عرض مشاركة واحدة
قديم 27/07/2005   #22
شب و شيخ الشباب Danito
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Danito
Danito is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
The Bridge Tonowhere
مشاركات:
877

افتراضي


مرحبا يا شباب!

فعلا ً قضية مهمة كثير ، بالذات في مثل هذا الوقت، يمكن القول أن سوريا سورية مثل ما تفضل الأخ Silent storm، الشخصية العروبية و القومية العروبية طغت على سوريا بقرار سياسي خلال العقود الماضية و اخذت بعد وجداني عند الشعب السوري، في الحقيقة العلاقة مع يقية الدول "العربية" هي علاقة ذات عمق استراتيجي لا يجب التخلي عنها، و لكن يجب التعامل معها على أساس أكثر عقلاني و عملياتي بدلاً من تحويلها إلى قضية استثارة مشاعر و متاجرة بآمل الشعوب و أحلامها.. كيف ذلك؟

ما هي القومية و ما هي أسسها؟ هناك الكثير من النظريات و إن كان أكبر عامل يجمع الدول "العربية" هو اللغة ثم هناك عوامل حضارية و تاريخية و دينية و و...
نظرياً معظم أو ربما جميع هذه العوامل موجودة بين الدول العربية، و لكن واقعياً و مع الأخذ بالحسبان أهمية العلاقات "العربية" العربية" هناك عدد من الأمور يجب عدم أغفالها:
إن البلدان "العربية" تحتوى على قوميات أخرى و بكثرة..
إن اللغة العربية بحد ذاتها لا تعتبر مقوم كافي فمثلاً كل دول أميركا اللاتينية ما عدا البرازيل تتكلم الاسبانية فهل يجعلها ذلك دول إسبانية؟؟ حتى جزيرة مالطة و التي هي عضو في الاتحاد الأوروبي حالياً و كمجتمع هي أقرب ما تكون إلى المجتمع الإيطالي و لكن هل تعلموا أن اللغة المالطية هي أقرب ما تكون إلى اللغة العربية باللهجة التونسية مع العديد من المفردات الفرنسية و الإيطالية و هي تعتبر لغة سامية مع ذلك مالطة ليست عربية بأي شكل من الأشكال

إن الهوية العربية للدول "العربية" شئ لا يمكن إنكاره لكنه أحدى مقومات الهوية الخاصة لكل بلد بحد ذاته، أما الأمة العربية كفكر فقد تم إيجادها في بدايات القرن و برعاية إنكليزية إيام الشريف حسين، و الهدف منها كان الوقوف في وجه الدولة العثمانية

بالنسبة لسوريا، إن التركيز على القومية العربية و محاولة التماهي الذوبان في مفهوم العروبة و كورقة سياسية حزبية على حساب طمس الهوية السورية، كل ذلك على مدى عقود مديدة كان له أثر سلبي و أكبر مثال خيبات الأمل التي أصيب بها السوريين من مواقف الدول "العربية" في السنة الفائتة و ما حوته من أزمات.

إن القومية السورية لا تتعارض مع القومية العربية، لكن لا يجب الاستمرار في طمس القومية السورية على حساب المتاجرة بالقومية العربية التي لا توجد لها مقومات حقيقية، و لا يعني ذلك التقوقع على الذات بل يجب المحافظة على المكتسبات الموجودة في سوريا للتعامل مع مواطني الدول "العربية" الأخرى من مثل تسهيلات الدخول بدون تأشيرة ، و العلاقات التجارية.. و بما أنه تم الإشارة إلى الاتحاد الأوروبي فيجب الانتباه إلى أن هذا الاتحاد ألغى الحدود بين الدول الأعضاء إلى أنه لم يلغى الهوية القومية لكل بلد..

