عارف كما عرفته ..
عندما أفكر في عارف لا يمكنني إلا أن أتذكر تجربته الفريدة في انتخابات مجلس الشعب بنهاية عام 1998 حيث أعلمني عن عزمه الاستفادة من تلك المناسبة لمخاطبة شرائح أوسع من المجتمع السوري عبر إصدار بيان انتخابي يعبر عن برنامجه السياسي والاقتصادي.
كانت خطة عارف خوض الحملة ثم الانسحاب في اليوم الأخير، إلا أن ما لمسه من تفاعل ومؤازرة من أهالي دمشق جعله أكثر إصرارا ورغبة في التحدي والاستمرار في هذه التجربة للنهاية. وكان فوزه شبه مؤكد مما جعل السلطات المشرفة على الانتخابات تتدخل في عملية فرز الأصوات للحيلولة دون وصوله إلى مجلس الشعب. وبالفعل نجحت مساعيها ولم يتبق له في نهاية الفرز إلا 34 ألف صوت.
في مناسبة أخرى جرت محاولة لاحتواء عارف فقُدِّم إليه عرض سخي بتعيينه مديراً عاماً لأي مؤسسة يختارها من مؤسسات القطاع العام الاقتصادية، وبعد أن شكر مقدم العرض طلب عوضاً عن ذلك إعادته إلى طلابه في كلية الاقتصاد والتي لم يكن يتجاوز راتبه الشهري فيها بتلك الفترة، 12 ألف ليرة سورية (250 دولارا أميركيا)، بينما كان بإمكانه جمع ثروات طائلة لو قبل العرض الأول. وبدل ان يعود إلى طلابه ذهب إلى السجن ليقضي عشر سنين في ظروف غير إنسانية.
رياض سيف