[وشم الجمال]

محمد ياسر الأيوبي
لا تقتلوا ولدي لا تحرقوا كبدي لا تذبحوا الطفل كالعصفور فوق يدي
لا تطلقوا النار إني لا سلاح معي هذا أنا فاقتلوني وارحموا ولدي
وانصبّت النار في قلب الصبيّ فلم يكمّل الآه واسترخى إلى الأبد
ينهدّ كالطائر المذبوح منتفضاً يسقي الثرى من دمٍ غضِّ النجيع ندي
وأسلم الروح في أحضان والده يا هجرة الروح من أرجوحة الجسد
بنيّ عفوك صوتي بحّ وانطفأت قواي لا همّتي تجدي ولا جَلَدي
لم يرحموني فشاؤوا أن نموت معاً فخيّطوا جسدي بالنار عن عَمَد
وفجَّروا من أتى كالسهم يسعفنا وقطّعوا سبل الإنقاذ والمدد
إلى السماء رفعتُ الطرف ملتجئا ًفلا ملاذ سوى بالخالق الصمد
محمد نم قرير العين يا ولدي فلن تكون وحيداً دونما سند
وَيْلُمّكَ الآن حين النعي يبلغها تنهّد فوق بقايا فلذة الكبد
وإخوة ورفاق أنت درّتهم هبّوا كطيرٍ أبابيل يداً بيد
موت البراءة والأطفال حوّلهم من الحمائم أسراباً إلى أُسُد
كتابهم بات أحجاراً مقدسة أما النجاح فموت في سبيل غد
رفاقك الشهداء اليوم قد هتفوا يستقبلونك عند الله في رغد
أطفال لبنان في قانا وإخوتهم أطفال صبرا وشاتيلا على وعد
براعمٌ من شباب العرب أزهقها رصاص حقد الصهاينة الجُدُد
نبِّئْهمُ أن أشبال انتفاضَتِنا ماضون في الثورة الكبرى بلا مدد
يقاتلون فإما النصر موعدهم أو الشهادة عند الواحد الأحد
وأنّ كل شعوب العُرْب ثائرة كالسيل من بلدٍ يربو الى بلد
السلْم فرّقنا والظلم وحّدنا فلم نعد كغثاء السيل والزبد
وقادة العرب قد نادوا لمؤتمر لنصرة المسجد المحزون منعقد
فلا الأذان تعالَى في مآذنه ولا منابره تدعو لمعتقد
ولا المصلُّون في باحاته احتشدوا حتى الإمام إلى المحراب لم يَعُد
جنود خيبرَ بالرشاش تمنعهم وبالسلاح وبالأسلاك والزرد
ليطمسوا سيرة الإسراء ويحهمُ ويمسحوا حكمة المعراج بالفند
كأنما القدس لم يعبر بها عُمَرٌ ولم يصنها صلاح الدين في الكبد
يا قاتلي أنبياء الله موعدكم مدوّن في كتاب الله لم يحدِ
كنتم وتبقون أعداء السلام على مرّ الزمان وأهل البغي والعُقَد
لسوف يسترجع التاريخ دورته ويثأر الحق من طاغوته الأبدي