الموضوع: وليد معماري
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2008   #3
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي


الضرب بالخيزرانة انتبهوا ..!!

سأتحدث بعد قليل عن البطاطا الوطنية.. على أساس أن البطاطا هي من أهم المقاييس، وأبسطها التي تقاس على (ترموموترها) مقاييس عيش مواطننا الدرويش.. وقبل الخوض في هذا الموضوع الشائك والبسيط، آمل أنكم ستسمحون لي بتوضيح بعض المفاهيم الاقتصادية... فالعملة الوطنية، التي هي عملة ورقية في مجملها تساوي قيمة الورق المطبوعة عليه.. ومع ذلك يتداولها الناس كأوراق لها قيمة شرائية.. وأي مواطن يتعامل مع هذه العملة، يتعامل معها على أساس أن لها ما يعادلها من الذهب في البنوك المركزية..
وهذا ما هو متعارف عليه في جميع دول العالم.. ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية التي فكت ارتباطها ما بين الدولار والذهب.. وجعلت ضمان عملتها يتبع اقتصادها (المتين، جدّاً جدّاً).. في حين يكتشف العالم الآن أن بنيان اقتصاد الولايات المتحدة يقف على سيقان من قش... ولا ضمانة لأي مواطن في الولايات من أن يستيقظ ذات صباح، ويكتشف أن قيمة دولاراته لا تساوي سوى قيمة الورق المطبوعة عليه.. وأكبر عجز مالي داخلي، موجود في الولايات المتحدة.. وقد زاد في تدهوره، حروبه خارج حدود وطنه...
وأعود إلى بطاطتنا الوطنية ، وأتخذ منها مقياساً لعيش الدراويش في وطننا، وهم الغالبية المطلقة، وهو مقياس يشبه مقياس عملتنا مع العملة الصعبة، بلا تشابيه.. وقد وصل سعر الكيلو منها إلى أربعين ليرة... وبناء على سعر البطاطا، ارتفع سعر البصل (أبو صنّة) إلى خمسين ليرة.. وسعر الثوم إلى مئة وعشرين ليرة... وتبع ذلك سلسلة من الارتفاعات.. من سعر نكاشة الأسنان، وعلبة الحلاوة، وسندويشة الفلافل، ومساحيق الغسيل، والملابس، وشطف الدرج.. وأجور التاكسي التي تحاسب زبائنها على العداد، وقد صار الزبون، يسأل السائق: "كم طلع عليّ في العدّاد؟"... لأن العداد مخفي تحت منديل... فيجيب السائق: "ليس لدي عدّاد.. بل عدّادة، وهي، باعتبارها أنثى، لا بد من تحجيبها.. وقد طلع عليك كيلوين ونصف بطاطا!"..
وأسرّ لي مواطن من ذوي الدخل المهدود، أنه يشتري كيلو غراماً واحداً من لحم البقر كل شهر لعائلته المؤلفة من ستة أفراد، وحين تسلّم ما اشتراه، وسأل عن الحساب.. أجابه الجزّار: حسابك 12.5 كيلو بطاطا!...
وبالطبع، لست غشيماً كي أقيس الأسعار كلها على مقياس البطاطا.. لكني أتذكر مشهداً في إحدى مسرحيات الألماني برتولد بريخت، ربما هي مسرحية: "السيد بونتيلا وتابعه ماتّي".. حيث يرفع أحد البحّارة سمكة سردين فوق كفه المرفوعة نحو الأعلى أمام الجمهور.. ويصرخ، مخاطباً السمكة بصوت مجروح: "يا خبز الفقراء أنتِ"!.. في وقت ارتفع فيه ثمن سمكة السردين...
الآن أرى، مواطناً من مواطنينا، يرفع رسماً لحبّة بطاطا (وليس حبّة بطاطا).. ويصرخ: "يا خبز الفقراء أنتِ !.."...
والحال يا خال، أضحت صعبة رغم محاولات التجميل.. وقول أحد الفياقهة بكل بجاحة، أن سبب ارتفاع الأسعار، هو ارتفاع دخل المواطن!!!... ومنذ (سنة وستة أشهر) تعدنا الحكومة برفع أجور العاملين في الدولة... وأما الأغنية الشعبية فما زالت تقول: : "لا تضربني.. لا تضرب.. كسّرت الخيزرانه.. صار لي سنة، وست أشهر.. من ضرباتك وجعانة..".


العدد 158 (1681) 14 ــ 21 نيسان 2007

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"

آخر تعديل abosleman يوم 31/03/2008 في 21:18.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04756 seconds with 10 queries