عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2008   #1
شب و شيخ الشباب شب الكوبة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ شب الكوبة
شب الكوبة is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
S y r i a n C o a s t
مشاركات:
493

افتراضي سيف الدولة الحمداني..... سطوة القلم وشهامة السيف....


علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان المعروف بسيف الدولة، الملك العربي الجليل، الشاعر الرقيق والأديب الفارس، المحارب الشجاع حامي الثغور العربية وراعي العلوم والفنون..
صاحب الصفحة الناصعة والراية الخافقة..
وأحد رجالات أمة العرب المجيدة وبطل من أبطالها الأشاوس، الذين عاشوا في تاريخها وأسهموا في الإبقاء عليها، وأبلوا البلاء الحسن في الحفاظ عليها.
ولادته ونسبه:


ولد الأمير علي بن عبد الله في (ميافارقين) بديار ربيعة سنة (303 هـ) من أسرة حمدان التي لعبت دورها بمهارة على مسرح الأحداث الهامة للدولة العباسية سياسياً وحربياً. ويعود نسبه إلى قبيلة تغلب، التي كانت منجبة للأبطال الفرسان، أمثال كليب الذي كان يحمي مواقع السحاب وأخيه البطل المهلهل، وكلثوم بن مالك أفرس العرب، وعمرو بن كلثوم قاتل عمرو بن هند. ومنجبة لكبار الشعراء أمثال المهلهل وعمرو بن كلثوم في الجاهلية، والأخطل والقطامي وكعب وعميرة أبناء جعيل والعتابي في الإسلام.

اتسم آل حمدان بالشجاعة والفروسية وروح المغامرة. وكانوا محاربين من الطراز الأول يخوضون المعارك بقلوب من حديد وكأنما قد عقدوا مع النصر ميثاقاً، إضافة إلى الكرم والفصاحة والسماحة، يقولون الشعر عذباً أخاذاً يصافح الأسماع في رفق وحنان كأبي فراس الحمداني، وأبو زهير المهلهل، ومنهم أبو وائل تغلب ابن داود بن حمدان.. ومنهم من يقول:

وقد علمت بما لاقته منا قبائل يعرب وبني نزار
لـقيناهم بأرماح طوال تبشرهم بأعمار قصار(1)


في فترة انحلال عرى الروابط بين الأمصار الإسلامية وضعف الخلفاء، وقيام الثورات الداخلية وشيوع الفتن وكثرة الاضطرابات في قصور الخلفاء، الذين أصبحوا كالدمى تحركها أيدي الوزراء والقواد.. وأصبحت الخلافة غير مستقرة وأعمار الخلفاء في كفة القدر.. وغدت إهانة الخلفاء وسمل أعينهم وسجنهم وقتلهم وعزلهم أموراً عادية.. وكثيراً ما كان يموت الخليفة فيتعذر تعيين خليفة جديد مكانه.. وازدادت الحالة سوءاً إثر انتشار الفوضى في دولة الخلافة الممزقة، بعد أن باتت أقاليمها نهباً للأطماع الخارجية والداخلية، يتخاطفها القواد الأقوياء.. في تلك الفترة برزت أسرة حمدان. (لقد شجعت الظروف الروم المتربصين بالدولة الإسلامية على الغزو والاغارة على الثغور وان ينتقموا لأنفسهم مما قد أصابهم على أيدي الخلفاء الأقوياء من بني العباس في الأزمان السابقة، فأغاروا على ديار بكر غير مرة وأصابوا نجاحاً في هزيمة المسلمين)(2) وكانت تلك الفترة بمثابة ارهاص لظهور إمارة عربية صميمة قوية، تحفظ التوازن وتحمي الثغور وترد غارات الروم (فلم يمض طويل وقت حتى قامت الدولة العربية الحمدانية متأنية في الموصل، ثم قوية عزيزة ناهضة في حلب على يد القائد العربي المظفر سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء بن حمدان)(3).

