مشرف
نورنا ب: |
Apr 2007 |
المطرح: |
Aleppo-Syria |
مشاركات: |
4,345 |
|
* هل كانت هناك استجابات نقدية تواكب أعمالك الإبداعية؟
لم آخذ حقي من النقد, لكن القراء كرموني, فكتبي مقروءة بشكل كبير وتطبع عدة طبعات, والأجيال الجديدة تقرأني كثيرا, لذا لا يعنيني النقد, فالناقد هو السباح الماهر الذي يدور حول اللآلئ, ويحاول أن يستمد من الإبداع ما يكتبه, ويبقي الإبداع إبداعا رغم أن النقد يفيد في أحيان كثيرة.
* لماذا كلما كتبت قصة ثارت ضجة كبيرة حولها وهوجمت؟
لا أعرف لكنني أعتقد أن هناك شيئا في شخصي وفي كتاباتي يثير الآخرين, يثيرهم حبا أو نقمة, هناك شئ لا أعرفه, فحتى مقالاتي في الصحف تحدث نقاشات ومشاكل, والحمد لله علي كل شئ.
* وصفك النقاد بأنك تمزقين في رواياتك أستار الحياء وتخرجين عن التقاليد؟
من قال هذا الكلام لم يقرأني, فأنا أؤمن بالروحانيات, والحب عندي روحاني قبل أن يكون جسديا, ورواياتي تحمل تحليلا نفسيا وروحيا, ولا توجد جملة في رواياتي تعبر عن وصف جسدي سئ أبدا, أحيانا أقرأ قصصا لنساء يصفن فيها الجسد العاري فأحس بالخجل, حتى في حياتي العادية, وأنا امرأة خجول, وكنت دوما أدخل في نقاشات وجدل, وكان زكريا تامر يتناقش مع المتناقشين ثم يقول لهم: هل تريدون أن نسكتها؟ إذن قولوا لها: ساقاك جميلتان, فستحمر خجلا وتصمت, وبالفعل كان هذا يحدث معي, لست إباحية, ولا أحب الكتابة الإباحية, كتاباتي تحمل السياسة بين اليمين واليسار, والتقدمي والرجعي, وبها الروحانيات والحب والسعي نحو مجتمع أفضل.
* قلت ذات مرة أنا أكتب عن أشياء أعرفها جيدا.. ماذا تعنين بهذه الجملة؟
إخواننا اليساريون الذين لا يعرفون في أي مرحلة نعيش الآن يقولون إنني أصف المجتمع البرجوازي, وبالطبع أصف المجتمع البرجوازي لأنه مجتمعي, وأنا لا أستطيع أن أصف حياة فلاح في الريف إلا إذا ذهبت وعشت هناك, إنني أصف المجتمع الذي عشت فيه وأنتقده لأنني عرفته جيدا, لا أستطيع أن أتصنع وأكتب عن عامل, وأنا لا أعرف كيف يعيش, وهذا هو الصدق في الكتابة.
* رجل فارع كالطموح, قوي كالنجاح, قاس كالحرمان, حنون كزرقة النهر, هل هذه مقاييس الرجل بالنسبة لك؟
لقد قلت هذا في كتابي الكلمة الأنثى وكانت مقاييس الرجل بالنسبة لي كذلك, ووصفته أيضا في أيام مع الأيام, وكيف أريده أن يكون؟ شعوري نحو الرجل لم يتغير في أعمالي, الذي يتغير هي الجمل التي أصفه بها.
* حدث خلاف كبير بينك وبين المنتج صبحي فرحات علي تجسيد فاتن حمامة وزبيدة ثروت لـ أيام معه؟
كانوا يريدون تقديم الرواية في فيلم, وقد طلبت مني فاتن حمامة ذلك وهي صديقتي وأحبها كثيرا, وعندما سألوها ما رأيك في دمشق؟ قالت أنا أري دمشق من خلال عيون كوليت خوري, وهي امرأة حقيقية, وأراد صبحي فرحات أن يعطي الفيلم لزبيدة ثروت, ثم نشبت أزمات عديدة بين صبحي فرحات وجهات عديدة ولم يتم العمل.
* وماذا عن روايتك ومر الصيف؟
أخذتها إقبال بركة وأعدتها كسيناريو ولم ينتجها التليفزيون المصري حتى الآن.
* لماذا تراجعت قصصك ورواياتك أمام مقالاتك في الفترة الأخيرة؟
هذا صحيح, لكن السبب هو المرحلة, فالناس ليسوا علي استعداد الآن لقراءة القصص الطويلة, لقد تغير إيقاع الزمن والناس بحاجة لمقالات يعرفون من خلالها ما الذي يحدث في العالم, الإنسان راكد الآن والوقت ضاق بسبب الأحداث السياسية الآنية والحياة اليومية صارت صعبة كثيرا.
* كوليت خوري الأديبة أجمل كثيرا وأشهر من كوليت عضوة البرلمان السوري السابقة.. فماذا عن هذه التجربة؟
حين دخلت مجلس الشعب صرت محدودة, لكني دخلته لأسباب أخري, فقد مررنا في سوريا بمراحل صعبة جدا, وكنت أحاول أن أقول إنني هنا لأجل العمل والتضامن لأجل مستقبل سوريا, وما كنت أعبر عنه بالكتابة عبرت عنه بالكلام في مجلس الشعب, لذلك انسحبت بعد دورتين حين وجدت أنني لست في حاجة إلي التعبير, وكانت التجربة مهمة جدا في حياتي, وأكدت لي أن قرائي شئ ملموس حين خرجوا من الخيال وجاءوا وانتخبوني ونجحت دورتين بفضل قرائي.
