كما ورد في صحيفة الوطن الصادرة اليوم":
اقتباس:
لم تكتمل فرحة أبناء إدلب بصعود فريقهم الرياضي«أمية» إلى دور الأضواء بكرة القدم.. فقبيل نهاية الشوط الأول من المباراة التي جمعتهم مع نادي البوكمال جاء الخبر الفاجعة الذي وقع لأبنائهم الطلبة أثناء قيامهم برحلة مدرسية« لثانوية تقنيات الحاسوب بادلب» إلى الساحل السوري، حيث أسفر الحادث عن وفاة 24 طالباً على الفور وإصابة 31 آخرين بجروح مختلفة منهم ثلاثة بالعناية المشددة، وعلى الفور غادر السادة عبد المالك جعفر أمين فرع الحزب والدكتور عاطف النداف محافظ إدلب ورفاقهم الملعب الرياضي بمدينة إدلب لمتابعة وقائع ذلك الحادث الأليم والإشراف على أعمال استلام الجثث وتسليمها لذويها..
وقد شيعت مدينة إدلب وعدد من مدنها وقراها يوم أمس الأول «الجمعة» وفي مواكب حزينة أبناءها الطلبة الذين لقيوا حتفهم في هذا الحادث الأليم وذلك بمشاركة القيادة السياسية والحكومية فيها وعلى رأسها السيدان أمين الفرع والمحافظ وأعضاء قيادة الفرع.. وحشود غفيرة من المواطنين الذين هزهم نبأ تلك الفاجعة المرورية.. وبمتابعة «الوطن» لوقائع تلك الحادثة الأليمة في مديرية الصحة ومديرية الطب الشرعي ومشفى إدلب الوطني.. تبين أنه قد تم استلام 23 جثة للطلبة المتوفين وأن أعمارهم تراوحت بين 17– 19 سنة، وأن معظم الإصابات القاتلة كانت في الرأس من ضغط وكسر ونزف دماغي صاعق.. وفي تفاصيل أسماء الطلبة المتوفين تبين أن معظمهم من مدينة معرتمصرين بوفاة ثمانية طلاب منها، ومنهم شقيقان وتوءمان إضافة إلى طالب وحيد لأهله في حين أن معظم الطلاب كانوا من البكر الأول لأهلهم، في حين يشير عدد الضحايا قياسا بعدد طلاب الرحلة البالغ 58 طالبا إلى نجاة أربعة طلاب من الحادث بسبب تخلفهم عن الالتحاق بالبولمان في إحدى الاستراحات وفيما يلي أسماء المتوفين بالحادث:
«أسامة ضعضع، أيمن أسود، غياث نداف» من مدينة إدلب- «سامر طه محلول، سائر موحد، عامر طه محلول» من سرمين – «رامي حيدر، عمار القاضي، علاء عاشور، يوسف بيطار، أحمد حيدر، محمد بيطار، ماهر بدلة، محمد نصري حيدر» من معرتمصرين- «مصطفى بعاج، عدنان قزموز، عبيدة سماق» من أريحا- «أحمد الخال» من دركوش- «همام بكرجان، محمد نور حداد» من جسرالشغور- «يوسف حاج يوسف» من طعوم- «غياث شاقول وهو مدير المدرسة» من الفوعة- «مصطفى عمر الطه» من المسطومة.
