الاستعداد لمواجهة أي زلزال محتمل .. وحال الأبنية القديمة والمخالفة
العميد السرحان: كل من لدية بناء متصدع عليه أخبار البلدية لمعالجته
حبس سكان عدد من المدن السورية واللبنانية أنفاسهم اثر الهزة التي وقعت ظهر 15 شباط الماضي شرقي مدينة صور بعمق 10 كم وبلغت شدتها 5.2 درجات على مقياس ريختر ووصلت إلى دمشق(المسافة حوالي 200كم) بشدة 4.8 درجة،
وسبقتها قبل أيام معدودة هزة أخرى جنوب لبنان بلغت 3,7 درجة، مما خلق حالة من قلق لدى الكثيرين مما قد يحصل مستقبلا.
يقول الدكتور محمد داود مدير المركز الوطني للزلازل التوجه الحالي: "ليس لمعرفة متى سيحدث الزلزال، بل لمعرفة ما الخطط والخطوات التي يجب القيام بها في حال حدث، حيث لا يوجد تقنية في العالم تستطيع ان تعرف متى سيحدث"
بذات الوقت عقدت اللجنة العليا للكوارث برئاسة السيد رئيس الوزراء محمد ناجي عطري أكثر من اجتماع لتفعيل ووضع الخطط لمواجهة خطر حدوث أي كارثة طبيعية، فيما لا تزال الثقافة المتعلقة بالزلازل، والإجابة على الأسئلة الأساسية متواضعة، واقتصرت لغاية الآن على بعض الندوات والإعلانات على القناة الأولى، وبعض الكتب والمنشورات التي لم توزع إلا بأعداد قليلة جدا.
الصدوع والاحتمالات..

يؤكد الدكتور داود بأنه لا يمكن معرفة متى سيحدث الزلزال: "ولا حتى قبل ثواني، لا يوجد تقنية بالعالم تستطيع ان تحدد ذلك، ويجب عدم تصديق الشائعات لان كل ما يقال بهذا الخصوص هو نوع من التنجيم ولا يستند إلى أساس علمي".
لكن د.داود لا يخفي بأنه يمكن توقع أين سيحدث وما هي شدته، ويعتبر بان هذا "ليس ضربا من الخيال او المزاح فالمنطقة الغربية من بلاد الشام من خليج العقبة حتى جنوب تركيا، أصيبت بالعديد من الزلازل خلال الـ2000 سنه الماضية، وكان آخرها زلزال سهل البقاع 1759 وأدى إلى تدمير جزء كبير من مدينة دمشق، وبلغت شدته (7.2 على مقياس ريختر)، وقبله حدث أيضا زلزال بسهل البقاع عام 1202 ، وقبله زلزال بيروت عام 551 ميلادي".
يتابع د.داود" هذا يعني من الناحية العلمية أن الصدع الأرضي الموجود غرب بلاد الشام، قادر على توليد نشاط زلزالي مماثل في المستقبل لكن لا احد يعرف متى"
وأشار إلى ان هذا الانهدام يفصل بين صفيحتين كبيرتين هما العربية والإفريقية وهما تتحركان باتجاهين متعاكسين ما يؤدى الى تراكم كمية كبيرة من الطاقة تحرر على شكل هزات بين وقت وآخر.
وعن امتداد هذه الصدوع يقول د.داود "هضبة الجولان وسلاسل لبنان ومصياف والغاب وسلاسل الجبال الساحلية هي الصدع الرئيسي الذي يولد الهزات وهناك عدد من الصدوع الجابية التي تتفرع عن الصدع الرئيسي مثل صدع سرغايا في سوريا والروم وراشيا في لبنان".
يتابع "كذلك السلسلة التدمرية والمنطقة الشرقية من سوريا، معرضة للهزات" وقدّر داود شدة الزلزال في تصريح سابق لجريدة الوطن * :"لن يتجاوز 7 درجات أو 7.2 درجات بمقياس ريختر وهذا يعتبر زلزالاً مدمّراً ويجب اتخاذ جميع الاستعدادات للحالات الطارئة".
الدراسات والتوقيت
وعن المقاربات الزمنية يشير داود " يلاحظ تكرارية الزلزال كل 200 إلى 250 سنه فبعد زلزال البقاع عام 1759 حدث زلزال بيروت 1956 وكانت شدته 5.2، وحدث زلزال العقبة 1995 وتبعه زلزال البحر الميت 2003".
يتابع داود:" مجموع هذه الهزات قد يكون مؤشر على دخول المنطقة فترة نشاط زلزالي، ومن هنا تأتي أهمية الاستعدادات، لكن هذا لا يعني بان الزلزال سيحدث حتما خلال خمسين سنه كما تتوقع إحدى الدراسات، وربما تكون هذه الهزات التي حدثت هي الزلزال الذي تتحدث عنه تلك الدراسات".
وعن استخدام الحيوانات كمتنبئ، فيؤكد د.داود بأن الحيوانات (الجحرية) مثل الأرانب والأفاعي تلتقط الترددات التي لا يستطيع الإنسان سماعها، وتسمع احتكاك الصخور قبل حدوث الكارثة، لكن تلك الطريقة استخدمت "عام 1974 من قبل الصينيين واخلوا مدينة تعداد سكانها 900 ألف نسمة قبل حدوث الزلزال، لكن بعد سنة استخدموا نفس الطريقة واخلوا إحدى المدن، فضرب الزلزال مدينة أخرى، ومن يومها ألغيت تلك الطريقة" لكنه يشير إلى أن هذا لا يغير من حقيقة أن جميع الحيوانات بما فيها الأليفة تسعى إلى تحرير نفسها والخروج من مخابئها، مستشعرة بالخطر قبل حدوثه".
الشبكة ترصد
أنشأت الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في عام 1995 وتتألف من 27 محطة رصد، موزعة في محافظات القطر. تعمل بشكل مستمر وترسل الإشارات لاسلكيا إلى مركز التجميع في دمشق حيث يجري تحليل المعلومات واستخلاص الاستنتاجات، وترصد الشبكة أي نشاط زلزالي يحدث في المنطقة /لبنان والعراق و تركيا../
ويستعد المركز الوطني للزلازل كما يقول مديره الدكتور داود لـ" تركيب 27 محطة حديثة وهي تضاهي أي شبكة عالمية للرصد الزلزالي"..والمركز الذي احدث عام 2004 وباشر عمله 2007، يقوم بالإضافة الى الرصد اليومي بإجراء الأبحاث ودراسة البنيات الجيولوجية النشطة ويحدد حركتها السنوية، وتأثير الحركة الزلزالية على الأبنية بكل أنواعها، لمعرفة كيفية تخفيف المخاطر، كما يُعد نشرات التوعية بالتعاون مع الدفاع المدني ووزارة الإعلام.