الموضوع: وليد معماري
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/03/2008   #2
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي


العدد 156 (1679) 17 ـ 24 آذار 2007

حزب لا يشيخ


حضرنا قبل أيام معدودة احتفالاً بمناسبة عيد المرأة العالمي، أقيم على مسرح اتحاد نقابات العمال، أشرفت على إقامته اللجنة المنطقية لحزبنا في مدينة دمشق... ولم يكن نافلاً أن تمتلئ كل مقاعد صالة المسرح بحضور متميز، أغلبيته من النساء.. ناهيك عمّا لا يقل عن أربعة صفوف من الحاضرين وقوفاً من جهة اليمين، وثلاثة صفوف من جهة اليسار... (لأن باب الدخول اليساري إلى قاعة المسرح كان مغلقاً، كما هي العادة)!..
وطبعاً كان يمكن للجنة المنطقية في دمشق أن تقيم احتفالها في ملعب الجلاء في المزة، أو في ملاعب تشرين في البرامكة، أو في ملاعب العباسيين.. حيث يمكن لها حشد آلاف مؤلفة من الملتفين حول الحزب.. لكنها ارتأت التخفيف على الناس، وسط لهيب الأسعار، وغلاء أمور المعيشة، وانسداد سبل العيش.. وزحمة السير الخانقة في العاصمة... حسب القول الكريم: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"..
وأُسِرُّ لكم أني أخذت زوجتي معي إلى الاحتفال، وجلستُ في مقعد يجاورها، وكانت في أشد حالات فرحها، لأنها التقت برفيقات قديمات، ورفيقات جديدات... وحين الاحتفال بعيد المرأة العالمي، أُلقيت كلمات مقتضبة.. وهذا هو الأفضل، لأن الناس ملّت من الخطب المطوّلة، مثلما ملّ العاملون في الدولة، وخارج الدولة، من وعود زيادة الأجور بما يتناسب مع سلم الغلاء.. والحقيقة أن المعادلة ليست بين سلم غلاء صاعد، وبين أجور تغرق في بئر أدنى المتطلبات.. بل أضحى الأمر أمرَ تحدٍّ ما بين مريض قلب، يتوجب عليه صعود عشرة طوابق، مشياً على القدمين، ولا يسمح له باستخدام المصعد الكهربائي للبناية...
ومضت الخطابات، بأسهل ما تكون الخطب.. وصعدت ثُلة من براعم نيسان، لتلثغ بأناشيدها البريئة مقولة أن حزبنا، حزب متجذر في الأصول والفروع...
واستضاف الاحتفال فرقة فنية فلسطينية تطلق على نفسها اسم "فرقة العودة"... وحين بدأت الفرقة التمهيد لأغانيها، صعد طفل لا يتجاوز السنة الرابعة من العمر.. وراح يحاول مشاركة ضارب الإيقاع في الفرقة، ضبط الإيقاع معه...
وأجزم أن الطفل كان شيوعياً ابن شيوعي... لأن الشيوعيين يحاولون ضبط إيقاع الحياة على الإيقاع الصحيح منذ نعومة أظفارهم!...
وحين صارت ألحان الفرقة الغنائية الفلسطينية تصدح بأغان وطنية حماسية، وتمجد الوطن، وتدعو لمواصلة المقاومة ضد النازيين الصهاينة، صعدت مجموعة من الصبايا والشبان إلى خشبة المسرح، وعقدت حلقة (دبكة) محيطة بالفرقة الغنائية... وقد هممت بالصعود للمشاركة كي أبرهن للحضور أن الشيوعي لا يشيخ.. لولا أن هاتفي الخليوي بدأ بالاهتزاز في جيبي.. فتركت مقعدي.. وخرجت من القاعة كي أتمكن من الرد على المكالمة... وفوجئت بمتكلمة تسألني: متى ستقيمون احتفالكم بعيد المرأة العالمي كي أحضره؟!... وأجبتها باقتضاب، تقتضيه تسعيرة المكالمات الخليوية: "يطعمك حجّه، والناس راجعة!"...
وحين عدت وجدت أن مقعدي، إلى جانب زوجتي، شغلته سيدة وقورة!... وما أكثر الشابات اللواتي وقفن متخليات طوعاً عن مقاعدهن كي أجلس...
ولم أقبل.. كي أبرهن لهنّ بأن الشيوعي لا يشيخ، ولا يتعب من الوقوف.. وأن حزبنا ما يزال في عزّ الشباب...

مطرقة: وليد معماري


يتبع ...

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04596 seconds with 10 queries