عرض مشاركة واحدة
قديم 25/03/2008   #1
شب و شيخ الشباب Moonlights
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Moonlights
Moonlights is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
فوق جبل بعييييييد
مشاركات:
263

افتراضي الفكر بين النظرية والتطبيق.


الفكر بين النظرية والتطبيق.

لهذا الموضوع أوجه عديدة ( فكرية – سياسية – اجتماعية - ... ) ما يهمني هنا الوجهان الفكري و الاجتماعي ليس لأنهما أهم من الأوجه الأخرى, ولكن لاحتكاكنا اليومي بهما على الصعيدين العام والخاص.

على الصعيد الفكري و الاجتماعي.

وهنا سيكون تناولي للموضوع ليس مخصص لاتجاه فكري ما دون أخر وسوف أعتبر الأدب ( النتاج الأدبي ) من ضمن ( النتاج الفكري ) هكذا أراه رغم الجدلية غير المحسومة بين نتاج العقل " الفكر" ونتاج الخيال " الأدب ".

وعلى هذا الصعيد "للتبسيط" نفرق بين مستويين, الأول المستوى الخاص , الثاني المستوى العام.

على المستوى الخاص "الشخصي" :

كل إنسان منا تربى ونشأ على مجموعة من القيم والمعتقدات والنظم الأخلاقية والتي تشكل بمجملها الكيان الاجتماعي المعاش, هذا ما نكتسبه من التربية و المدرسة بمختلف مراحلها.

ثم يأتي دور الثقافة والوعي. وهي عمل فردي "ليس مدعوم مجتمعياً" يقوم به الفرد نتيجة لمؤثر ما داخلي أو خارجي " النزعة المعرفية والفضول عند الإنسان – تأثر بشخص أو بحزب ), هنا تبدأ منظومة جديدة من القيم بالنشوء عند الفرد وتبدأ الأسئلة التائهة التي تحتاج إلى إجابات بالظهور وبالتالي البحث عن مزيد من المعرفة.

هذا هو الوضع الطبيعي والصحّي "نشوء وتبلور وعي جديد يلغي الوعي الموروث", ولكن السؤال لماذا يبقى التناقض الذي يحدث بين الوعي الموروث والوعي المستحدث غير محسوم ويتجسد بازدواجية بين ما يفكر به وبين ما يعاش, لما يبقى الفرد منا غير قادر على تطبيق وعيش ما يؤمن به من أفكار, وينقل هذا التناقض من الصعيد الشخصي إلى الصعيد الاجتماعي.
بمعنى لماذا نخشى دائماً مجابهة المجتمع , لماذا نخشى دائماً أن نمارس وعينا لماذا نخشى ويصيبنا الشلل بمجرد أن نفكر بأننا سوف نحيا ونمارس وعينا شاء من شاء وأبى من أبى.

لن أعطي أمثله وشواهد مع أنها أكثر من تعد أو تحصى, يكفي أن تتلفت لترى العدد الهائل ممن يعيشون هذا التناقض, دون أن تنسى نفسك.


على المستوى العام :

كيف لنا أن نتجاوز ونسقط العلاقة العضوية بين نتاج الكاتب من فكر أو أدب وبين ما يعيشه هذا الكاتب ويقوم به فعلاً على ارض الواقع.
بمعنى لماذا نقبل بالازدواجية التي يعيشها الكاتب أو المفكر, لماذا نقبل منه نتاجاً لا يتطابق مع ما يعيشه, ونسعى لنجد له ألف مبرر " لا منطقي طبعا "ً, ألأننا مصابون بنفس الداء أم لأن المعرفة لدينا تكون بهدف المعرفة فقط, أي هدف مجرد لا علاقة بينه وبين الواقع المعاش.
أم لأن هدف الكاتب, هدف شخصي وليس له اهتمام مجتمعي عام , همه أن يرتقي اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً كفرد لا أن يرقى بمجتمعه, فيكون نتاجه عبارة عن تنظير أجوف متعالي.

" الأسماء كثيرة أيضاً ولن أخوض فيها وأكتفي بالإشارة لما كتبه Yass في أسبوع وكاتب حول مواقف كولييت خوري "

هذه دعوة للنقاش ودعوة للتأمل.

دعوة لنقاش هذه الظاهرة السرطانية التي تقتلنا كأفراد وكمجتمعات, وتجعل من المثقف معزول في جزر صغيرة سيان أكان هذا بإرادته أو بفعل قوى أخرى سياسية أو اجتماعية.

دعوة للتأمل و لإسقاط أقنعتنا التي نضعها, ونحيا بوجهنا الحقيقي منسجمين مع ذواتنا فكرياً وثقافياً وحياتياً.

إن كنا غير قادرين على تحقيق ما نؤمن به - ونخضع لأقل الضغوط حتى قبل أن تبدأ - و بالتالي غير قادرين على تحقيق شرطنا الإنساني, أيحق لنا أن نتطلع إلى ما هو أبعد .

أخيراً.
لماذا نقبل بوعي مجتزأ, يقبل الشيء ونقيضه, لماذا نقبل بالقشور ونحسب بأننا هضمنا الجوهر, ونرى أنفسنا عمالقة والآخرين أقزام لأننا لا نعلم أننا ننظر إلى ظلنا في ضوء جهلنا الساطع.

تحياتي

We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites

القمر بيضوّي عالناس
والناس بيتقاتلوا .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04365 seconds with 10 queries