أما الأخ أمير المحبين فطرحك نظري بحت و يستند إلى المشاعر السالفة الذكر و التي تم شحنك بها عبر مسيرة حياتك و ليس إلى رؤية واضحة لمعنى القومية و أبعادها، فأنت مثلاً من حديثك تظهر كسوري ولد و عاش معظم حياته في السعودية.. مع ذلك فأنت "وافد" في أي لحظة يتم فيها إلغاء إقامة العمل لرب الأسرة سوف تكون إقامتك غير قانونية و يجب أن تغادر المملكة "العربية" السعودية.. أين العروبة إذا في كل ما يجري ؟؟ إنه شعور داخلنا و للأسف مصطنع و هو ما يفرغه من محتواه ..

أما الحديث عن دولة إسلامية على نمط الدولة العباسية أو حتى العثمانية؟؟ لكن الدولة الإسلامية هي حلم آخر في مخيلة الكثير من المسلمين .. الدولة لها مقومات و عندما تطرح طرح عريض بهذا الشكل و الذي يمكن نقاشه في مجلدات لا يعني أنه واقعي أو يمكن تطبيقه، فمثلاً نطام الحكم في السعودية و دول الخليج العربية الأخرى و أيران و و و "إسلامي" مع ذلك فإن ذلك لم يقرب، و لا حتى في مخيلة دعاة الدولة الإسلامية، قيام وحدة أو نواة دولة إسلامية بين هذه الدول و حتى التي العربية منها (في الخليج).. إن الدولة نظام حكم و أفراد و مؤسسات و دستور و و فيكيف تعتقد إنه من الممكن إقامة مثل هكذا دولة ؟ و هنا أقول لك و بما أنك "تصورت" أن موقف Silent Storm من محدودية رؤيته و عدم اطلاعه على أوضاع الدول الأخرى و لا على التاريخ الذي يطالب بأحياءه... إنطلاقاً من كل ذلك و على نفس نهج تحليلك فإني اعتقد بأن كل ما تعلمته في منظومة التعليم السعودية هو عن مدى عظمة الدين الإسلامي و أهميته و شموليته و و (و أنا هنا لا أنفي و لا أوافق على هذه الطروح) لكن هل خطر ببالك للحظة أن هناك اشخاص أو مجموعات أو ربما شعوب كاملة (و سأكتفي هنا بالإشارة إلى سوريا) لم تقبل هذا الدين على "عظمته و شمولته" كأساس ناظم لحياتها، فماذا تفعل بها؟؟ هل ستفرضه عليها بالقوة ؟؟ طبعاً ستقول لي الإسلام يحمي حقوق الآخرين ؟؟ أخبرني عن حقوق الديانات الأخرى مهما كانت في السعودية مثلاً؟؟؟ و إذا افترضنا إنه تم حل قضية غير المسلمين .. فعلى أي المذاهب أو الملل أو الطرق أو النحل ستمشي الدولة الإسلامية؟؟؟ و ما هو مصير البقية الباقية؟؟ لا تفهم طرحي على أنه انتقاد للإسلام أو انتقاص منه و لكن هو تساؤول مشروع و الأسئلة ليست تهكمية و لكنها اسئلة إشكالية لا أعرف إن كان عندك رد واقعي عليها..
أنا شخصياً لا أؤمن بالدولة ذات الصبغة الدينية و أؤمن بالعلمانية و الجمهورية حيث الجميع له صوت و حرية اعتقاد و تعبير و ليس تحكم أكثرية بأقلية و فرض معتقدات أو ممارسات بالقوة

و نعود للموضوع الأصلي و هو القومية العربية.. الخلاصة إحياء القومية السورية و عدم طمسها، إحياء التكامل العربي و الاتحاد العربي و الوحدة الاقتصادية العربية كممارسة فعلية و ليس كمسميات و عواطف ملتهبة يمكن أن تتحول في لحظة من منتهى الحب و التعاطف إلى مشاعر عداء و حقد جاهلي عند أفل نزاع حدودي أو خلاف سياسي أو حتى عندما تشتعل حرب صحفية بين دولتين، و الأمثلة كثيرـ كما يحدث بين الدول "العربية" حالياً

تحيا سوريا!

الحرية لسوريا و السوريين

I'm going to buy this place and start a fire
Stand here until I fill all your heart's desires
Because I'm going to buy this place and see it burn
Do back the things it did to you in return
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03918 seconds with 10 queries