[yass]

أكد متابعون أن اللواء آصف شوكت ظهر يوم أمس في احتفال تخريج دفعة جديدة لضباط كلية القيادة والأركان . وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها شوكت في مناسبة من هذا النوع منذ أن تقلد منصب رئيس شعبة المخابرات العسكرية في شباط / فبراير 2005 . وبطبيعة الحال إنها المرة الأولى التي يظهر فيها منذ أن سرت شائعات ومعلومات متضاربة بشأن وضعه . وقال هؤلاء لـ " الحقيقة " ، التي لم تتمكن من مشاهدة حفل التخرج كما بثه التلفزيون السوري ، " إن شوكت كان في الصف الأول من ضباط هيئة الأركان ، إلا أن قلة من المشاهدين استطاعوا تمييزه بسبب ارتدائه لباس المراسم العسكرية ، وهو ما تقتضيه مناسبات من هذه النوع ، وبسبب اعتيادهم عل رؤية صورته باللباس المدني " . وقال مصدر في وزارة الإعلام السورية لمراسل " الحقيقة " في دمشق " إن توجيهات أعطيت لطاقم التلفزيون السوري والإدارة السياسية في الجيش ، المسؤولة عن بث كل ما يتعلق بأمور الجيش ، بتركيز الكاميرا أكثر من مرة على شوكت " . ولفت المصدر إلى أن السلطة " حرصت على ظهوره في هذا الاحتفال ردا على الشائعات والأخبار التي أحاطت بوضعه مؤخرا ، لاسيما وأن عددا كبيرا من الضباط العرب والأجانب ، فضلا عن الملحقين العسكريين المعتمدين في العاصمة السورية، حضروا المناسبة " . وليس من المألوف في تاريخ تخريج الدورات العسكرية في سوريا ، من أي كلية كانت ، لاسيما منها ما يغطى إعلاميا ، حضور رئيس شعبة المخابرات العسكرية أو رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى ( الجوية ، المخابرات العامة ، الأمن السياسي).


وكان نائب الرئيس السوري السابق ، المنشق عبد الحليم خدام ، قد زعم أن شوكت موضوع رهن الإقامة الجبرية . لكن مصادر نفت لـ " الحقيقة " هذا الأمر ، وأكدت أن الإجراءات التي اتخذت بحقه اقتصرت " على تكليف اللواء علي يونس بتسيير أمور الشعبة ، وهو ما يعني تجميد مهمة شوكت ، دون أن يعني عزله من وظيفته . وهو إجراء إداري معروف ومألوف في الجيش السوري " . لكن " الحقيقة" لم تستطع " التأكد التام " من صحة هذا الخبر من مصدر آخر ، كما أشارت في حينه .


بالمقابل ، أكدت مصادر عليمة أن ظهور شوكت في الحفل " لا يعني أن أموره طبيعية وعلى ما يرام . كما لا يعني أن تكون مهمته في رئاسة الشعبة لم تجمد . إذ بإمكانه حضور الحفل طالما أنه لم يعزل من وظيفته ، وطالما أنه لم يزل أحد ضباط الأركان العامة " . هذا ناهيك إذا وضعنا فرضية أخرى جانبا ، وهي " إرغامه " على حضور الحفل بهدف الرد على المعلومات المتداولة . ومن المعروف أن النظام السوري ، كأي نظام شمولي آخر كتيم وكتوم ، لا يرد على معلومات من هذا النوع بشكل شفاف وواضح ، وإنما من خلال " حركات إعلامية " شبيهة بما حصل يوم أمس.




الحقيقة