السلطات السورية تقمع بوحشية احتفالات ليلة نوروز
خاص ثروة
مرة أخرى تتصدى القوى الأمنية السورية، وقوات حفظ النظام التابعة للداخلية السورية، للاحتفالات السلمية الحضارية الكردية، فلقد تم مساء اليوم الخميس 20 مارس / آذار هجوم أمني سوري كاسح على المواطنين الكرد العزل في كل من مدينتي قامشلو وحلب، وذلك بالرصاص الحي والهراوات المطاطية والغازات المسيلة للدموع ورش المياه بوساطة الإطفائيات على الناس المتجمهرين احتفالاً بقدوم نوروز.
ففي مدينة " قامشلو " ( شمال شرق سوريا ) تجمع الناس في الطريق المؤدي إلى بلدة " عامودا "، وحاول الأمن السوري وقوة حفظ النظام وقطعة من الجيش النظامي بداية تفريق المحتفلين عبر رشهم بمياه الإطفائيات التي جلبت خصيصاً لذلك وإطلاق الغاز المسيل للدموع، ولما لم تفلح في تفريقهم لجأت إلى إطلاق الرصاص الحي على المتجمهرين، ما أدى كحصيلة أولية إلى مقتل ثلاثة شبان برصاص الأمن، وهم " محمد زكي رمضان " من بلدة " تل معروف " و " محمد محمود حسين " و" محمد يحيى خليل "، وتشير المعلومات المتوفرة إلى وجود أكثر من ستة جرحى عرف منهم الكاتب والناشط الشاب " كرم إبراهيم اليوسف " وهو نجل الشاعر والناشط المعروف " إبراهيم اليوسف " أصيب بطلقة خدشت جانباً من الرأس وهو يعالج في مشفى " فرمان "، إضافة إلى " رياض يوسف شيخي " و" رياض حسين " و" محمد خير حاج خلف " و" محي الدين جميل عيسى " الذي تبدو حالته الصحية خطرة وتبعث على القلق، والذي يعاني من تمزق بالطحال وتمزق في في المعدة وتمزق آخر في القولون علاوة على إصابة مباشرة في منطقة الصدر.
وأكدت لنا مصادرنا في مدينة " قامشلو " وجود العشرات من المعتقلين بنتيجة الأحداث عرف منهم " آراس إبراهيم اليوسف".
هذا، ومنعت الأجهزة الأمنية السورية عشرات المواطنين الذين هرعوا إلى مشفى " فرمان " الخاص من أجل التبرع بالدم للجرحى من الدخول إليه، وكان العديد من المساجد في مدينة " قامشلو " قد أطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت داعية الناس إلى التبرع بالدم للجرحى في ذلك المشفى، كما ويلاحظ في " قامشلو " هدوء وخلو الشوارع من المارة بعد فرض حظر التجول في المدينة عقب الأحداث.
فيما شهد حي الأشرفية بمدينة حلب حالة قمع مماثلة، تعرضت فيها الأجهزة الأمنية السورية وقوة حفظ نظام قدر تعدادها بالمئات لمسيرة الشموع التي يشهدها الحي ذو الغالبية الكردية كل ليلة نوروز وأصبح بذلك تقليداً سنوياً.
وكانت مسيرة الشموع والمشاعل قد انطلقت بحدود الساعة السادسة من مساء اليوم، وشهدت مشاركة الآلاف من الكرد فيها حاملين الشموع والمشاعل ورايات كبيرة لكردستان إضافة إلى صور " عبد الله أوجلان "، وحين وصلت الجموع إلى " الدوار الثاني " بدأت القوى الأمنية وقوة حفظ النظام بالتضييق عليهم وإطلاق الشتائم والكلمات النابية عليهم، ثم تطور الأمر إلى استخدام خراطيم مياه الإطفائيات ورش المتجمهرين بالمياه، بعدها تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع، وشهد " الدوار الثاني " مواجهات وصدامات كبيرة ورشقاً متبادلاً بالحجارة بين المواطنين وعناصر الأمن والشرطة التي استعملت أيضاً الهراوات المطاطية، وأسفرت المواجهات عن وقوع إصابات عديدة بين الناس وعناصر الأمن والشرطة، وتشير مصادر " ثروة " في مدينة حلب إلى إصابة ضابط في الشرطة برتبة " نقيب " بجروح بليغة في رأسه، إضافة إلى جرح العشرات من عناصر الأمن وعناصر حفظ النظام، كما سجلت المواجهات اعتقال الأمن السوري للعشرات من الشبان والفتيات والنساء.
كما وأكدت مصادر " ثروة " أن أحداث العنف التي تأججت بحدود الساعة السابعة وخمسون دقيقة كانت نتيجة مباشرة لتحرش عناصر من الأمن باللباس المدني بالناس واستفزازهم عبر رشقهم بالحجارة، ورفض السلطات إطلاق سراح النساء والفتيات لاحقاً بناء على شرط من المواطنين الكرد لإنهاء المسيرة، بعد جهود وساطة وتهدئة بذلها البرلماني الكردي الموالي للسلطة " كمال آل عمو ".
هذا، ولاحظت مصادر " ثروة " أن العشرات من الشبان قلبوا حاويات القمامة في أكثر من شارع بحي الأشرفية، وأشعلوا فيها النيران لمنع سيارات الأمن والشرطة من حرية التنقل في الحي، وتحديداً في محيط سوق الخضرة.
الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي