الانسان مجموعة من الثوابت و المتغيرات فالشخص المقتنع بشيء ما, لن يتغير اقتناعه سواء ترقى بسلم الاقتصادي نحو الاحسن او الاسوء فالماركسية حاولت الربط بين الدين و الفقر+الجهل لكن بالنسبة لي هذا الربط تهاوى مع التطور الذي عرفه المجتمع حيث بدأ الدين يترسخ في الطبقات المثقفة و الميسورة نوعا ما بعدما كان عنوان للدروشة و الخرافة في القرن التاسع عشر و منتصف القرن العشرين حيث الان يمكننا ان نتكلم عن برجاوزية متوسطة ذات توجه ديني حيث يمكن ان نتحدث عن ظاهرة فريدة و هي ابتعاد اغلب الفئات الدنيا و الفقيرة عن الدين و توجه الطبقة المتوسطة للدين فمثلا حزب العدالة و التنمية التركي تعتبر الطبقة المتوسطة من موظفين و تجار الدعامة الاساسية له في الانتخابات و نفس الشيء بالاحزاب الاسلامية المغربية المعتدلة فالاعتقالات التي طالت مثلا اعضاء حزب البديل الحضاري ذو التوجه الاسلامي بتهمة الاعداد لاغتيال وزراء و سياسيين و عسكريين حيث ان المعتقلين كانوا صيادلة و اساتذة و ظباط شرطة و مهندسين .
عموما الايديولوجيا و الدين عندما تستعمل للسيطرة على العقول تصبح افيونا فالانظمة الماركسية عندما استعملت الفكر الشيوعي للسيطرة على الناس و مصادرة العقول و معاداة الاخر اصبحت افيونا , القومية العربية عندما استعملت في تجيش المشاعر و المشي على الماء و مجابهة طواحين الهواء صارت افيونا, الاسلام عندما يستعمل كمطية لاخضاع الشعوب للحاكم بحجة ولاية الامر وعندما تتمنع النساء من قيادة السيارات بحجة الشرع يصير الدين افيونا.
ان الدين و اي فكر عندما يجرد من روحه و جوهره يصير مرساة تجر الشعوب نحو قعر التخلف و الانحلال.
بالنسبة للتابوهات في مجتمعنا الذي يخضع لتاثيرات متعددة منها الديني والعلماني و .....يجب مناقشتها اولا حسب الفكر او الدين المجرد و بين ممارسات المجتمعات.
السياسة لست بتابو في الدين او اي فكر لكن المجتمع جعلها تابو او بالأحرى بعبع نتيجة الممارسات القمعية للسلطة و الاعتقالات فصارت السياسة(معارضة النظام ) عنوانا للشقاء و بالتالي المجتمع ابتعد عن الخوض في السياسة طلبا للسلامة.
الدين له وضع خاص فهو الى جانب اللغة يشكلان و يحددان انتماء الانسان و شخصيته و بطبع الانسان انه يتحسس من نقض الاخر لشخصه و انتمائه فمثلا المواطن العربي يلعن وطنه صباح مساء لكن اذا سمع اجنبي ينتقذ وطنه تاخذه النخوة فيثور في وجه الناقذ . لذا التعامل مع الدين يكون بنفض الخرافات و الاشياء الدخيلة عليه و ليس بالغائه و انكار ثوابته.
الجنس كموضوع دينيا ليس بتابو انما الارث الثقافي هو الذي جعله امرا يمنع تناوله و مناقشته فبمراجعة التوراة و الانجيل ستجد عدة اسفار مخصصة للجنس نفس الشيء بالقران و الاحاديث النبوية التي تناولت عدة قضاياجنسية من هذا المنطلق يجب التفريق بين تحريم الدين للمارسة الجنسية خارج الاطار الشرعي و اباحته لتناول الجنس كموضوع نقاش و تاسيسه لثقافة جنسية و بين تحريم المجتمع للجنس ممارسة و فكرا و مناقشة حتى بين الزوج و زوجته بحجة الحياء و الاحترام.
تحياتي
مــاتــت أمـــي ... و قــبـلــت جــبـيــنهــا الــبــارد
|