كان الحمدانيون الفئة العربية ذات النفوذ في بغداد، لذا كان الخلفاء يستريحون إليهم ويثقون بهم، لأن عنصر الدم العربي يجمعهم. وكان الخليفة يعتمد عليهم ويستعين بهم في خوض المعارك ومطاردة المخالفين والقضاء على الفتن والاضطرابات.. وكانت رقاب بعضهم تحز إثر ثوراتهم ويكون السجن القصير ثم يتبعه العفو ثم الخلع.. ذلك لأنهم عرب يقفون في صف الخليفة أمام الترك والفرس والديلم.. كما أن خطر منطقة الموصل وعدم استقراراها، استدعى تعيين أمير جريء قوي مغامر يقف بوجه اطماع الأجانب ولم يجد الخلفاء أفضل من بني حمدان، الأسرة الجريئة القوية.جـَدُّه:


كان جده حمدان بن حمدون يتربع على عرش السيادة والكرم، في بداية النصف الثاني من القرن الثالث الهجري. وقلعته منيعة ببلدة ماردين من أعمال الموصل. وقد بنى سوراً على (ملطية) بكلفة سبعين ألف دينار! (يقول سيف الدولة: دخلت ملطية وكنت لم أزل صبياً في رفقة ابن عمي أبي العلاء سنة (313 هـ) فقرأت اسم جدي حمدان مكتوباً على سورها، ثم دخلتها مرة أخرى بعد ذلك بعشرين عاماً وبرفقتي الأمير الشاعر الفارس أبو فراس وقصدنا موضع الاسم فوجدناه لا يزال مكتوباً((4).

يطمح حمدان للزعامة فيخرج على الدولة العباسية، ويستولي على الموصل بالتعاون مع هارون الشاري الخارجي. (فيخرج الخليفة المعتضد بنفسه ويسترد الموصل سنة 281 هـ ويحتل قلعة ماردين ويستولي على خيراتها ويهدمها ويفر حمدان. ثم تضيق به السبل فيسلم نفسه ويوضع في السجن)(5).

ويبقى الشاري سكيناً في خاصرة الدولة، ولم يجد الخليفة بداً من الاعتماد على (الحسين بن حمدان) للقضاء عليه.. فينجح هذا الفارس في مهمته أيّما نجاح مما يفرح المعتضد فيطلق سراح أبيه حمدان، مكافأة له ويحقق مطالبه الأخرى (إزالة الأتاوة عن بني تغلب وإثبات خمسمائة فارس منهم يضمون إليه)(6).

(كما إن الخليفة طوقه بالذهب وخلع على جماعة من رؤوس أهله)(7).

يشتد عود الحسين بن حمدان الذي كان ينازل الأسود في حفلات مصارعة علنية مشهورة، ويقتلها بيديه. (ويستعمله الخليفة يداً ضاربة للقضاء على القرامطة وبني تميم والطولوزيين.. فيعيّنه المعتضد بعد مقتل المقتدر وابن المعتز والياً على قم وكاشان في بلاد العجم)(.





والــده:


أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، الذي يعتبر مؤسس الدولة الحمدانية وان كان للدكتور الشكعة رأياً آخر (نميل إلى قول أكثر واقعية واعتدالاً وهو انه قد وضع أساس الدولة وأرسى لبناتها الأولى)(9) وكان فارساً شجاعاً وأحد السيوف البواتر، عاش حياته كلها محارباً ثائراً كأخيه الحسين.. يخوض الحروب ويرهب القواد ويساهم في عزل الخلفاء. وبسبب جرأته سمي أبا الهيجاء. (ولي أمر الموصل وحدث ان أغارت الأكراد على حلب وكان حديث عهد بها فطاردهم حتى أرمينه في عناد وصبر يدعوان إلى الأعجاب ولم يزل بهم حتى استأمنوا له)(10). وحج بالناس ذات مرة فهاجمت الحجيج بنو كلاب. فلاحقهم أبو الهيجاء وأوقع بهم الهزيمة وكان معه أخوه أبو سليمان المذرفن(11).

ولي أبو الهيجاء حلب وديار بكر ثم ولي خراسان والدينور.. وكان يقيم في بغداد ويحكم الأقاليم التي يلي أمرها عن طريق أبنائه أو أنصاره.. ولقد ثار على الخليفة غير مرة، وعزل ودخل السجن غير مرة أيضاً.. وآخر المطاف اشترك في خلع المقتدر سنة 317 هـ. لكن الخطة فشلت فأرسل الخليفة إليه من قتله في السنة ذاتها.

لــــــــــــــــــــــكل انســـــــــــــــــــــان في هذا العالم وطنـــــان وطنه الأم و ســـــــــــــــــــوريا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03614 seconds with 10 queries