عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2008   #2
شب و شيخ الشباب شب الكوبة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ شب الكوبة
شب الكوبة is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
S y r i a n C o a s t
مشاركات:
493

افتراضي


تـربيتـه:


بعد موت أبي الهيجاء أكمل بناء الدولة الحمدانية ابنه الحسن (الذي قتل عمه سعيد والد الشاعر أبي فراس سنة 323 هـ)(12)، (ويعتبر بعض المؤرخين تلك السنة هي البداية الفعلية لقيام الدولة الحمداينة)(13). وحينها كان الأمير علي لم يزل لين العود رطب الإهاب، فيتولى الأخ الأكبر رعايته وتربيته في كنفه.. وعلى يديه تعلم فنون الحرب وخوض وقيادة المعارك وفن الحكم وصناعة النصر والصبر على الهزيمة، فينمي فيه روح المغامرة الأصيلة المترسخة في نفوس أبناء الأسرة الحمدانية. وان عامله بقسوة متناهية وشدة ترسبت في أعماقه.. لكنه تحملها بصبر وأناة.

يعيش الأمير الصغير بين الموصل ونصيبين وميافارقين مسقط رأسه. ثم يوليه أخوه الحسن إمرة نصيبين. فيعيش فيها عالي الهمة ينشر المعالي التي عاش عليها جده وأبوه وأعمامه. (وينشأ أديباً محباً للأدباء والشعراء فيلتف حوله منهم عدد صغير في مستهل حياته لا يلبث ان يزداد مع الزمن حتى يصل إلى ما يقارب عدد شعراء الرشيد عندما تتحقق أمنياته في ملك كبير بعد ذلك بعدد من السنين)...(14)

وكما نشأ الأمير أديباً نشأ فارساً أيضاً ينشد منفذاً لطاقة الفروسية والحرب الأصيلة في نفسه. فيتعلم أصول الفروسية وفنونها لكي يدافع عن قومه ويكتسب أمجاداً جديدة تضاف إلى أمجادهم. فلم يكد يبلغ العشرين حتى يخوض غمار (معركة جبارة) عند رأس العين، أوقع فيها بعمرو بن حابش الأسدي وبني ضبة ورياح التميمي فينتصر عليهم انتصاراً مؤزراً.. يؤرخها المتنبي بقوله:





وإذا أمتحنت تكشفت عزماته = عن أوحدي النقض والإبرام
وإذ سألت بنانه عن نيله = لم يرض بالدنيا قضاء ذمام
مهلاً ألا لله ما صنع القنا = في عمرو حابش وضبّة الأغنام
لما تحكمت الأسنّة منيهم = جارت وهنّ يجرن في الأحكام

فتركتهم خلل البيوت كأنما = غضبت رؤوسهم على الأجسام(15)

وفي الخامسة والعشرين من عمره ينطلق على رأس جيش كبير مقتحماً بلاد الروم (البيزنطيين). يتوغل إلى (حصن زياد) المنيع، في قلب بلاد الأعداء يفتحه ويقيم عليه ليالي عديدة فيخرج إليه ملك الروم (الدمستق) في مائتي ألف مقاتل، وهو عدد لا قبل للأمير الصغير بملاقاته فيعمل فكره ويلجأ إلى المراوغة والتقهقر المنتظم كي يطمع فيه العدو.(حتى إذا سحب جيش الأعداء إلى الأرض التي يريدها بين حصني زياد وسلام انقض الأمير الفارس عليهم، فأعمل فيهم الضرب والقتل وأنزل بهم شر الهزائم وأسر منهم سبعين بطريقاً، كما أخذ سرير الدمستق وكرسيه وكان ذلك موافقاً لعيد الأضحى السنة (326 هـ) وبعد عامين فقط من ذلك التاريخ يقدم الأمير علي على غزوة جديدة)(16).

فيتجه من نصيبين نحو بلاد الروم زاحفاً، كاسحاً، فيصل إلى (قاليقلا) ثم المدينة الجميلة (هفجيج). وتطأ أقدامه مواطئ لم يصل إليها أحد من المسلمين قبله فيهدده ملك الروم بالويل والثبور.. فلا يبالي به بل ويستخف، ويرد عليه بجواب سريع وعنيف.. ولا يكاد ملك الروم يقرأ الرد حتى يستبد به الغيظ ويستنكر ان يخاطبه العربي الشاب هكذا! ويردف قائلاً: يكاتبني هذه المكاتبة كأنه قد نزل على (قلونيه)؟!! … استفظاعاً لما حصل.. (ويبلغ القول مسامع الأمير القائد الجرئ فلا يضيع من وقته يوماً واحداً بل يمضي متوغلاً إلى قلونيه البعيدة الحصينة المتأبية.. ويستعظم بعض قواده الأمر ويكادون يثنونه من هذه المخاطرة، ولكن الأمير الجرئ العنيد يجيبهم قائلاً: لست أقلع عن قصد هذه المدينة فإما الظفر وإما الشهادة.. وينطلق إلى هناك يفتحها ويحرق رساتيقها ويكتب إلى ملك الروم مستهزءاً به وبمنعة بلاده)(17)..

لــــــــــــــــــــــكل انســـــــــــــــــــــان في هذا العالم وطنـــــان وطنه الأم و ســـــــــــــــــــوريا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03182 seconds with 10 queries