فضل القصيدة
ولدتُ في وسط شعري، وذلك في قرية فقيرة في سوريا. لم تكن سائدة هناك غير ثقافتين. الأولى حية ومجسدَة والثانية تقليدية وتجريدية. ولم أعش طفولتي كأغلب الأطفال، لأنني وُلِدت كشجرة أو كحجر أو كنهر أي كجزء من الطبيعة وليس من المجتمع. ولذلك، كتبتُ الشعر منذ طفولتي. كما أنني دخلت المدرسة بفضل قصيدة. إن الشعر هو الذي صنعني إذن ومنحني إمكانية التعلم والوجود في مدرسة. يتعلق الأمر بقصة طويلة. فحينما كنتُ طفلا، لم أكن أذهب إلى المدرسة، بخلاف عدد كبير من أطفال القرية. وبعد استقلال سوريا سنة ،1943 قرر الرئيس الأول للجمهورية، شكري القوتلي، زيارة القرية فقد قلتُ لنفسي: “سأكتب قصيدة للاحتفاء بمقدم رئيس الجمهورية، وسيستمع إليها، وسيُعجب بها، وسيسألني: ما الذي يمكن أن أفعله من أجلك صغيري؟ وسأجيبه: أريد أن ألج المدرسة”. وقد تحقق هذا الحلم بشكل حرفي. ولذلك أقول انني مدين بما أنا عليه الآن لقصيدة.

|