* وماذا عن مذكراتك؟
هناك صحفية مهمة جدا من حلب وهي هناء طيبة سجلت لي مذكراتي وستصدر في كتاب قريبا, ولا يوجد لدي وقت لأكتب مذكراتي.
* حبك ياعميقة العينين. تطرف. تصوف. عبادة, حبك مثل الموت والولادة صعب أن يعاد مرتين, أبيات كتبها نزار قباني.. هل هو بطل أيام معه؟
كنت أعيش مع نزار قصة حب ومشروع زواج خططنا له قبل أن أكتب هذه الرواية بعامين, وقد انتهت هذه القصة.
* لماذا انتهت؟
أحببت نزار كثيرا لكنه كان يحلم بالسفر والطموح فتخليت عنه فأحبني هو فتركته, ولم يحدث تداخل في نفس الوقت, أحسست أنه لا يعطيني نفس الحب الذي أعطيه إياه, فقلت له إنني مسافرة, وسافرت فأحبني كثيرا وعاد إلي فلم أحبه.
* ولماذا تخفين رسائله إليك؟
لا أخفيها, ستصدر في كتاب قريبا, ولم أنشرها في الصحف والمجلات لأنها تستحق النشر في كتاب.
* لكن في نفس توقيت سفرك غادر هو الشام؟
سافرت إلي الولايات المتحدة الأمريكية وسافر هو إلي الصين.
* سافرت إلي أسبانيا مع زوجك حين كان نزار هناك؟
لا.. تزوجت في فرنسا, وبعد ذلك تركت زوجي هناك, وعدت إلي الشام ولم أذهب إلي أسبانيا, وتعرفت إلي نزار في دمشق وسافرت لأمريكا لأهل زوجي, ثم سافر نزار إلي الصين ثم عدنا معا فترة بعد انفصالي عن زوجي, ثم سافر إلي أسبانيا و التقي بزوجي هناك وصارا صديقين, وكانا يمضيان وقتهما في الحديث عني. وقد التقيت نزار ذات مرة فيما بعد, وبعد أن انفصلت عن زوجي قال لي: كيف تتركين شابا مثل طربون الحبق؟ كيف تتركين هذا الشاب؟ وفيما بعد قابلت زوجي الذي انفصلت عنه فقال لي: كيف تتركين نزار وهو رجل عميق وشاعر عظيم؟ فأصبح زوجي صديقا لنزار وأنا تركت الاثنين.
* هل زياد بطل أيام معه هو نزار؟
لا.. لكنها خليط من عديدين, الجيتار والوصف هذا لزوجي عازف الجيتار, زياد في أيام معه هو تشكيلة رجال من نزار وزوجي وآخرين, حوالي أربعة رجال.
* ما أقرب قصائد نزار قباني إلي قلبك؟
أحب له كثيرا: أيا أمي.. أيا أمي, أنا الولد الذي أبحر ومازالت بخاطره تعيش عروسة السكر, فكيف فكيف يا أمي غدوت أبا ولم أكبر.. هذا هو نزار قباني.
* وما القصيدة التي كتبها لك؟
لم يكتب لي قصيدة واحدة.. كتب دواوين عني. " "
* ما الذي تقولينه الآن عن نزار؟
أقول إنني ذات مرة أحببته ثم توازنت وتركته, ثم أحبني هو فكنت قد أحببت زوجي الثاني فتزوجت وتغير المسار, وبعد رحيله فتحت الخطابات ووجدت الحب يرفرف داخلها كعصفور,27 خطابا كتبها لي ولو كنت قرأت هذه الخطابات حين أرسلها لي لكنت عدت إليه, لأني حين افترقت عنه وأرسل لي خطابات لم أقرأها, وحين مات وقرأتها أنا وزوجي, قال لي زوجي انشريها فرفضت, فهي قطع أدبية جيدة.
* هل رأيت كوليت خوري في مسلسل نزار قباني؟
إطلاقا.. وجدت ثلاثا أو أربعا فيهن شئ مني, لقد وزعوني علي عدة نساء.
* ما رأيك في المسلسل؟
قبل أن أتحدث عن المسلسل, فأنا ضد أن يعرض أي عمل دون موافقة الورثة, هذا عيب كبير, و عيب علي الدولة أن تعرض مسلسلا دون موافقة الورثة, وعيب علي الدول العربية التي لا تحافظ علي الكنوز التي تحت يديها تحت وهم مقولة سخيفة هي ملكية عامة. عرض مسلسل نزار قباني سابقة خطيرة تهدد كل من حمل قلما في بلادنا وعيب والدولة في النهاية هي المسئولة, وكان يجب أن تمنع هذا العمل, وقد قالوا لابنته هدباء سوف ندفع لك150 ألف دولار, فقالت لهم ولا مليون دولار يعنيني, يعنيني قراءة السيناريو, فقالوا طلبت مليون دولار, وهذا لم يحدث.
* وماذا عن المسلسل ونزار نفسه؟
المسلسل بعيد جدا عن نزار قباني, فيه سلبيات وفيه إيجابيات مثل كل مسلسل, لكنه لا يمت إلي نزار قباني بصلة, كما أن هناك قصص حب كانت مختلقة في العمل.
* هل ولدت مشاهدته ذكريات داخلك؟
لا.. ولدت نقمة
أجري الحديث: سامي كمال الدين
الأهرام العربي- 20 مايو 2006
 
ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..
ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..
ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!
.
|