أوجينى
القرن التاسع عشر
العام التاسع والستون
وأيادى الشركس تقرع ابوابا قد عنكب فيها الحزن
- باسم خديوى مصر
يتقدم كل رعاياه بغلال الارض
لضيوف افندينا فى حفل التدشين
وتساءل فلاح مأفون
مالتدشين ؟ .. ماذا يعنى التدشين ؟!
وانهال السوط على كتفيه يئن
******
- أوجينى .. وملوك الافرنج
سيزورون جناب الوالى
الليله يحمل ما تحويه الدور الى قصر الحاكم
ومضى ..
والناس على صمت واجم
من عشر سنين
والناس على هذا الصمت الواجم
فالمارد من عشر سنين
لم يترك فى الدور السود بصيص رجال
يتم أطفال الاطفال
زرع الحزن عليهم موالا يتلاحم فى موال
عشر سنين
والناس قوافل تمضى نحو الحفر
تحمل فؤوسها كى تتعانق أذرعة البحر
عشر سنين
لم يرجع غير من اخضر له عمر بعد العمر
عاد ليحكى .. لا تستره الا أسمال
عاد ليبصق خيطا أحمر يتمشى فى كل سعال
والقريه تنفض مآتمها لتقام مآتم أخرى
والارض العانس ظلت .. بكرا
والجوع يعشش فوق الحزن على الاعصاب
عشر سنين
والقرية تنتظر الرحمه
وقلوب النسوه تمشى فوق زجاج مكسور
وحياة القريه يجرعها طنبور
يلقيها لغدير الظلمه
عشر سنين
عشر سنين
أوجينى تشهد جيف سنين عشر
أوجينى تمشى فوق القبر
أوجينى!.. من أوجينى ؟!
وتزاحم قوم حول فقيه القريه
- من أوجينى ياسيدنا ؟!
فتحمحم .. ثم أجاب :
- أوجينى فخر الكاثوليك
قوم الاسكندر ذى القرنين عليه سلام الله
أوجينى فخر النصرانيه
أوصانا بالنصرانيين رسول الله
ويرد الناس :
- صلى الله عليه وسلم !
- صلى الله عليه وسلم !
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|