وبينما يعيش الناس بالمحافظة هول تلك الفاجعة المرورية مؤمنين بقضاء اللـه وقدره فإن الجميع يتساءل عن الأسباب المتكررة لحوادث السير المتكررة، وإن استمرار تلك الأسباب سيؤدي حتما إلى تلك الحوادث المؤسفة وفي كل مرة يعلن عن الحادث ومع أسبابه المعلنة والتي تعد على عجل لتنظيم ضبط الحادث، في حين تغيب أسباب أخرى لتلك الحوادث وغالباً ما تموت تلك الأسباب بموت ضحاياها أو فناء المركبة في موقع الحادث، إلى حد أننا قد اعتدنا على كثرة الحوادث المرورية وسماع الأسباب والمبررات ودون أن نلمس إلا إجراءات محدودة للحد منها لا ترقى إلى مستوى قطرة دم واحدة من أبناء الوطن«ضحايا حوادث المرور» فالأسباب هنا على حد زعم السائق لبعض وسائل الإعلام «توقف أو تعطل المكابح أو الفرامل» في منتصف المنحدر، وذلك المنحدر الذي تحمل بدوره مسؤولية أكبر بالحادث، ثم تتشعب الأسباب إلى الاصطدام بشجرة ثم انقلاب البولمان عدة مرات حتى استقر أسفل منزل انهار فوقه وقتل الطلاب وأهل البيت.. وهذه الأسباب المعلنة يلحق بها أو يسبقها أسباب أكثر خطورة أدت إليها ألا وهي السرعة الزائدة أو عدم توخي الحذر وعدم تخفيف السرعة في المنحدرات وقبيل المنعطفات.. ثم إن ذلك العدد الكبير من الطلبة المرتحلين في هذا البولمان والذي وصل إلى 52 طالباً وبما يزيد على سعة وطاقة البولمان في تلك الطرقات الجبلية الصعبة، ثم يأتي ضيق الطريق وضيق المنعطف الذي انتهى إليه هذا المنحدر وبشكل جعل من الصعوبة انعطاف البولمان مع سرعته الزائدة بسبب انفلات المكابح.. ولكن المؤسف في ذلك أن هذا المنحدر والمنعطف الذي وقع فيه الحادث قد شهد سابقا وقوع عدة حوادث مرورية.. والوعود المؤجلة تقول: إن هناك مشروعاً لتوسيعه منذ أكثر من 15 سنة بانتظار حل مسألة الاستملاكات وإن الطريق مركزي بمعنى أن مواصفاته يفترض أن تكون أفضل من الطرق المحلية من حيث عرضه واتساع منعطفاته.. فهل تطوى صفحة أسباب حوادث المرور بطوي صفحة ضحاياها في كل مرة.. أم إن الاهتمام الحكومي الذي حظي به هذا الحادث سيفتح ملف أسباب وحوادث السير المفجعة، وفتح صفحة جديدة في معالجتها وبشكل يتزامن مع الأيام الباقية لسريان قانون السير رقم 11 لعام 2008 الجديد والذي تشدد في عقوبات مسببي حوادث السير وإلى حدود جعلت الكثيرين يتلمسون سبل الأمان ليس حفاظا على ضحايا المرور فحسب بل ضخامة المبالغ والغرامات ومدد السجن لمسببي تلك الحوادث من سائقين وغيرهم.
ولا تزال أصداء الحادث الأليم الذي شهدته مدينة طرطوس تتوالى وتتفاعل بعد وفاة شاب آخر صباح أمس من أهالي قرية بحنين كذلك لا يزال الاهتمام الرسمي بهذه الفاجعة كبيراً فشهدت المشفى زيارات لقيادات المحافظة متمثلة بالسيد أمين الفرع والمحافظ وقائد الشرطة ورؤساء الفروع الأمنية ومدير الصحة عادوا خلالها الجرحى واطمأنوا على سير العلاج الذي يتلقونه وكانت المشفى ومنذ انتشار الخبر قد تحولت إلى خلية عمل مستنفرة بكافة أقسامها...
كما زار السيد وزير التربية ومعاونه المشفى يوم الحادث للاطمئنان على الجرحى الذين بلغ عددهم 27 جريحاً 8 منهم لا يزالون في العناية المشددة.
أما أسماء المصابين في شعبة الجراحة الثانية فهي:
محمد درة سائق- عبيدة جدعان- عبد الله السيد- شمسية إسماعيل- كمال فاخوري- عبد القادر عرجة- صفوت شيخوني- بلال قزيز- محمد مشلح- ماهر مشلح- محمود أبو خليل- علي سحيل- محمد ناصيف- محمد عدنان لاذقاني- إبراهيم علي- علاء بعاج- عدي أبو شامة- محمد بطل- غسان نبهان.
