عرض مشاركة واحدة
قديم 26/03/2008   #8
شب و شيخ الشباب Moonlights
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Moonlights
Moonlights is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
فوق جبل بعييييييد
مشاركات:
263

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة

بالنسبة للحالة الفردية.. فأنا أعتقد أن الانسان كائن اجتماعي, و لا يمكنه معاداة المجتمع المحيط به بشكل دائم.. قد يكون له جولات معه, لكن في النتيجة الأكثر احتمالا هو ذوبانه "الفكري" في المجتمع... على الأقل ظاهريا..

خصوصا في مجتمعاتنا المغلقة و التي تفرض ضغوطا فكرية و اعتقادية كبيرة جدا... إن الخروج عن المألوف هو معاداة المجتمع ككل.. و هنا يأتي مفترق الطرق: اتباع الطريق الفكري الذي تم الوصول إليه و الذي لا يناسب المجتمع.. أم نبذ الطريق الفكري لمصالحة هذا المجتمع الذي لا يقبل هذا الطريق الفكري...

ليس المطلوب العداء مع المجتمع كما أن الذوبان في مجتمع لا تتوافق معه فكرياً وثقافياً يفقدك قيمتك كشخص مستقل متوازن .
هناك صيغ كثيرة يستطيع من خلالها الفرد بناء كيانه المستقل الواعي وكما ذكر سابقاً وأكّدته أنت هنا, سيصل الإنسان إلى مفترق طرق وعليه أن يختار.
هناك الكثير من القرارات المصيرية التي سيتواجه معها الإنسان وعليه أن يتخذ فيها قراراً, وعلى ضوء هذا القرار سيتحدد منهج حياته وحياة أبنائه.
إنه قرار فردي ولكن يعكس حالة وعي ونضج ومصير.
ليس مهماً أن يقبلني الأخر "بمجموعه كمجتمع وكلنا يعلم الحالات المرضية الكثيرة والكثيرة جداً التي قبلها هذا المجتمع الهلامي أو أجبر على قبولها " المهم أن يحترم قراري وتوجهي وهذا كما أرى ممكن حتى بالصيغة الجبرية عندما أحترم اختلاف الأخر معي وعدم تدخلي به " لأن المجتمع بالنهاية مجموعة أفراد تربطني بهم علاقات بمستويات مختلفة " .
إذاً عندما أستطيع أن أحقق استقلالي الاقتصادي وكياني المعرفي الواعي الذي يرسم ملامح شخصيتي, أكون قادر على أن أختط طريقي وأتخذ قراري .

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة

أما بالنسبة للمستوى العام:

عادة لا أهتم كثيرا للموقف السياسي لهذا الأديب أو ذاك... طالما أنني لا أقرأ كتابا ايديولوجيا انما اقرأ رواية أو قصة قصيرة أو خاطرة أو قصيدة (من هذه الأصناف طبعا يمكن أن نجد المؤدلج منها... لكنني اتكلم عن غير المؤدلج منها).

أبدأ بالاهتمام عندما يستغل هذا الأديب (و الحالة يمكن شملها على كل شخصية عامة نالت شهرتها عن طريق نتاج ما غير سياسي) شهرته و اسمه و مكانته لتحقيق مآرب سياسية شخصية أو لدعم اتجاه سياسي معيّن.. هنا أبدأ بالاهتمام و التدقيق.. و المقارنة بين ما يمكن أن استشف من نتاجه الأدبي و موقفه السياسي.. عندئذ و بعد المقارنة أقرر رأيي حول هذا الكاتب.. و هناك الكثير من الأمثلة ان كان على الصعيد العربي أم العالمي, فمثلا كاميلو خوسيه ثيلا.. الحائز على جائزة نوبل للآداب, قبل وفاته كان أحد أكبر أنصار اليمين الاسباني المحافظ .. و قد استغل مكانته و شهرته لدعم خوسيه ماريا أثنار للفوز بالانتخابات التشريعية عام 1996.. و عندما تقرأ رواياته ترى هناك ترابطا منطقيا بين ما نعرف عنه كشخصية عامة.. و طرحه ككاتب..

أما الحالة الثانية, حالة الكاتب الأميركي الجنوبي الشهير ماريو فارغاس يوسا, فهي على النقيض تماما... اذ انه كاتب يوحي للوهلة الأولى, أو يمكن الاستشفاف من كتاباته انه كاتب نوعا ما يميل الى التقدمية (لا اعتبره يساريا.. لكن نشاطاته الاجتماعية و حديثه المتواصل عن أخوّة الشعوب و الترابط الانساني و كل هذه الأمور تذكر بمواقف الكتّاب التقدميين) لكن من المفاجئ دعمه اللامحدود لحزب الشعب اليميني الاسباني.. هو حر أن يدعم من يشاء كشخص.. و حتى هذا الدعم لا يطعن في نتاجه الادبي.. لكن عندما تستغل شخصيتك العامة للظهور الى جانب سياسيي هذا الحزب في كل المناسبات, و تسمح باستعمالك كدعاية... فالوضع يختلف تماما

شكراً لتقديمك هذين المثالين اللذان أغنيا الموضوع بشقه الثاني, وإن كان مناقشة التحولات والتغيرات التي تصيب كتابنا ومفكرينا العرب وتغيير اتجاه البوصلة لديهم دون أن يكلفوا نفسهم عناء التوضيح أو النقد الذاتي, والذي اربك الحركة الفكرية والثقافية وأبعد الشباب عن هذه الحركة وأعطى التيارات الظلامية "ولا أقصد السلفية الدينية فقط" حجج ومبررات لمحاربة أي فكر واعي يحاول أن يتبلور .
ولكن ما أود توضيحه هنا أيضاً, إن مصطلح أيديولوجيا أصبح ملتبس وكأنه سبّه , أنا لا أراه كذلك.
إنك وعلى أي صعيد شخصي أو عام تنطلق دائماً من مجموعة من الأفكار والقيم الفكرية والأخلاقية التي تتبناها والتي تصبح جزء لا يتجزّأ منك كفرد ذو كيان, بالتالي فأنت تعبّر بأفكارك عن إيديولوجيتك وفهمك للحياة بجميع أبعادها .
ولكن أشدد هنا أيضاً على أن الخطأ ليس بما يسمى أيديولوجيا بل في الانغلاق والانعزال وتحول الفكر إلى يوتوبيا لا يمكن تغيرها, ولا نستطيع أن نرى العالم إلا من خلالها.

شكراً على مداخلتك القيّمة



We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites

القمر بيضوّي عالناس
والناس بيتقاتلوا .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04288 seconds with 10 queries