الموضوع: اراء حول القمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 29/03/2008   #8
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


كذلك ميخائيل عوض في الوطن السورية

فقد كان للتضامن بين الدول الثلاث دور حاسم في حماية ما تبقى من عناصر إيجابية في النظام الرسمي العربي، واستمر الوصل ولو عبر شعرة معاوية، والتعاون ولو بالحد الذي لا يزعج الإدارات الأميركية والإسرائيلية المتعاقبة، وحيث لا يستفزها الإرهاب والعبث باستقرار النظم المتعاقدة مع إسرائيل والمحمية أميركيا.
صحيح القول: إن تخفيض مصر والسعودية لمستويات تمثيلها، وغياب الحكومة اللبنانية المطعون بشرعيتها ودستوريتها لبنانيا، لم ولن يؤثر في انعقاد القمة في الزمان والمكان، ولن يبدل من واقع حال القمم العربية التسع عشرة التي سبقت قمة دمشق، وجميعها لم تكن ذات تمثيل أهم، ولم تكن ذات قرارات وأعمال أفضل، ولا جاءت نتائج أي منها على مستوى من الأهمية أو القيمة خاصة القمة الأخيرة التي عقدت في الرياض عاصمة المال والنفط العربي التي كان يراهن عليها أن تكون قمة التضامن، والتأسيس لمنظومة أمن قومي عربي، فبعد انفضاض الاجتماع العلني وما أطلق فيه من خطب ممتازة تميزت بينها خطبة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حمل نفسه والحكام العرب مسؤولية ما آلت إليه أحوال العرب، ووصف الاحتلال الأميركي للعراق بتسميته احتلالا، يومها استبشر المبشرون بعالم عربي، وبإمكان نهوض من الكبوة، واستعادة بعض أمجاد غابرة، من خلال افتراض أن عرب النظم قد استيقظ بعض الضمير عندهم، غير أن الأيام التي أعقبت الجلسة الافتتاحية وحتى نفاد مدة رئاسة السعودية للنظام الرسمي العربي جاءت بأسوأ ما يكون، فلم تشهد السنة المنصرمة تحركا عربيا واحدا ذا جدوى، وأقصى ما فعلته السعودية في رئاستها للقمة أنها التزمت بدقة تلبية المطالب والإملاءات الأميركية والإسرائيلية وقدمت قضايا ثانوية على حساب قضايا محورية، وغابت عن اهتمامات النظام الرسمي العربي، قضية فلسطين والمحارق التي نفذتها إسرائيل بحق غزة والشعب الفلسطيني بمساهمة وتغطية من النظام الرسمي العربي وقيادته وبعض قواه المتمحورة بحلف سمي اعتدالاً خطأ وهو حلف الاعتلال، وأغمض النظام الرسمي العربي عينيه عن الحال العراقية والمجزرة المرتكبة يوميا في فعل إبادة جماعية وتدمير أمم ودولة وتصحيرها، في حين كانت يقظة وحيوية على غير عادتها وبما يعاكس همتها المتدنية، فتحولت بفعل فاعل، وبإرادة أميركية إسرائيلية جل الهموم، إلى ما يسمى قضية لبنانية، وصارت الهم العربي الأول والجهد الرسمي انصب بتعاون بين السعودية ومصر على تعطيل كل محاولة لرأب الصدع اللبناني بما في ذلك تعطيل المبادرة الفرنسية التي توصلت إلى اتفاق ناجز لتأمين انتخاب ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس توازن القوى في المجلس النيابي.. قمة دمشق، في أسوأ حالاتها، ومهما كانت نتائج أعمالها، والصداع الذي يحاوله البعض للتأثير على مجريات اجتماعاتها تلبية لمطالب تشيني في زيارته التي هدفت للجم المشاركة العربية فيها، ومن ثم زيارة رايس التي جرى توقيتها مع انعقاد القمة وأعمالها وهدفها القول إن أميركا مازالت شريكا فاعلا مقررا في النظام الرسمي العربي حاضرا في كل مفاصله، وإن منعت أميركا من الحضور في قمة دمشق فهي حاضرة في النظم العربية التي خفضت مستوى تمثيلها في القمة، ما يعني أن أميركا وحلفها العربي تحاول إقامة قمتها على هامش القمة العربية المنعقدة في دمشق. على العموم يقع إجماع عند المتابعين أن قمة دمشق لجهة حجم الحضور ونوعيته، ومدى الجدية، والحيوية، ومستوى التحضير وما تشكله دمشق من حاضنة عربية التزمت وعملت وتعمل على تبريد الخلافات العربية- العربية إن كانت، والقصد تبريد الضغوط الأميركية الإسرائيلية على بعض العرب، ستكون من أنجح ومن أفضل، وأجدى القمم العربية، وفي هذا قول محكم صحيح، فالمقارنة بين القمم السابقة تعطي نتيجة واحدة أنها كلها لم تكن ذات شأن سوى الشكل والبيانات، ولم يترتب عليها نتائج عملية.