وفي التفاصيل فإن حافلة لنقل الركاب«بولمان» كانت تنقل طلاباً من مدرسة ثانوية تقنيات الحاسوب في إدلب مع بعض المدرسين في الثانوية في رحلة إلى الساحل وقد سلكت طريق مصياف الشيخ بدر طرطوس.. وعند منتصف الطريق بين الشيخ بدر وطرطوس وتحديداً داخل قرية بحنين حيث يمر الطريق المذكور وعند منحدر اندفعت هذه الحافلة واكتشف السائق تعطل المكابح «الفرامل» فيها فتابعت اندفاعها وخرجت عن الطريق لجهة اليمين وتدهورت بقوة بحيث سقطت في الهواء واصطدمت بأحد بيوت القرية واستقرت في الأسفل بعد عدة تقلبات ما أدى إلى وقوع هذا العدد من الوفيات والجرحى حيث من بين الجرحى أربعة أشخاص منهم نساء من سكان البيت الذي اصطدمت به الحافلة توفي أحدهم لاحقاً.
وهذه الفاجعة الكبيرة تطرح الكثير من التساؤلات التي تحتاج منا أجوبة سريعة وخاصة نحن مقبلون على فصل الربيع حيث تكثر الرحلات المدرسية.. بعيداً عن القضاء والقدر أن نخسر 24 شاباً وفي حادث مجّاني أمر لا يمكن السكوت عنه... ولا تجاوز أسبابه المتعددة.
برسم السادة المسؤولين
| سميرة المسالمة
جهات كثيرة تتقاسم مسؤولية الكارثة التي ألمت بالأسر السورية في إدلب وطرطوس، وإذا كانت هذه الجهات ترى في تقديم التبريرات أقصى ما يمكن أن تقدمه، فنحن نرى أن تتحول القضية إلى مساءلة نبحث فيها عن مجمل الأسباب الحقيقية التي تترك أطفالنا بين براثن الموت المحتم حتى لا يبقى المسؤولون عنها مستظلين بالقضاء والقدر، وإذا كنا لا يمكن إلا أن نقول الحمد لله على ما أصابنا خاضعين لمشيئة الله، فإن هذا التسليم يوجب علينا بداية أن نعقل أسباب عدم دفع أطفالنا إلى هاوية القدر الأسود، المتربص لهم على طرقاتنا التي تئن تحت وطأة عشرات المشكلات: من الازدحام إلى سوء التنفيذ إلى التراخي في مراقبة سرعة الحافلات إلى حالة الفساد التي تسمح لآليات غير سليمة فنياً بالسير في طرقاتنا لتكون المصيبة أكبر في أن الآليات التي تنقل أطفالنا يومياً إلى ومن مدارسهم دون ملفات تؤكد خضوعها الدوري لفحص فني يجيز لها تولي مهمة نقل أكبادنا.
حادثة يوم الجمعة الماضي ليست حادث سير ستغرقه الحوادث المتلاحقة بالنسيان، بل هي نتيجة التمادي في دفع المسؤوليات وتقاذفها دون تفنيد وعنونة لها، ولذلك فإن المطلب الحق أن نسأل من خلال هذه الحادثة تحديداً من المسؤول عن أرواح أطفالنا عندما تغيب المصلحة العامة عن أذهان بعض المستفيدين من رحلات مدرسية غير مدروسة في اتجاهاتها وآلياتها ومرافقيها، لتحل محل المصلحة العامة منافع شخصية تلقي بكل التعاميم المنسية إلى سلة المهملات؟ ومن المسؤول عن ضبط سرعات هذه الحافلات على الطرقات؟ وسابقاً من المسؤول عن وجود سائقين رعناء لا يتمتعون بالحد الأدنى من الثقافة المرورية وهم ليسوا فقط يمارسون رعونتهم في وجود أطفالنا بل ينقشون في أذهانهم هذه الرعونة على أنها ثقافة مجتمع.
وزارة التربية أول المتهمين اليوم في التراخي والتساهل بما يتعلق بأمن وأمان أطفالنا في مدارسهم من مياه الشرب إلى حالة السقف الذي يستظلون به وحتى إلى كل حرف يُدرّس في مناهجهم، ولاحقاً مواصلاتهم واختيار آليات نقلهم وسائقيهم، ووزارة النقل وإدارات المرور معنيتان مباشرة عن حالة الطرق وضبط السرعات التي سمعنا كثيراً عن مشاريع وورشات عمل تقام لأجلها ولكنها كما هي العادة بقيت مجرد مشاريع تطويها الأدراج.
وأخيراً نسأل هل تحقق الرحلات المدرسية عوامل الأمان اللازمة لأطفالنا من كادر رقابي وصحي، إلى آلية فنية سليمة، إلى سائق يؤتمن على أرواح أطفالنا.
