ختاما مع عصام داري في تشرين السورية
عصام داري
اليوم يلتئم شمل العرب في عاصمة العروبة فتتصافح الأيدي، وتتلاقى القلوب، وتنشغل العقول في البحث عن خشبة خلاص للعرب، كل العرب، مما هم فيه من أزمات وفرقة وهموم.
اليوم يفترض أن يكون موعداً للولادة الجديدة لأمة قال الباري عزّ وجل فيها إنها «خير أمة أخرجت للناس»، موعداً لنهوض عربي يعيد بناء تضامن طال انتظاره، وتعاون بنّاء يرد الروح إلى الجسد العربي الممزق بطعنات خناجر الغدر التي تنهال عليه من كل حدب وصوب.
العواطف السامية، والنيات الحسنة والمواقف الإعلامية، ومشاعر الحب والود وحدها لا تصنع التضامن العربي ولا تدفع عن العرب الغوائل والمؤامرات، ولا تسترد حقوقاً وتعيد ما احتل من الأرض العربية، ولا تكفي كي نحافظ على وجودنا وهويتنا وتصون ما بناه الأجداد خلال آلاف السنوات من صروح حضارية ومجد تليد.
العواطف والنيات لا ترمم ما تصدع في بيتنا العربي الكبير، والخطابات الحماسية لا تحمينا مما يرسم للعرب من مشروعات ترفد المشروع الصهيوني الأم، والتي لا يمكن أن ترى النور إذا كان الحارس العربي يقظاً وكان العرب في أعلى درجات التضامن العربي، وهو شعار قمة العروبة في عاصمة التاريخ.
اليوم تدق ساعة العمل العربي ومعها تبدو في الأفق فسحة أمل لغد أفضل يرجوه المواطن العربي ويتمنى أن يصبح حقيقة بعد ليل حالك طويل خلنا أنه لن ينتهي.
اليوم موعد العرب مع قمة يرتجى أن تكون نقطة تحول في مسيرة العمل العربي المشترك.
اليوم هو الموعد الذي لا يعلو عليه أي موعد آخر ولا يدانيه. واليوم موعد العرب مع الواجب المقدس الذي لا تضاهيه قدسية وسمو.
الوضع العربي لا يحتمل مزيداً من التناحر والخلافات والتشرذم ولا نريد التذكير بالمثل القائل «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض» والثور الأبيض أُكل قبل خمس سنوات دون انتباه من بعض الأشقاء إلى الرسالة الخطيرة والواضحة التي يعنيها احتلال العراق الشقيق.
الوضع لا يحتمل مزيداً من «عدم الانتباه» أو التجاهل، أو الاعتقاد بأن النيران التي أضرمت في بيت جاري وشقيقي لن تلحق بي وببيتي فمادامت نيران الاحتلال والاستعمار والفتنة والإرهاب والقتل ونهب الثروات قد أضرمت فهي ستصل إلى كل البيوت العربية، فهل آن أوان الصحوة قبل فوات الأوان، وقبل أن تقع الفأس في الرأس؟
ولأن الوضع الراهن لا يحتمل المزيد من التجاهل والتكاسل والارتماء في أحضان الأجنبي، والإسهام بقصد أو بحسن نية في مشروعات ومخططات هذا الأجنبي، لأن الأمر كذلك، تأخذ قمة دمشق هذا البعد القومي الإنقاذي الكبير، وهذه الأهمية الاستثنائية في ظروف عربية وإقليمية ودولية استثنائية وخطيرة للغاية حيث تتحول الدولة الأقوى في عالم اليوم إلى غول يحاول أن يبتلع هذا العالم وينهب خيراته وثرواته، ويبسط هيمنته على دوله وشعوبه بكل الأشكال: السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية.
يجب ألا تغيب عن أذهان القادة العرب وهم يلتقون اليوم على أرض سورية، أن الإدارة الأميركية التي يسيطر عليها المحافظون الجدد، تنفذ خطة صهيونية أقرها المؤتمر الصهيوني العالمي في عام 1982، تنص على ضرب العراق وتقسيمه، ونشر الفوضى «الخلاقة» في المنطقة، من العراق إلى لبنان ومصر والسودان وسورية وكل بلدان العرب.
الشعب العربي يتطلع إلى دمشق بأمل ورجاء وهو على ثقة بأن القادة العرب الذين جاؤوا إلى عاصمة العروبة لن يخذلوه هذه المرة، وأن ولادة جديدة للتضامن العربي سيشهدها العالم، ولادة من رحم المعاناة المديدة، ولتبدأ مرحلة التضامن دفاعاً عن الوجود والهوية وعن مستقبل الأجيال العربية
وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
|