غير أن قمة دمشق تختلف وستكون مختلفة على كل الصعد، فما قبلها لن يكون كما بعدها في الواقع العربي، ولا في دور النظام الرسمي، ولا في واقع التوازنات والصراع في المنطقة وعليها وعلى المستويات العالمية، وتوازن القوى في النظام الرسمي العربي نفسه، المبتدأ أنها عقدت في دمشق حاضنة العرب، وقلبهم النابض عروبة، وقبضتهم المرفوعة أبدا تحمل رايتهم خفاقة.
تصرفت سورية بوعي وتقانة، وهدوء أعصاب مشهود كما هي عادتها التاريخية في الملمات، ولم ترد على الاستهتار، ولم تستفز من النكوص العربي من قبل دولتي الثقل وقبلت بهدوء ما أرادته الإدارتان في الإساءة للعمل العربي المشترك ولنفسها وللقمة بتخفيض مستويات التمثيل وذريعتها المعلنة أقبح من ذنب في حين السبب المباشر المعروف هو الضغط الأميركي- الإسرائيلي وبذلك أفسحت سورية المجال لتلك النظم أن تتصرف بما تمليه عليها التزاماتها ولم تضعها أمام الحائط المسدود أملا في إصلاح ذات البين يوما عندما تنهار قبضة واشنطن وتل أبيب على تلك الإدارة وستنهار بحسب النظرة السورية وقرار المقاومة بتفكيك الكيان الصهيوني كمهمة راهنة. فلماذا تستعجل سورية محاسبة الآخرين من العرب المغلوبين على أمرهم، ما دام الحساب آتياً مع المعلمين أولا.
أدارت مرحلة التحضير بوعي وبمعرفة لما هو كائن ولما ترغبه وتريده، وتعمل على تحقيقه، من دون توترات أو مشاحنات وعينها على ما سيكون فهي تعرف تمام المعرفة حال الأمة ومشكلاتها وأزماتها.
أعادت صياغة دور، وطبيعة، ومهام القمم العربية وحررتها من الشكلية، والخطب، والضيوف واستهلاك الوقت غير المجدي مستبدلة الطريقة القديمة بآليات جديدة في صلبها ضرورة استثمار وقت القمة والقادة في الحوار العربي- العربي وإضفاء طابع الجدية على القمة وأعمالها بدل أن تستمر ظاهرة صوتية، ومنبراً للضيوف وإلقاء الخطب وبعضها يتطاول عمدا على العرب وقضاياهم وبذلك أسست في عمل القمم العربية اللاحقة.
على مستوى القرارات والتوجيهات محسوم أنها لن تكون دون غيرها، بل سيرتفع السقف حكما عما كان وعما أرادته أميركا من القمم العربية التي دأبت على توظيفها في تخفيض سقوف العرب ومطالبهم على مستويات شتى وخاصة الصراع العربي- الصهيوني واندثر حلم أميركا في أن يكون دور القمة العربية تقليص المبادرة وصولا إلى الإقرار بيهودية الدولة الصهيونية والتخلي عن حق العودة.
صوبت القمة الاهتمامات العربية وأولوياتها، وحررت قمة دمشق نفسها من الإملاءات الأميركية- الإسرائيلية فالأولوية العربية الآن هي فلسطين والعراق، والتضامن وليس تعويم فريق بوش اللبناني وقبول تخرصاته وتمرير مواقفه في القمة العربية وهكذا جاءت مقاطعة الحكومة اللبنانية غير الميثاقية تحصيل حاصل ونتيجة منطقية لتصويب الأولويات والاهتمامات العربية ومناطق التركيز المطلوبة.
أن تكون سورية قائداً ورئيساً للنظام الرسمي العربي خلال سنة 2008 التي يمكن التعامل معها ووصفها بأنها سنة عربية ذهبية لشتى الأسباب والمعطيات وفي أولها أن سورية بالتزاماتها وتحالفاتها وموقعها ودورها هي المقرر في هذه السنة على مستوى إدارة وقيادة النظام الرسمي العربي ما يعني أن لا تبديد للجهد، ولا للوقت ولا تظاهرات عربية في غير هدف ومصالح العرب، ولا افتعال مشكلات ولا توظيف للنظام الرسمي العربي في غير مصالح العرب والعمل على حماية مصالحهم ومقاوماتهم، وانتزاع حقوقهم ومطالبهم.
لغياب السعودية ومصر عن قمة دمشق معنى وحيد، ومؤشر يتمثل بإرهاص عما سيكون في عالم العرب ونظامهم الرسمي مفاده ومؤداه: لقد انحسرت وانكسرت حقبة «السعدنة» والنفط في قيادة وإدارة العامل العربي رسميا وشعبيا، وهذه أهم معطيات ونتائج قمة دمشق وأكثرها تثبيتا لحقائق جمة تحققت وترسخت في البيئة العربية، والإسلامية والعالمية في حالة انحسار حاد ومتسارع للهيمنة الغربية على العرب.
هنيئا لدمشق الأمينة على ثوابتها وقيمها، والساعية إلى عرب ينتظمون في منظومة أمن قومي من طابع جديد ولأهداف واضحة المعالم تتركز على تخديم مصالح العرب وانتزاع حقوقهم.

وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03666 seconds with 10 queries