق نيقولا أخي القيصر ولما قبل عثمان باشا طلب الجنرال المذكور عاد وأخبر جانتسكي بما تم فأتى بنفسه إلى مقر عثمان باشا.


وبعد أن حياه وهنأه على أعماله الحربية التي تشهد له ولجنوده بالبسالة وعلوّ المنزلة طلب منه فأصدر أوامره إلى الجيش العثماني بإلقاء السلاح وبعدها سلم سيفه ثم أركبوه في عربة وذهبوا به إلى بلونه وفي أثناء مسيره قابله الغران دوق نيقولا ومعه أمير رومانيا وسلما عليه باحترام وفي اليوم التالي صباحاً ذهب عثمان باشا مع طبيبه الخاص إلى حيث ينزل القيصر ولما دخل عليه قام له إجلالاً وبس في وجهه وأظهر إعجابه من مدافعته عن بلاده وإقدامه وردّ إليه سيفه وأمره بأن يحمله علامة الاحترام والتجلة ثم أرسلوه إلى مدينة كركوف يقيم بها إلى انتهاء الحرب.


ولقد كانت الجيوش التي مع عثمان باشا الغازي في بلونه لا تزيد عن 50,000 معهم 77 مدفعاً أما الجيش الروسي المحاصر فكان يزيد عن 150,000 معه 600 مدفع ومن ذلك يظهر الفرق بين شجاعة المتحاربين ومما يؤثر عن الجنود العثمانية أنهم لم يسلموا أعلامهم قط بل إنهم قبل خروجهم للمرة الأخيرة دفنوا بعضها في صناديق من الحديد تحت الأرض وأحرقوا الباقي يوم التسليم وكانت الدولة لما رأت تفاقهم الخطوب وازدياد الشرور وإثارة الروس للطوائف المسيحية القاطنة بولايتها وخصوصاً لما سقطت مدينة بلونه أرادت طلب الصلح من الروسيا إلا أن السير لايارد LAYARD سفير انكلتره بالآستانة وعدها بتداخل الدولة الإنكليزية تداخلاً عسكرياً ولولا هذه المواعيد العرقوبية لكانت الدولة فازت بمصالحة أخف ضرراً من التي حصلت فيما بعد كما ستراه.



الأعمال الحربية بالأناضول والهدنة ومعاهدة سان استيفانوس :


هذا ملخص الحركات الحربية التي تمت بأوروبا قبل أن يجتاز الروس البلقان أما في آسيا فكان النصر في أوّل الأمر حليف العثمانيين وكان الجنرال مليكوف ذهب يقصد مدينة قارص وأخذ الجنرال در هوجاسوف DERHOUGASSOF يهدّد مدينة بايزيد وسار غيرهما من قوّاد الروس للاستيلاء على أردهان وباطوم ثم تمكن الجنرال مليكوف من الاستيلاء على مدينة أردهان عنوة 17 مايو سنة 1877م وحاصر قارص وأخذ يهدّد ارضروم.


وبعد أن استولى الجنرال هوجاسوف على مدينة بايزيد 20 إبريل سنة 1877م وانتصر على العثمانيين بجهة دار طاغ 10 يونيه سنة 1877م تقدّم جيش الغازي مختار باشا واحتل مرتفعات زوين وكان يتركب من 59 طابوراً من المشاة و 4000 من الوساري و مدفعاً بينما كان القائد إسمعيل حقي باشا يقود قوّة عظيمة من الأكراد يهدد بها قوّة الجنرال هوجاسوف وبذلك تمكن العثمانيون من قهر مليكوف وهوجاسوف وانتصر جيش مختار باشا انتصاراً عظيماً 26 يونيه سنة 1877م حتى سحق الحيش الروسي بجهات زوين ولهذا اضطر مليكوف أن يرفع الحصار عن قارس ويرجع القهقري نحو الكسندر فولى وتبعته العساكر العثمانية.


أما الجنرال هوجاسوف فقد تمكن من القهقري بحالة انتظام وأخذ الاحتراس التام من أن يقع في يد العثمانيين وتوجه نحو دار جدير ثم ذهب اسمعيل باشا لقتال هوجاسوف بجيش مؤلف من 40 طابوراً و 55 مدفعاً بينما كان مختار باشا يستعد للإجهاز على قوّة الجنرال مليكوف وبعد بذلك انتصر العثمانيون انتصارات مهمة على الجيش الروسي الذي طردوه تماماً من الأراضي العثمانية وأشهر هذه الوقائع هي وقائع كركانه واني وإيانيه واياك تبه سي وأوليار وقزل تبه وأشهرها جميعاً واقعة كدكلر التي أرسلت بسببها الحضرة السلطانية فرمان تشكر إلى مختار باشا ولقبته بلقب غازي.


