وَ بَكَىَ بَعْضِي عَلَىَ بَعْضِي مَعِي
أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَى قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعِ
وَ نَدِيمٍ هِمْتُ فِي غُرَّتِهِ وَ شَرِبْتُ الرَّاحَ مِنْ رَاحَتِهِ
كُّلَّمَا اسْتَيْقَظَ مِنْ سَكْرَتِهِ جَذَبَ الزِّقَّ إِلَيْهِ وَ اتَّكَا
وَ سَقَانِي أَرْبَعًا فِي أَرْبَعِ
أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَى قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعِ
غُصْنُ بَانٍ مَالَ مِنْ حَيْثُ اسْتَوَى مَاتَ مَنْ يَحْيَاهُ مِنْ فَرْطِ الجَوَىَ
خَفِقَ الأَحْشَاءِ مَوْهُونَ القُوَى كُلَّمَا فَكَّرَ فِي البَيْنِ بَكَىَ
وَيْحَهُ يَبْكِي لِمَنْ لَمْ يَقَعِ
أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَى قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعِ
مَا لِعَيْنِي عَشِيَتْ بِالنَّظَرِ أَنْكَرَتْ بَعْدَكَ ضَوْءَ القَمَرِ
وَ إِذَا مَا شِئْتَ فَاسْمَعْ خَبَرِي عَشِيَتْ عَيْنَايَ مِنْ طُولِ البُكَا
وَ بَكَىَ بَعْضِي عَلَىَ بَعْضِي مَعِي
أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَى قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعِ
لَيْسَ لِي صَبْرٌ وَ لا لِي جَلَدٌ مَا لِقَوْمِي عَذَلُواْ وَ اجْتَهَدُواْ
أَنْكَرُواْ شَكْوَايَ مِمَّا أَجِدُ مِثْلَ حَالِي حَقُّهُ أَنْ تُشْتَكَىَ
كَمَدُ اليَأْسِ وَ ذُلُّ الطَمَعِ
أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَى قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْمَعِ
كَبِدٌ حَرَّ وَ دَمْعٌ يَكِفُ يَعْرِفُ الذَّنْبَ وَ لا يَعْتِرِفُ
أَيُّهَا المُعْرِضُ عَمَّا أَصِفُ قَدْ نَمَا حُبُّكَ عِنْدِي وَ زَكَا
لا تَقُلْ أَنِّي فِي حُبِّكَ مُدَّعِ