مع بداية موسم الرحلات يحق لنا أن نرفع الصوت عالياً لأننا نريد رحلات ترفيهية وليس كحال هذه الرحلة الكارثية.
وأخيراً: هل يقبل المسؤولون بوجود خلل في مكابح أي سيارة يركبونها أم إن الفحص الفني لمركباتهم واجب وللآخرين...!!
وزير التربية: التحقيق مستمر بأسباب الحادث
| هناء ديب
كارثة حقيقية هزت مشاعر السوريين وفطرت قلوب أهالي وذوي طلاب مدرسة ثانوية تقنيات الحاسوب في إدلب الذين تحولت رحلتهم للساحل السوري لفاجعة كبيرة أودت بحياة 24 طالباً بعمر الورد وإصابة أكثر من 27 آخرين ثمانية منهم إصابتهم لا تزال بحال حرجة.
هي ليست المرة الأولى التي تنتهي بها الرحل المدرسية بحوادث أليمة فقد سبقتها حوادث بالجملة وبمختلف المحافظات أزهقت أرواحاً بريئة لا تحلم إلا برؤية مناطق وأماكن كان للمناهج التعليمية التي يدرسونها الدافع الأكبر وراء رغبتهم في زيارتها مجتمعين لتكون لاحقاً محاور لأحاديث فيما بينهم غير أن أيدي الإهمال كانت وفي الكثير من هذه الحوادث هي الأقوى فحالت دون تحقيق أحلام هؤلاء الطلاب ثروتنا الثمينة التي نتغنى بها دائماً وتحرص التربية عليها.
إلا أن تعاميمها لحماية أبنائها الطلبة خاصة أثناء القيام بمثل هذه الرحلات ولاسيما لجهة التأكد من سلامة الآليات وتوافر معدات الإنقاذ التي لا تذكرها إلا عند حدوث مثل هذه الكارثة. لقد سجلت الجهات المعنية في محافظة طرطوس أسباب الحادث بتعطل لمكابح البولمان الذي نقل الطلاب وهذا أكبر دليل على عدم تقيد إدارات المدارس ومديريات التربية بمثل هذه التعاميم.
وزير التربية الدكتور علي سعد أكد بتصريح لـ«الوطن» عبر الهاتف أن وزارة التربية وبعد حادثة غرق طلاب العام الماضي أكدت بتعميم لها على مديرياتها بالمحافظة التأكد من سلامة الآليات التي تنقل الطلاب أثناء الرحل المدرسية لا بل ضرورة توافر معدات إنقاذ ومشرفين خاصين بالرحل الساحلية لكون الطلاب قد يمارسون هواية السباحة. أضاف: إن مديري المدارس ليسوا متخصصين بمكانيك السيارات ليقوموا بفحص الآليات، وعموماً والكلام لوزير التربية فإن التحقيقات بأسباب الحادث لم تنته فقد يكون السبب مكابح البولمان أو السرعة الزائدة أو خطأ بشرياً.
بتكليف من الرئيس الأسد
محافظ إدلب يقدم التعازي لذوي المتوفين بالحادث
| إدلب- سانا
بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد قام الدكتور عاطف النداف محافظ إدلب أمس بتقديم التعازي لذوي المتوفين في حادث السير الذي وقع في محافظة طرطوس أمس الأول.
وعبر ذوو المتوفين عن شكرهم وامتنانهم لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس الأسد والتي لاقت ارتياحاً كبيراً في نفوسهم داعين اللـه عز وجل أن يديم سيادته ذخراً للوطن والأمة.
وشارك في تقديم التعازي أمين فرع إدلب للحزب وقائد الشرطة وأعضاء قيادتي فرعي الحزب والجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء مجلس الشعب وأعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة.
يذكر أن هذا الحادث الذي وقع أمس خلال رحلة سياحية لطلبة ثانوية تقنيات الحاسوب في إدلب إلى محافظة طرطوس أودى بحياة 24 شخصاً وإصابة 31 آخرين حيث وقع الحادث نتيجة تعطل مكابح البولمان واصطدامه بشجرة ومنزل في موقع الحادث.
|
صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا .
لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك.
وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة.
....
|