وبعد ذلك اقتصر الروس على إجراء المظاهرات والمناوشات الخفيفة مبتعدين ما أمكن عن الاشتباك مع الجيوش العثمانية وسبب ذلك أن قوّتهم العسكرية نقصت جداً بما حصل لهم من الهزائم ونفذت تقريباً ذخائرهم الحربية وأرسل الغران دوق ميخائيل حاكم بلاد القوقاز العام يطلب الإمداد والذخائر ولما أتى المدد وتقوت الجيوش الروسية في أواخر سبتمبر 1877 سنة سار الجنرال مليكوف في طريق الهجوم ثم تقدم نحو مختار باشا المعسكر في قزل تبه وتلاقى معه في جهة الآجه طاغ ودام القتال بينهما أياماً ثم تقهقهر العثمانيون بعد خسائر عظيمة ولذلك اضطر مختار باشا أن يلتجىء إلى ارضروم فتمكن الروس من محاصرة قارص محاصرة شديدة ومنعوا عنها المواصلات الخارجية تماماً حتى استولوا عليها عنوة 18 نوفمبر سنة 1877 وأسروا منها 17000جندي واستولوا على مدافعها وكانت 300 .


وأراد مختار باشا بعد ذلك أن يوقف سير خصمه فلم يتمكن ولذلك ذهب إلى مدينة ارضروم وأخذ في جمع العساكر المتشتتة وإقامة الحصون والمعاقل حول تلك المدينة وقد نجح في ذلك بكل سرعة ولهذا أجمعت الجرائد العسكرية على مدح هذا القائد العظيم وبقي في هذه المدينة يصد هجمات الروس إلى أن انتهى الحرب واعلم أنه لما انتشر خبر سقوط بلونه وقارص وتقهقرت العساكر العثمانية أمام أعدائها أعلن أمير الصرب المدعو ميلان الحرب على الدولة 14 دسمبر سنة 1877م .


وذلك بعد أن اتفق مع الروسيا وأوعزت له بذلك لتكون حجته في المستقبل أقوى لنوال ما يطمح إليه بإبصاره متى تقررت شروط الصلح أما الدولة العثمانية العديمة النصير فلم تستغرب من خيانة هذا الأمير وكفر الصربيين بنعمتها لأنها كانت تنتظر ذلك من وقت إلى آخر وأرسل الباب العالي منشوراً إلى الصربيين يعلن فيه بعزل أميرهم ميلان وينصحهم في عدم التغرير بأنفسهم وكانت عساكر الجبل الأسود تخطت حدودها أيضاً وشنت الغارة على الأراضي العثمانية لأن الدولة لاحتياجها للجنود كانت استرجعت معظم القوة العسكرية الضاربة في تلك الأكناف كما ذكر.


فيتضح من ذلك أن الدولة العثمانية في هذه الحرب المشؤمة لم تكن تحارب الروس فقط بل كانت تنازل الروس وأفلاق وبغدان والصرب والجبل الأسود وجميع المسيحيين رعاياها تقريباً ولما أقبل فصل الشتاء بزمهريره كانت الدوائر العسكرية تظن أن ذلك يعطل الحركات الحربية ويجعل للدولة العثمانية الوقت الكافي لتجنيد قوة جديدة تنازل بها الأعداء إلا أن هذه الظنون لم تتحقق لأن الروس عقب انتصاراتهم السريعة ساقوا جيوشهم نحو البلقان ورأى الجنرال طوطلبن أن من الصواب الاستيلاء على ودين وروسجق وشمله قبل الذهاب إلى البلقان فأحيل عليه فتح هذه المدن وتقدم الجنرال غوركو يريد اختراق البلقان مهما كلفه ذلك من الرجال والأموال وسار هذا الجنرال في وسط الشتاء والثلوج حتى تلاقى مع شاكر باشا وبعد أن نازله وهزم جيشه استولى على صوفيه 4 يناير سنة 1877 وسلمت أيضاً العساكر العثمانية التي كانت تحمي شسبقه 9 يناير .


ثم زحف الجنرال غوركو فتلاقى مع جيش سليمان باشا وبعد أن استمر الحرب بينهما ثلاثة أيام أظهر فيها العثمانيون شجاعة تخلد لهم ذكراً في التاريخ بالقرب من مدينة فلبه تقهقروا مهزومين إلى جبال ردوب 19 يناير وفي يوم 20 منه احتلت مقدمة الجنرال اسكبيليف SKOBELEFF مدينة أدرنه وكانت القيادة العامة على عساكر البلقان لرؤف باشا ناظر الحربية ثم تقدم الروس حتى أضحوا على أبواب الآستانة بينهم وبينها مسافة 50كيلومتراً.

ولما رأت الدولة سوء حالتها طلبت عقد هدنة للمكالمة في شروط الصلح وأرسلت من طرفها نامق باشا وسرور باشا للمخابرة مع الغراندوق نيقولا في هذا الخصوص وأرسلت معهما مأمورين عسكريين وبعد أن تقابل هؤلاء المندوبون مع الغراندوق في بلدة قزانلق وعرضوا عليه مأموريتهم أخذهم معه إلى ادرنه لحين مجيء جواب القيصر على ذلك ثم صار التوقيع على اتفاقيتين إحداهما بين الغراندوق وسرور باشا ونامق باشا مفادهما استقلال البلغار استقلالاً إدارياً واستقلال رومانيا والجبل الأسود استقلالاً سياسياً مع تعديل حدودهما وتقرير غرامة حربية للروسيا تدفع نقداً أو يستعاض عنها ببعض البلاد والأخرى بين المندوبين العسكريين العثمانيين والروسيين ببيان شروط المهادنة وعلى ذلك توقفت الحركات العدوانية 31 يناير سنة 1878

آخر تعديل BL@CK يوم 30/04/2008 في 18:35.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08288 seconds with 10 queries