16/03/2008
|
#18
|
مشرف
نورنا ب: |
Jan 2006 |
المطرح: |
قلب الله |
مشاركات: |
14,333 |
|
كان رجلان يصعدان في طريق غير مستخدمة. وكانت السماء تثلج والهواء الجليدي يضرب وجوههم. والريح العاصفة تصفر بين الصخور كدوامة.
كان الرجلان يمشيان بصعوبة مع معرفتهما بأنهما إن لم يجدا مأىً فسيموتان من البرد والألم.
اقتربا من الهاوية، فالقلب مشدود من القلق والعينان تكادان تعميان من الثلج. فجأة سمعا أنيناً، كان هناك رجل واقع في واد صغير مجروحاً غير قادر على الحركة ويطلب النجدة.
قال احد الرجلين : " إنه القدر. هذا الرجل محكوم عليه بالموت. لنسرع الخطا إذا لم نرد أن ننتهي مثله. لا نستطيع أن نفعل له شيئا ً .. إنه سيعيق تقدمنا " وأسرع في التقدم منحنياً نحو الأمام لكي يناضل ضد البرد.
أما الرجل الثاني فعلى العكس أشفق على الجريح و حمله على كتفيه لاهثاً وصعد على الطريق كان قد حلّ المساء وأصبحت الطريق مظلمة أكثر فأكثر, وكان الرجل الذي يحمل الجريح على ظهره يتصبب عرقاً وقد نفذت طاقته عندما وجد أضواء مأوىً, وكان يُشجع الجريح على أن يتماسك عندما عثر فجأةً وهو ينظر إلى عائق على الطريق فنظر عن كثب ولم يستطع أن يخفي صرخة الرعب عندما وجد عند قدميه جثة رفيق طريقه ميتاً من البرد.
هو نفسه لم ينجو من الموت إلا لأنه حمل على كتفيه الرجل الذي أنقذه من الوادي.

يا رب
ساعدني
أن ألقي نظرة على المجروحين في عالمنا
هم لن يعيقو تقدمي
ولن يقفوا في وجه مسيرتي
لكنهم قادرون على بعث الدفئ في ّ
يا رب
اشكرك على أصدقائي
الذين يحملونني دوما ً
عندما أكون جريحة ..
احفظهم لي ..

|
|
|